«شكسبير إن حكى».. قراءات لبنانية احتفاء بـ «المعلّم»

فاتن حموي

بعد مرور أربعة قرون على رحيل المسرحي الإنكليزي الكبير وليم شكسبير، في العام 1564، يعود الليلة ليحكي بالعربية (الثامنة والنصف مساء في بازيليك سيدة الأيقونة العجائبية) في الأشرفية، عبر عرض بعنوان «شكسبير إن حكى» الذي يجمع بين المؤلّف والمخرج المسرحي جلال خوري والممثلين رفعت طربيه وميراي معلوف ليقدّموا سلسلة مشاهد من أشهر الأعمال الشكسبيرية، وهو العرض الذي قدم في مهرجان (البستان ـ 2016) الذي احتفى بمئوية شكسبير الرابعة في شباط الماضي.
بين الكوميديا والدراما والمقاطع الشعرية يسافر المشاهدون في رحلة شكسبيرية عربية اللغة بعيداً من الثقل اللغوي الذي يطبع ترجمات شكسبير. هناك صورة شكسبير فقط لا غير تختزل الديكور وموسيقى شكسبيرية الهوى ترافق العرض الذي يمتدّ لساعة وعشر دقائق. يقول خوري في حديث خاص لـ «السفير» إنّ شكسبير شاعر عظيم طبع تاريخ المسرح بعبقريّته ونحن نحتفي به، وإنّه يؤدّي دور الراوي الذي ينطق بلسان شكسبير، «يعرّف عن عمره وهو 452 إذا توخينا الدّقة، يحكي عن ظروف ولادته السياسية والاجتماعية في عصر الملكة إليزابيت، فيعلن أنّ ولادته كانت في زمن التطوّر والبحبوحة ولكنّه أيضاً زمن تصفية الحسابات السياسية والدينية، وضع البلاد كان مضطرباً ومزدهراً في آن، وقد واكب كلّ التطورات السياسية والاجتماعية في وقته ليحكي بعدها عن ظروف كتابة مسرحياته».
المعلم الأكبر
يسكت شكسبير الراوي ليبدأ طربيه ومعلوف بقراءة مقطع حواري من مسرحية «روميو وجولييت»، يضيف خوري: «يوحيان أنّهما يقرآن ولكنّهما في الحقيقة يعيشان دور القراءة، وتتوالى فصول الرواية وتتقاطع مع الحوارات من عدد من المسرحيات منها، «ماكبث»، «هاملت»، «ريتشارد الثالث»، «الملك لير»، «كوميديا الأغلاط» و «حلم ليلة صيف» وفي كلّ مرة يروي شكسبير ماذا حصل حين كتب إحدى مسرحياته، على سبيل المثال كتب هاملت بعد وفاة ابنه وشعوره بالعجز إثر هذه الحادثة المفجعة، مضيفاً أنّه يؤدّي دور الحائط الفاصل خلال مقطع من مسرحية «حلم ليلة صيف».
يرى خوري أنّ العرض/ الاحتفالية بالمعلّم الأكبر شكسبير سيحطّ رحاله في مناطق لبنانية عدّة، إذ من المقرّر أن نقدّم أكثر من عشرة عروض في تموز وأيلول المقبلين في إهدن وبشرّي وغلبون والقبيات وعكار القديمة وزحلة وبعلبك وصيدا وطرابلس ووادي التيم، كما سينتقل العرض لاحقاً إلى بعض الدول العربية».
إلى ذلك، يعمل خوري حالياً على مشروعه المسرحي المقبل من كتابته وإخراجه ومن المقرّر أن يرى النور في آذار المقبل، هو القائل دوماً: «إن كل مسرح هو مسرح سياسي، حتى عندما يتنكّر للسياسة يعلن أنّ ما يمكنه قوله اليوم إنّ عمله المقبل سيكون ضمن تركيبة مسرح النو الياباني»، «لا يمكنني الغوص في التفاصيل إلا أنّ الفكرة جاهزة وهي الأهم بالنسبة إليّ». وبعد شهرين أنتهي من العمل على إعادة طباعة مسرحيتي «الرفيق سجعان» التي قدّمتها في العام 1974، وهي حلقة من سلسلة إعادة طباعة أعمالي المسرحية ونشرها مجاناً»، يعلّل السبب بالقول لست في معرض بيع وشراء بل أهدف إلى توثيق أعمالي ونشرها، وقد سبق أن نشر خوري مسرحية «فخامة الرئيس» التي عرضت للمرة الأولى في العام 1988 وأعاد عرضها على خشبة المسرح العام الماضي، كما نشرمسرحيته الكوميدية الأخيرة «خدني بحلمك مستر فرويد» (عُرضت عام 2014) وضمّن الكتاب مقدمة تغوص في مضمون المسرح وواقع المسرح بعنوان «بانتظار زمن المسرح».
نسأل خوري عن واقع المسرح في لبنان اليوم فيجيب أنّ المشكلة الأساس هي عدم وجود هواجس مشتركة ليكون هناك مسرح وهو يعيد ولو بكلمات مختلفة ما قاله مارون النقاش قبيل وفاته وما ضمّنه في مقدّمة كتاب «خدني بحلمك» «إنّ دوام هذا الفن في بلادنا هو ضرب من المحال»، وحول الحركة المسرحية يضيف «في الحركة بركة، هنا قد تكمن الإيجابية».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى