مهرجان العيد يدعم الحركة الثقافية والإبداعية بسوق واقف

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
*مصطفى عبد المنعم
شكلت الفعاليات الثقافية جانبًا مهمًا من احتفالات العيد بسوق واقف الذي تختتم فعالياته اليوم عبر تقديم العديد من أشكال الفنون الثقافية سواء المسرحية مثل مسرحية “خرابة 5 نجوم “التي شهدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا على خشبة مسرح قطر الوطني، أو التشكيلية كالفعاليات التي نظمها مركز واقف للفنون بمشاركة قطرية وعربية واسعة استقطبت جمهورًا كبيرًا، وكذلك تلك التي تهتم بتنمية الإبداعات الفنية عند الأطفال كالرسم والتلوين.
“الحركة المسرحية”
فعلى صعيد الحركة المسرحية قرر أعضاء فرقة “خرابة 5 نجوم” تمديد العرض المسرحي اليوم وغدًا على مسرح قطر الوطني حتى نهاية هذا الأسبوع ليتيح للجمهور الفرصة لمشاهدة العمل الكوميدي الاجتماعي في عطلة نهاية الأسبوع وقبل العودة من إجازة عيد الأضحى، وقد أثبت فايز ورفاقه قدرتهم على أن يقدموا التعريف الصحيح لفن المسرح في قالب كوميدي اجتماعي، حيث ناقشوا قضايا مجتمعية هامة من خلال مسرحية “خرابة 5 نجوم”، ليقدموا لهم وجبة درامية دسمة تحفل بالعديد من الإشكاليات التي يعاني منها المجتمع في الوقت الحالي، ويأتي على رأسها مشكلة ارتفاع الإيجارات، وانحراف بعض الشباب، وغلاء المهور وجشع بعض ملاك العقارات ممن يودون أن يحولوا الحياة إلى أرقام دون النظر إلى أية أمور إنسانية.
وتدور أحداث المسرحية حول صاحب عقار يشتد به الطمع إلى درجة أنه سيرفع إيجار عقاره وسيقسمه على أكثر من مؤجر دون الاكتراث بالجنسيات المختلفة التي لها أن توجد في الحي الذي به عقاره ومن دون أدنى مراعاة لحقوق الآخرين، فكل ما يسعى وراءه هو الحصول على المال، وتقوم ابنته بالاحتجاج من أنه كيف يسكن الأجانب في نفس المنزل ولديه نساء في المنزل، إلى أن تدور عليه الدوائر وينقلب السحر على الساحر وكل ذلك سيقدم بطريقة كوميدية ساخرة.
ويسعى العرض إلى معالجة قضية مهمة جدًا وتعني شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين ولكن بأسلوب كوميدي جذاب، وتتوزع فيها اللوحات لتلقي كل منها الضوء على جانب من جوانب الموضوع الذي تتصدى له الذي أصبح حديث الناس ألا وهو حديث ‘ارتفاع إيجارات الشقق والبيوت’، ومن خلال هذه اللوحات الممسرحة يرصد العرض الأحوال المعيشية لعدة طبقات وشرائح في المجتمع كما يناقش ظاهرة غلاء الإيجارات ويوضح الآثار السلبية المترتبة عليها والتي يقع الجميع، المستأجر والمؤجر، ضحية لها في النهاية.
“إبداع الأطفال”
إلى ذلك اهتم المنظمون لمهرجان العيد بسوق واقف بتدعيم الجانب الإبداعي لدى الأطفال من خلال ما يقدمونه لهم من وسائل ترفيه وتسلية، حيث شهدت الفعاليات تخصيص ركن خاص لأنشطة الرسم والتلوين الحر للأطفال في ساحة الأحمد والتي شهدت إقبالاً كبيرًا من قبل الأطفال، حيث يقومون بالرسم والتلوين الحر، إما بالاستعانة برسومات جاهزة وهم يحاكونها وإما بالرسم والتلوين الحر، معتمدين على خيالهم المحض وموهبتهم الذاتية، وقالت سمر السيد مسؤولة ركن الرسم والتلوين الحر إننا نوفر للأطفال كل ما يلزمهم لممارسة موهبتهم في الرسم والتلوين، فلدينا الأوراق والألوان والأشكال الجاهزة لمن أحب أن يرسم على طريقة المحاكاة، بالإضافة إلى أننا نترك للأطفال حرية الرسم الحر، معتمدين على خيالهم الرحب، وأكدت سمر أن ركن الرسم والتلوين يلقى إقبالاً كبيرًا منذ أن يفتح أبوابه للجمهور في السادسة مساء وحتى ينتهي وقت المهرجان في العاشرة مساء في كل يوم.
“ألوان طبية”
وفي الجانب المقابل لركن الرسم والتلوين يوجد ركن الرسم على الوجوه، حيث تجلس عشر فنانات يرسمن على وجوه الأطفال أشكالاً متعددة لإدخال البهجة والسعادة على وجوه الأطفال ويلقى هذا الركن اهتمامًا كبيرًا من العائلات، حيث يتهافت عليه كل من يزور ساحة الأحمد ليرسم على وجوه أبنائه أشكالاً جميلة تبعث في قلوبهم الفرحة. وفي هذا السياق تحدثت أميرة محمد مسؤولة ركن الرسم على الوجوه حول ما يقومون به فقالت إننا نستخدم ألوانًا طبية آمنة للرسم على الوجوه، كما أننا نراعي في رسوماتنا ما يناسب الجنسين، فهناك عدد من الرسومات تناسب البنات مثل الفراشات والورود والقلوب، كما أن هناك رسومات أخرى تناسب الأولاد مثل الأرانب وسبايدرمان والمهرج، وغيرها وأضافت إننا نبدأ كل ليلة في تمام السادسة ونستمر حتى العاشرة مساء، كما أن هذا الركن مجاني لكل من يريد الرسم على وجهه من الأطفال، مشيرة إلى أن الإقبال كبير جدًا سواء أكان من المواطنين أم من المقيمين أم من الخليجيين، فالكل يبادر إلينا للاستمتاع بالأشكال الجميلة التي ترسمها الفنانات العشر على وجوه الأطفال. وأوضحت أنهن يعملن من أجل إرضاء الأطفال وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم في العيد المبارك، ودعت كل من لم يزر المهرجان إلى الإسراع لزيارة المهرجان وخاصة ساحة الأحمد التي تضم العديد من وسائل المتعة والترفيه والتسلية والإبداع للأطفال.
“ألوان العيد”
بدوره شهد مركز سوق واقف للفنون إقبالاً جماهيريًا كبيرًا من قبل زوار مهرجان، حيث قدم المركز خلال ليالي المهرجان عددًا من الأنشطة والفعاليات الفنية تحت عنوان ” ألوان العيد” التي جذبت يوميًا الزوار من مواطنين ومقيمين وجمهور المهرجان من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأجنبية المختلفة.
وحظيت فعاليات مركز سوق واقف للفنون بمشاركة مجموعة من الفنانين القطريين والمقيمين في قطر، حيث يقوم هؤلاء الفنانون بإنتاج إبداعاتهم التي تتمحور حول الرسم والخزف والنحت، فضلاً عن جداريات فنية واقعية بأحجام مختلفة.
وفي ممرات مركز الفنون، هناك مجموعة من الفنانين والتشكيليين يلتف حولهم زوار المركز، حيث يكتفي بعضهم بالاستمتاع بمشاهدة اللوحات والأعمال الفنية الفريدة التي ترسم مباشرة أمامهم، ويقوم البعض الآخر بشراء الأعمال واللوحات المميزة كل حسب ذوقه وذائقته الفنية.
ومن الفنانين من يرسم لوحات “بورتريه” أبيض وأسود باستخدام الفحم فقط، ومنهم من يرسم صورًا شخصية باستخدام ألوان الباستيل والألوان الخشبية الملونة، وهناك من يرسم باستخدام الرمل في زجاجات رملية تتخللها أسماء الزبائن، وهناك من يحفر على الخشب.
“مشاركات عربية “
وعن مشاركته في الفعاليات التي ينظمها مركز سوق واقف للفنون خلال مهرجان عيد الأضحى، يقول الفنان خالد المساوي من مصر: ” هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بأعمالي خلال مهرجان العيد بسوق واقف وأنا سعيد جدًا بهذه المشاركة وأتمنى أن تستمر حتى السنوات القادمة”.
وأوضح المساوي أن إبداعاته الفنية تعتمد بشكل رئيس على الخط العربي، حيث يقوم الفنان برسم بورتريه للوجهة عن طريق كتابة اسم صاحب الصورة على كافة الخطوط وملامح الصورة فتبدو ملامحه الحقيقية وكأنها عبارة عن مجموعة من الخطوط العربية الصغيرة والمتشابكة تحمل اسم صاحب الصورة الحقيقي.
ولفت الفنان إلى أنه ابتدع هذه الطريقة الفنية الجديدة من مخيلته الفنية، مشيرًا إلى أن هذه الطريقة نالت إعجاب الكثير من الزبائن الذين يطلبون منه بشكل يومي رسم صور شخصية لهم تحمل أسماؤهم الحقيقية.
ومن أبرز هذه اللوحات للفنان لوحة كبيرة تحمل اسم وصورة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.