ثقافة الدمام تنبض شعراً ونغماً وفناً

يوسف الحربي

أكد الشاعر حيدر العبدالله المتوج بلقب وبردة أمير الشعراء في موسمه السادس، أن الفنون بطبيعتها متلاقحة، وجمال القول غير بعيد عن جمال النغم، وجمال الضوء، وجمال الحركة، وكل ما كنا هو تجسير المسافات بين الصوت والصورة والحركة، للوصول إلى عولمة فنية تتقارب وتتراحم داخلها جميع الحواس، فحين تتحرك الحواس نحو بعضها البعض، يصبح المعنى أوقع في النفس ويترك نقوشه على صخرة القلب والذاكرة بدلا من رمل الإدراك السريع.

جاء ذلك خلال الأمسية الشعرية الفنية التي قدمت مساء الثلاثاء في جمعية الثقافة والفنون في الدمام.

الأمسية صاحبها عرضاً لأعمال الخطاط حسن آل رضوان، ومقطوعة فنية من أداء الفنان أكرم المطر، وتوقيع لديوان “ترجل يا حصان” الصادر عن الدار العربية للعلوم، بـ 21 قصيدة وبـ 96 صفحة، يرافقها ديوان مسموع تصحبه موسيقى من تأليف مرتضى الخنيزي محتويا على 44 دقيقة من خلاصة الشعر والموسيقى.

قرأ الشاعر حيدر العبدالله عدة قصائد منها “روح النبات، جمجمة تلمع كالابريق، هلع ما يتمطى، الحب الذي كالحب، ترجل ياحصان، البدائي الذي في النقش وقال منها:

دخلتُ النقشَ – إنَّ النقشَ غُرفَةْ –

فقدْ أصغَيْتُ، والإصغاءُ شُرفَةْ

ولستُ متيَّماً بـ (الأرْكُلُوجْيَا)

ولكنْ مُهجَتي بالطينِ كَلْفَةْ

دخلتُ النقْشَ عمْدًا،

بَاحِثًا عنْ أخي (البَدْئيِّ)،

لمْ أدْخُلْهُ صُدفةْ

أَحِنُّ إلى الهواءِ البكْرِ،

أحتاجُ دهْشتَهُ كما أحْتَاجُ خوفَهْ

لأنَّ دَمي يموجُ بلا رَصيفٍ وُجودِيٍّ،

أُريدُ الآنَ رصْفَهْ

وفي إطار اللوحات الخطية أوضح الخطاط حسن ال رضوان المدرب لفن الخط في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، والحائز على عدة جوائز في مجال الخط على مستوى المملكة، أن اللوحان هي أبيات شعرية من تأليف الشاعر وأفكار وتخطيط وتنفيذ الخطاط، وهي عشر لوحات منوعة بعدة أساليب، بحجم 50 سم × 70 سم، تم اختيار 40 نصاً من أبيات الشاعر، تم وضع فكرة لكل نص تتناسب مع المحتوى لتوظيفها بشكل يخدم المعنى، فتنوعت التجارب في عدة اتجاهات وعدة خطوط, الجامع بينها المقاس الموحد للأعمال واللون الذي ركز عليه ليجعل الاعمال تسير في اتجاه واحد في عمومها، متنقلا الخطاط في أعماله وأفكاره داخل الأسلوب الحديث في الجانب الفني ليسلط الضوء على جانب الشكل مع بعض الاستعانات بالجانب الكلاسيكي الفني في الخط كجانب داعم وتكميلي للتجربة.

ويضيف ال رضوان أن تحويل الجانب النصًي “الشعر” الى جانب بصري ليس بالسهل، وهو الهاجس الذي يراود الخطاط في تجربته، محاولا ترجمتها في أعماله وتوجيه رسالة بصرية للجمهور من خلال تزاوجه مع الشعر، مؤكدا أن هذه التجربة تركيز على الجانب الفني بشكل مختلف عما تعود عليه الجمهور المتابع للمعارض الخطية المحلية فربما يرتضيها البعض ويرفضها آخرون.

 

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى