كرسي جامعي وثقافي باسم درويش في بروكسيل

أعلنت حكومة فيديرالية والونيا وبروكسيل، التي تمثّل الشطر الناطق بالفرنسية من بلجيكا، عن تأسيس «كرسي محمود درويش الجامعي والثقافي»، وعن إقامتها لقاءً ثقافيّاً لتدشينه في بروكسيل، الأربعاء 25 الجاري، ويمتد اللقاء ليلاً. أسّس الكرسي بمبادرة من الوزير البلجيكي رودي ديموت، رئيس فيديرالية والونيا وبروكسيل، المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية. ويحظى هذا الكرسيّ بمساهمة دائمة ومساعدة عمليّة من جامعة بروكسيل الحرّة وجامعة لوفان الكاثوليكية وأكاديمية الفنون الجميلة (بوزار) في بروكسيل. وتمّت بلورة صيغة الكرسي بعد سلسلة اجتماعات ضمّت إلى ممثّلين من الجهات المذكورة مجموعة من الشخصيّات الثقافية العربية المقيمة في بلجيكا وفرنسا، وانبثقت منها لجنة للمتابعة والإشراف واقتراح نشاطات الكرسي، واختيرت المناضلة الفلسطينية والسفيرة السابقة لفلسطين لدى الاتّحاد الأوروبّي ليلى شهيد رئيسة فخريّة للكرسي.
تضمّ اللجنة من الجانب البلجيكيّ كلّاً من جويل ماتيو عن حكومة فيديرالية والونيا وبروكسيل، وتاركان بيلييه، العالِم في الموسيقى وأحد المشرفين على برامج «بوزار»، وإدوار دلرويل، وهو فيلسوف ومناضل ضدّ التمييز العنصريّ، وعالمة الجماليّات ومنظّمة العروض الفنيّة فابيان فيرسراتن، والبلجيكية من أصل مغربيّ رجاء السفياني، المستشارة في فيديرالية والونيا وبروكسيل وفي المنظمة العالمية للفرانكفونية، والمستعرب إكزافييه لوفان، أستاذ الأدب العربيّ في جامعة بروكسيل الحرّة. ومن الجانب العربيّ، تضمّ اللجنة كلّاً من المؤرّخ الفسلطيني ومترجم درويش إلى الفرنسية وسفير فلسطين لدى اليونسكو الياس صنبر، والمؤرّخ والناشر السوري فاروق مردم بك، والمؤّرخة الفلسطينية والأستاذة في جامعة بروكسيل الحرّة جيهان صفير، والشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في فرنسا كاظم جهاد.
ورد في البيان التأسيسيّ للكرسي، الذي نشرته فيديرالية والونيا وبروكسيل ولجنة المتابعة والإشراف:
«أُنشيء «كرسي محمود درويش» عام 2016 استجابةً لمبادرة السيّد الوزير رودي ديموت رئيس فيديرالية والونيا وبروكسيل. و»يهدف إنشاء هذا الكرسي إلى تخليد الأثر الشعريّ والفكريّ لشاعر كبير من شعراء القرن العشرين، يُعَدّ أحد أكبر الكتّاب العرب المعاصرين، وتُرجِمت أعماله التي تضمّ عشرين مجموعة شعريّة وسبعة كتب نثريّة وعديد المقالات والمحاورات إلى ما يقرب من أربعين لغة.
وبإنشاء «كرسي محمود درويش»، تهدف فيديرالية والونيا وبروكسيل إلى التأكيد على علاقات التعاون مع فلسطين وتعبّر عن رغبتها في تعزيز القيم الكونيّة والانطلاق إلى «غزو فضاءات الفكر»، هذه الفضاءات غير الموجودة للأسف في نظر مَن يزرعون الكراهية والتعصّب. ويندرج «الكرسي» في مبادرة التعريف بالثقافات المعاصرة لبلدان المغرب العربي والشرق الأوسط التي أطلقتها مؤسّسة والونيا وبروكسيل الدولية وفيديرالية والونيا وبروكسيل. كما يشكّل الكرسي وسيلة لتشجيع إنشاء كراسٍ ثقافية وجامعية أخرى داخل الجامعات الناطقة بالفرنسية تُخصَّص لهذه المنطقة من العالم التي يأتي منها أكبر عدد من المهاجرين إلى بروكسيل ووالونيا.
ومن مقترحات هذا الكرسي الذي يقع في تقاطع الطرق الأكاديمية والثقافية :
– إقامة ندوات ونشاطات أكاديمية تشجّع على وضع الرسائل والأطروحات الجامعية، والترجمات، وأعداد من الدوريّات الثقافيّة مخصّصة لمواضيع تقع في إطار عمله، وسواها، لتحفيز هذه الحركيّة في الأوساط الطالبية ودوائر البحث العلميّ.
– تنظيم نشاطات ثقافية تخاطب جمهوراً أوسع.
– تبنّي مبادرات تنسجم مع فكر محمود درويش وأهداف «كرسي محمود درويش».
«وفي هذا الإطار سيقوم «الكرسي» بإنشاء جائزة «محمود درويش» الدولية التي سوف تُخصَّص لإحدى رسائل الماستر أو أطروحات الدكتوراه. وسيبذل «كرسي محمود درويش» قصارى جهده لتعريف الأوساط التعليمية والمؤسّسية بمختلف مَحاور المشروع».
أمّا اللّقاء المخصّص لتدشين أعمال الكرسيّ، الذي يُقام الأربعاء 25 الجاري، فيضمّ في جلسته الصباحية تعريفاً بـ «كرسي محمود درويش» يقوم به الوزير رودي ديموت والسفيرة ليلى شهيد، الرئيسة الفخريّة للكرسيّ. يليه عرض العدد المزدوج من المجلّة الأدبية الفرنسيّة الشهيرة «أوروبّا» Europe، المخصّص لمحمود درويش. يقدّم العرضَ كلّ من الشاعر والناقد والمترجم الفرنسيّ جان باتيست بارا، رئيس تحرير مجلة «أوروبّا»، والمشرف على وضع العدد المذكور الشاعر كاظم جهاد. ثمّ تختتم الجلسة بطاولة مستديرة للنقد الأدبيّ حول أعمال الشاعر، يديرها فاروق مردم بك، ويشارك فيها الشاعر والناقد الإسبانيّ ميغيل كاسادو، والناقدة وأستاذة الأدب العربيّ الحديث في المعهد الوطني للّغات والحضارات الشرقية (إينالكو) بباريس، اللبنانية ريما سليمان، والباحثة وأستاذة الأدب والأدب المقارن في جامعة فرساي سان كونتان، اليونانية-الفرنسية إيفانغيليا ستيد، والشاعر والناقد وأستاذ الأدب الفرنسي في جامعة ميسينا بإيطاليا، الفرنسيّ رينيه كورونا.
أمّا جلسة العصر، فتضمّ طاولة مستديرة تُتـلى فيها شهادات حول مسيرة محمود درويش، يديرها الياس صنبر، ويشارك فيها الشاعر الفرنسيّ، مدير سلسلة شعر/غاليمار أندريه فلتير، والكاتب والباحث الفلسطينيّ حسن خضر، والروائيّ اللبنانيّ الياس خوري، والناقد والمترجم والباحث السوريّ صبحي حديدي. يليه عرض للفيلم القصير «محمود درويش: «خطاب طليطلة» لسيمون بيتون، ثمّ عرض للفيلم الوثائقي «محمود درويش، والأرضُ تُوْرَثُ كاللّغة»، سيناريو الياس صنبر وسيمون بيتون.
وفي المساء، تقام حفلة موسيقيّة ختاميّة: «ثلث» للموسيقار والمطرب والملحّن الفلسطيني تامر أبو غزالة، يشارك فيها تامر أبو غزالة (غناء، عود)، وشادي شرم الحسيني (بيانو)، وخالد ياسين (إيقاعيّات)، ومحمود والي (غيتار). سيعرض قسم بوزار أعمال الفنان التشكيليّ إرنست بينيون إرنست التي تتناول محمود درويش وعالَمه.
(الحياة)