فائزون بـ«جائزة الملك فيصل»: علماء العرب يعانون «الوأد» والإحباط

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

هليل البقمي

ألقى علماء فازوا بجائزة الملك فيصل العالمية عام 2016، باللائمة على فقر الإمكانات واندثار الحاضنات وضعف التشجيع والتمويل، وعلى فقدان الجد والإخلاص من العلماء أنفسهم، وذلك في إثر إجابتهم عن سؤال لـ«الحياة» حول ما ينقص الباحثين العرب لبلوغ أهدافهم ورفع مستوى أمتهم، أمام تسيّد أقرانهم الغربيين على منصات الابتكار والاختراع.
وانبرى أستاذ علم الوراثة الهولندي هان برونر قائلاً في تشخيصه: ما بين العام 1000 و1500، حقق العالم العربي العديد من التطورات العلمية في مجالات الرياضيات، وعلم الفلك. لكن دورهم منذ القرن الـ18 كان أكثر تواضعاً، وفي الوقت الحاضر، من خلال زيادة الاهتمام بالعلم والتعليم، نرى رغبتهم في العودة إلى الواجهة، وجائزة الملك فيصل العالمية تتماشى مع التقاليد العلمية الجليلة.
من جهته، ذهب العالم المصري محمد عبدالمطلب إلى تأكيد أن بعض الباحثين العرب والمسلمين لهم إنجازهم العلمي والأدبي العالمي، لكن عددهم محدود، وذلك راجع إلى فقر الإمكانات في بعض الدول، وعدم التشجيع في بعضها الآخر، وكسر الطموحات في البعض الثالث، «اقترح عبدالمطلب إنشاء جهاز مستقل في الجامعة العربية تخصص له موازنة مناسبة لرعاية المشاريع البحثية في الدول العربية، وإمداد هذا الجهاز بالمعامل والمراجع الكافية والإشراف العلمي المناسب».
وطالب عبدالمطلب بضرورة تعديل المناهج التعليمية، وتطويرها بما يفتح الأفق أمام ابتكارات الشباب تعليمياً، تحت رعاية رشيدة وتوجيه صحيح، بدءاً من مراحل الحضانات، وصولاً للمرحلة الجامعية.
أما العالم المغربي محمد مفتاح من المغرب فيرى أن علماء العرب عانوا الوأد والإحباط، وأنهم لا يقلون عن علماء الغرب كفاءة ولا إمكانات، إلا أن ظروف العمل مواتية أكثر في البلدان الغربية من الناحيتين المادية والمعنوية، وأضاف: «يتبادر إلى ذهني في هذا الأمر قول العالم المصري زويل ما معناه أن الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح، أما العرب فيحبطون الناجح حتى يفشل».
وألقى الباحث الكويتي عبدالله الغنيم باللائمة على ضعف الجدية، واصفاً العلماء والمفكرين العرب والمسلمين بأنهم هم الذين صنعوا الحضارة الإسلامية التي اعتمد عليها الغرب في نهضته الحديثة، وقدموا للعلم حياتهم وأخلصوا له البذل والعطاء، ممثلاً بابن رشد وابن حيان وابن النفيس وابن الهيثم وغيرهم.
وأضاف: مازالوا أعلاماً للفكر والعلم في مجالاته، ومن سار على دربهم ونهج نهجهم حقق مثل ما حققوه من ابتكار واختراع. واستطرد: قديما قالوا «من جد وجد»، وهذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يعيها الباحثون العرب في عصرنا جيداً، وأن يعملوا بها ليحققوا المأمول من الإنجازات والإبداعات في مجالات الفكر والعلم والثقافة.
أما الشيخ صالح بن حميد فيشخص القضية بالقول: الباحثون العرب يحتاجون في نظري إلى البيئات الحاضنة، والتمويلات الداعمة لمسيرتهم العلمية، ومد الجسور بينهم، وتعريف المجتمع بهم، وإبراز إنجازاتهم والاحتفاء بها.

 

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى