يوم الفن وفرص تعزيز الهوية

يرتبط منتصف أبريل بالتوعية بالفنون، حيث أقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في 2019م، تاريخ 15 أبريل يوماً عالمياً للفن، بشكل رسمي، لتسليط الضوء على أهمية الفنون في حياة الأفراد والجماعات ودورها الهام في الحضارات، وتطور الثقافة وروايتها. تتمثّل رؤية اليوم العالمي للفن في توطيد أواصر الصلة بين أشكال الإبداع الفني والمجتمع، وإزكاء الوعي بتنوع هذه الأشكال، وتسليط الضوء على مساهمة الفنانين في تحقيق التنمية المستدامة. كما يقدّم هذا اليوم العالمي الفرصة للوقوف على مسألة تعليم الفنون في المدارس، وذلك إيماناً بالدور المفصلي للثقافة في تمهيد الطريق نحو تعليم منصف وشامل للجميع. فقد اتجهت الأنظار إلى اهتمام الحكومات والقطاع الخاص والأفراد بأنواع الفنون والاستثمار فيها من خلال توفير بيئات إبداعية داعمة، وملائمة للابتكار والتفرد، حيث تُشكل الفنون رؤية الإنسان نحو ذاته، وطبيعته، وتنمي داخله حسه الحيّ تجاه مكونات الحياة وتفاصيلها.

لذا توجهت الاهتمامات بشكل رئيسي نحو الحرف التقليدية وإحياء الأصيل منها وتطويره من ناحية أخرى. فأصبح الناس أنفسهم كنوزا بشرية يتم الاهتمام بها ليتم نقل الفنون التقليدية من خلال التعليم والتدريب للشباب والصغار، لضمان عدم نضوبها، وتقديم البرامج والدورات التدريبية التي تهدف إلى تشجيع تعلّم وممارسة الفنون التقليديّة ورفع مستوى الوعي العام وإبراز الهوية الوطنية وكذلك برامج ريادة الأعمال في قطاع الفنون التقليديّة، بهدف دعم الأنشطة والمنتجات الحرفية والترويج لها وتمكين الحرفيين وتقديم الدعم اللازم للمبدعين باستخدام الحرف التقليدية أو جلب الحديث منها في شتى مجالات الفنون البصرية والأدائية مثل فنون البناء التقليدي، والنحت على الخامات والمواد الطبيعية المختلفة، والتطريز، وغيرها من عناصر الفن التقليدي البصري، إلى جانب الفنون الأدائية التي تحاكي التنوع الثقافي الذي يتباين من مكان لآخر ولاسيما في المكان الواحد. وأصبحت تمثل واحدة من نماذج المهن الحرة: يقصد بها الأنشطة التي تعتمد على الاستغلال المباشر لملكات الإنسان العقلية والمواهب الذهنية المحضة، وتعتمد على المهارة الشخصية لمن يمارسها، ومن المميز للحرف والمهن الفنية أنها جزء من حياة الإنسان اليومية، تصاحبه في طعامه اليوم وشرابه وملبسه ومسكنه وتفاصيل هذه الحياة، أصبح يندرج ضمن الفنانين مهن حرة عديدة بالإضافة لأنواع الفنون المعروفة فأصبح التجميل والمكياج والتصاميم للديكور والأزياء وغيرهم والمميز أن الفنانين والعاملين في الثقافة هم جزء من كل عمل ومكمل له وهو ما يعطي فرصا مميزة لتعزيز الهوية الوطنية ومنح فرص جديدة لاقتصاد جديد مرتبط بالهوية.

@maryamhamadi

** المصدر: جريدة”العرب” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى