فنانون يطالبون بإحياء المسرح المدرسي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
*هيثم الاشقر
دعا عدد من الفنانين القطريين إلى رد الاعتبار للمسرح المدرسي من خلال تشكيل لجنة من المجلس الأعلى للتعليم ووزارة الثقافة والفنون والتراث لإعادة إنشاء المسرح المدرسي وإعادة تدريس مادة التربية المسرحية ضمن المناهج مرة أخرى.
وأكد هؤلاء أن غياب مادة التربية المسرحية أثر كثيرًا على المشهد المسرحي في قطر، وألقى بظلاله على حالة الركود التي تعيشها الحركة المسرحية في الفترة الأخيرة، فالمسرح المدرسي يسهم في نقل المعلومات والمعارف إلى الطالب بأسلوب فني راق ومشوق وجذاب وبسيط، فضلا عن تقريب الأحداث التاريخية والثقافية وعرضها على خشبة المسرح، وتقويم لسان الطالب وتنمية شخصيته من أجل تهيئة كوادر مسرحية، فنية صالحة للاحتراف في هذا المجال.
جيل جديد
في البداية أكد المخرج والفنان فالح فايز أن إلغاء التربية المسرحية كانت خطوة غير موفقة، لأنها أثرت على الحركة المسرحية بشكل كامل، فالاعتماد كان كبيرًا عليها في ضخ جيل جديد ودماء جديدة للحركة المسرحية، فالتربية المسرحية كانت تخلق الموهوبين في جميع مجالات المسرح، خاصة خلال فترة مسرحة المناهج، مشيرًًا إلى أن التربية المسرحية كانت عبارة أكاديمية مصغرة ويعمل فيها كوادر من أفضل المدرسين في قطر، ووجودها خلق حراكًا مسرحيًا عرفناه في الثمانينيات وهذا سمح بانطلاق الجيل الثاني من داخل التربية، وواصل البعض منهم دراسته الأكاديمية لكي يطور نفسه ويكمل المسيرة، وإلغائها انعكس على احتياطي المبدعين الذي كنا نختار منه مثلما ترك أثره على العملية التعليمية التي لا يمكن اعتبار التربية المسرحية رفاهية بل هي عضو أساسي في تطوير الحركة المسرحية في قطر.
ونفى فالح فايز أن يكون المركز الشبابي للفنون المسرحية عوضا عن المسرح المدرسي، مؤكدا أن الورش والتدريبات التي تقام خلال فترة معينة غير كافية لإرساء قاعدة من الفنانين الموهوبين، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك منهج دراسي ومدرسون متخصصون في جميع مجالات المسرح.
أداة تثقيفية
من جهته قال الفنان محمد البلم رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية أن إلغاء المسرح المدرسي أحدث خلل كبير في المشهد المسرحي في قطر، مؤكدا أن منابع الإبداع المسرحي جفت بعد إلغاء هذا الكيان، مشيرا إلى أن المسرح المدرسي كان أداة تربوية وتثقيفية وترفيهية، ورافداً هاماً من روافد الفن القطري، من خلال قدرته على اكتشاف الطاقات التمثيلية لدى الطلاب، وإطلاق مواهبهم، وتنمية قدراتهم الفنية والخيالية، وتحسين مستوى الذائقة الفنية والجمالية، وطالب البلم بسرعة إعادة الحياة للمسرح المدرسي، وتفعيل دوره في إعادة بناء جيل جديد قادر على النهوض بالحركة المسرحية في قطر.
وأوضح البلم أن المركز الشبابي للفنون المسرحية يحاول أن يدعم الحركة المسرحية بتأهيل المواهب الشابة من خلال اقامة العديد من الورش في مجال الكتابة المسرحية والتمثيل وغيرها، من أجل فتح أبواب جديدة للمواهب، وتأهيل الشباب للعمل المسرحي، وذلك بتدريبهم على الوقوف على خشبة المسرح والتمثيل.
قرار كارثي
بينما وصف الفنان عبدالله أحمد قرار إلغاء المسرح المدرسي بالكارثي، مشيرا إلى أن إلغاء التربية المسرحية ورعاية الشباب من أكبر المصائب التي أصابت الحركة المسرحية في قطر.
مشيرا إلى أن من بين 100 طالب كانوا يلتحقون بالمسرح المدرسي سنويا، يتم اكتشاف موهبتين أو ثلاثة على الأقل فنية صالحة للاحتراف في هذا المجال، يتم تدريبها ورعايتها إلى أن تنضم لمسرح الشباب، ثم المسرح العام، ونجح المسرح المدرسي فعلا في إعطاء الساحة فنانين ومؤلفين، منهم المخرج والفنان ناصر عبدالرضا وجاسم الأنصاري كممثل مبدع، وغيرهم كثيرون.
من جهته قال الفنان عبدالله أحمد : كيف سيكون هناك أجيال متعاقبة تحمل راية المسرح القطري، دون أن يكون هناك معمل لتفريخ المواهب، وكيف ستكون هناك حركة مسرحية قطرية ونحن نجفف جميع منابعها، فالمسرح القطري ميت والمواهب تنضب، وأصبحنا لا نمتلك موسم مسرحي، وعروضنا أصبحت مقتصرة على مهرجان المسرح المحلي .