كيف نصنع التاريخ؟

هل فكرت ما هو التاريخ؟، نعم يشمل ذلك الكتاب الذي يدرس في المدارس، فالتاريخ سلسلة أحداث حول موضوع ما، يفترض أن يكون بشكل متسلسل ومترابط، يجلب لنا الماضي بانتصاراته وهزائمه ودروسه المستفادة، بمواقفه وأحداثه. يحضرني عندما كنت طفلة صغيرة ويذكرون لنا من القصص والأحداث، وندرك أن آباءنا عاشوا التاريخ، ويسردون القصص والروايات والأخبار القديمة، ونتعجب فحياتنا بلا أحداث وتاريخ، والحقيقة أن المسألة هي مسألة وقت، وكما صنع التاريخ أسماء في جميع المجالات على مدى العصور، يصنع هذا الوقت التاريخ. إن من يصنع التاريخ هم المبادرون وهم الأفراد الذين قرروا أن يصنعوا فرقا في مجال أو عدة مجالات. إن الإنسان بعمله مهما كان صغيرا يصنع التاريخ، لذا لن نتعجب أن نجد في التاريخ من الطغاة مثل العادلين والأخيار، وفي التاريخ كما ذكر الخالدين، ذكر الذين حل عليهم غضب الله فأصبحوا من العبر.

وفي وقت مثل الذي نعيشه، ما هي التغيرات التي طرأت على الحياة في عصر التكنولوجيا والعولمة. كثرت الأسماء في هذا الوقت في جميع المجالات، لكن أين ستكون ضمن الأرقام الكثيرة في كل شيء؟! وأصبحت الحياة ممتلئة بالفراغ، والنتيجة أننا ملأنا كل شيء بوقت الفراغ. يبدو أننا بحاجة من جديد للعودة للأبجديات، وهي أن نبدأ بالتوعية الدينية والاجتماعية والثقافية، والعودة للتركيز على الإعداد التربوي والعلمي، وأن يدرك الصغير قبل الكبير بأنه فيما يفعل كل يوم يعد لأمر يخدم نفسه ومجتمعه، فيعد الفرد نفسه مبكرا ليكون مميزا ومتميزا وليس رقما لأعداد الحاضرين أو الغائبين، وليكون إضافة لكل عمل مهما كان بسيطا ولو كان إماطة الأذى عن الطريق، فلا نستصغر من المعروف شيئاً. لنعمل معاً من أجل إنتاج العقول وتعزيز الفكر والمفكرين، والارتقاء بالقضايا والمناقشات في كل مكان لأنها حتما تصنع فرقاً.

@maryamhamadi

** المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى