الأعمال الفنية توثق لبطولة كأس آسيا قطر 2023
الفنون ناقل فكري وموثق للأحداث

الدوحة – الجسرة
أكدَ عددٌ من الفنانين القطريين أنَّ بطولة كأس آسيا قطر 2023 ستُحفّز الإبداع، شأنها في ذلك شأن المونديال الذي استفزّ ملكات الفنانين العام الماضي، لإصدار أعمال إبداعيّة توثّق مراحل تنظيم البطولة وأبرز محطاتها الرياضية والثقافية داخل المُستطيل الأخضر وخارجه، وعلى ذلك بدأ بعض الفنانين في تقديم أعمالهم على ساحة الفنون البصرية، والمسرح، والتصوير الضوئي، والغناء، وغير ذلك من أوجه الإبداع المُختلفة، وقد كان لأبي الفنون ضربة البداية، حيث تم تنفيذ عرض فني عن استعراض كرة القدم مع إقامة معرض رسوم لنجوم التشكيل القطري، مع حضور مُميّز لفرقة النهام الشعبية، ومن المُنتظر أن تشهدَ الساحة المزيدَ من الأعمال خلال الفترة المُقبلة خاصة في مجال الفنون التشكيليّة.
أحمد عفيف: عمل درامي يستعرض تاريخ كرة القدم
أكدَ الفنان أحمد عفيف حاجة الساحة الفنيّة لتقديم العروض المسرحية التي تُبرز ثقافتنا وقت احتضان الفعاليات الكُبرى، مع ربط الرياضة بالفن في أعمال تُرضي جمهور كرة القدم وتمدّه بالمعلومات الهامة وتمتعه في الوقت ذاته، وأوضحَ أنه تم تقديم عمل درامي تم من خلاله استعراض تاريخ كرة القدم، بَدءًا من سنة 1976 حيث دورة الخليج الرابعة وصولًا إلى تنظيم قطر كأس العالم عام 2022 وتتويج الفائزين، ولفتَ إلى أن العرض تضمن عدة أوجه، اجتماعية وثقافية ورياضية، وقد أُقيم بالتعاون مع مركز ونادي الخور الرياضي وبحضور مجموعة كبيرة من الرياضيين من القدامي والجدد، حيث حرص على المؤازرة أسماء لامعة مثل: إبراهيم خلفان، خالد سلمان، لحدان المهندي، وقالَ عفيف: إن حضور المسرح ضرورة مُلحة، ووصفه بالمُهم، خلال انعقاد بطولة كأس آسيا، فبإمكاننا أن نُقدّمَ أعمالًا تستعرض تراثنا القطري وثقافتنا أمام الجمهور الذي سيأتي لمُتابعة المُباريات.
علي الشرشني: إظهار موروثنا الشعبي
أشارَ الفنان علي الشرشني إلى أن الفن هو الكفيل بإظهار الموروث الشعبي لضيوف قطر وقت انعقاد البطولة، مُشددًا على أهميَّة الفن بصفته عنصرًا مؤثرًا في حياة المُجتمعات، ونوَّه إلى أنَّ من أحد تعريفاته أنه مرآةُ المُجتمع، وتعبيرٌ عن واقعه، وأبرز قائلًا: الواقع هو ما تشهده قطر الحبيبة من نهضة وتطوّر حسب رؤيتها ٢٠٣٠، وما هي مُقبلة عليه من فعاليات واستحقاقات، وفي الوقت الحالي يُعد الحدث الأبرز تنظيم بطولة كأس آسيا، وهنا لا بد أن يكونَ الفن حاضرًا ومُتمازجًا مع الرياضة، ولفتَ إلى أنَّ الفنان يجب أن يحملَ على عاتقه المُشاركة في كافة الأحداث، ويجب ألا يتم الاكتفاء بمُمارساته الفنية، بل عليه أيضًا أن يقومَ بواجبه تجاه مُجتمعه، ولفتَ الشرشني لضرورة وجود المسرح وكافة أشكال الفنون الأخرى في أماكن التجمعات وخاصة الملاعب، حيث إن الفنان دائم البحث عن توسعة نطاق جماهيرية ما يُقدّم.
تيسير عبدالله: تضافر جهود المؤسسات الرياضية والثقافية
أوضحَ الكاتب تيسير عبدالله أهمية تضافر الجهود المُشتركة للمؤسسات الرياضية والشبابية والثقافية، وهو ما تجلى من خلال تقديم «صور رياضية»، مشيرًا إلى أن النص يتمحور حول أهم المحطات الرياضية التي مرّت في الذاكرة القطرية خلال خمسين عامًا، مُشيرًا إلى أهمية مثل هذه الفعاليات بأشكالها المُتنوّعة، وقال إن العرض أعقبه عقد ندوة رياضية حول كرة القدم القطرية من الهواية إلى الاحتراف بمُشاركة نجوم الرياضة والإعلام، وتمنّى تيسير عبدالله أن تشهدَ الأيام المُقبلة مزيدًا من الإبداعات بالتزامن مع كأس آسيا، ولفتَ إلى أنَّ المشهد الثقافي يُسهم في تنمية الذوق الفني لدى الجمهور، ويُعزّز فرص الحوار والتواصل وتبادل الأفكار، خاصةً إذا ما تواجد على أرض قطر العديد من الحضارات والثقافات عبر ضيوف كأس آسيا، وشدَّد على أنَّ الفنون ستعكس صورةً مفادها استطاعة قطر تأسيس بنية ثقافية وموروث حضاري يُلهمان الأجيال المُعاصرة بمزيدٍ من الإبداع والابتكار.
عبدالله غيفان: توثيق الحدث الرياضي إبداعيًا
أشادَ الفنانُ عبدالله غيفان بالحضور القوي للفنون ومواكبتها لمونديال قطر 2022، وتمنّى أن يكونَ للإبداع في كأس آسيا نفس الدور الذي قام به خلال تنظيم قطر كأس العالم، مُشيرًا إلى أن ثمة ارتباطًا وثيقًا بين الفن وحياة الإنسان، حيث إنه الناقل الفكري لكل الأحداث، ومن خلاله تتم ترجمة الواقع عبر صور جماليَّة تُثري المُخيلة الإنسانيَّة، وناشد المسؤولين عن الإبداع في قطر بجعل المسرح حاضرًا، بحكم أن له دورًا غاية في الأهمية في مثل تلك الأحداث الكُبرى، فضلًا عن كونه يُعطي فرصةً للفنانين ليُقدموا إبداعاتهم لأكبر عدد ممكن، وقال إن الفن والرياضة مُكمّلان لبعضهما بعضًا بحكم أنهما يملكان شعبيةً وجماهيريةً كبيرةً، كما تطرقَ لمدى قدرة الفنون على إبراز الوجه الحضاري للبلاد والتعريف بثقافتها لضيوف قطر، فضلًا عن توثيق الحدث إبداعيًا.
**المصدر: جريدة”الراية”