بيار الضاهر: «قد أبتعد عن الإعلام في أي لحظة»

فاتن حموي

استطاعت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» كسب رهانها على الدراما اللبنانيّة، فتصدّرت نسب المشاهدة نهاية شهر رمضان مع مسلسل «مش أنا» (كتابة كارين رزق الله، إخراج جوليان معلوف) في المرتبة الأولى و «وين كنتي» (كتابة كلوديا مارشليان وإخراج سمير حبشي) في المرتبة الثانية، بحسب شركتي الإحصاء «إيبسوس» و «جي أف كي». تتحضّر القناة لإطلاق دورة البرامج الجديدة في أيلول المقبل، مع برامج من إنتاجها، إضافة إلى برامج قناة «أم بي سي»، بعد إبرام اتفاقٍ يتيح لـ «أل بي سي آي» عرض برامج القناة السعوديّة («ذا فويس»، «أرابز غات تالنت»، «أراب أيدول» وغيرها) لمدة ثلاث سنوات.
أواخر شهر أيّار الماضي، عادت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» لتبثّ أرضيًا. يعزو رئيس مجلس إدارة القناة بيار الضاهر في حديث لـ «السفير» هذا القرار إلى فشل المباحثات بين القنوات التلفزيونية اللبنانية وأصحاب الكابلات. «عرضنا مشروعاً تجارياً على أصحاب الكابلات مفاده أن يقتطعوا جزءاً من الأموال التي يجبونها من المشتركين، فنحسّن بالتالي تغطياتنا لتشمل جميع البلدات اللبنانية. مرّت سنة وما زلنا نراوح مكاننا، والطرفان يتحمّلان المسؤوليّة».
يوضح الضاهر أن بحث المحطّة عن الإنتشار دفعه إلى البحث عن سبيل آخر ريثما يصل الاتفاق إلى خواتيم مثمرة. «أطفأنا أجهزة إرسالنا الأرضية بسبب اتفاقية أبرمتها الدولة اللبنانية مع سويسرا. كان على الدولة أن تجد البديل بعد اتفاقيتها، لكنّها مشلولة وغير قادرة على البتّ في أبسط القرارات، فكان الحل بالبثّ الأرضي». يرى الضاهر أنّه لا بدّ من هذه الخطوة ليتابع المشاهدون القناة «كي لا نبقى تحت رحمة أصحاب الكابلات، كان لا بدّ من أن أقلع أشواكي بيديّ».
يقول رئيس مجلس إدارة الـ»أل بي سي آي» لـ«السفير» إنّ أزمة الإعلانات ليست خافية على أحد وتطال كلّ المحطات التلفزيونيّة، ولا يخفي سعادته بثمار الموسم الرمضاني. «أعتبر الأرقام التي حقّقتها شاشتنا تاريخيّة، فالمسلسلات الأربعة الأكثر مشاهدة في لبنان عُرضت عبر المؤسسة اللبنانيّة للإرسال. وصلنا إلى أرقام قياسية لم نصل إليها منذ سبع أو ثماني سنوات». وفي قراءة للأرقام، يجد الضاهر انّ المشاهد متعطّش للدراما اللبنانية، والدليل أنّها حقّقت أرقامًا لم تستطع البرامج تحقيقها.
يرى الضاهر أنّ المنافسة قائمة في لبنان بين ست محطات. «حين انطلقت المؤسسة اللبنانية للإرسال إلى الفضاء في العام 1996 كان هناك أربع محطات، واليوم هناك 1800 محطة، لا أعتبر أن المنافسة تقتصر على لبنان، فكلّ مواطن مشترك في خدمة الكايبل، وبالتالي أنافس 75 محطة على أقل تقدير». يؤكّد الضاهر أنه لن يستطيع في الفترة الحاليّة المنافسة من خلال إنتاج البرامج الفنية والترفيهية، لذلك اتّجه نحو المنافسة بالدراما. «الدراما اللبنانية هي تخصّصنا وتميّزنا، وقد حصدنا النتيجة».
عن الخلاف بين المحطات اللبنانيّة على خلفيّة إحصاءات شركة «إيبسوس» (راجع «السفير» 6/3/2015)، يقول الضاهر: «اتّهم عدد من القنوات المحليّة الشركة بتزوير النتائج، واختاروا شركة أخرى هي GFK، فكانت الأرقام متقاربة والفارق ضئيلا بين الشركتين»، مضيفًا: «المشكلة الأساس أن التلفزيونات تتصارع وتتقاتل وجميعنا خاسرون مادياً ويجب أن نجد حلاًّ. اقترحنا التفاهم مع أصحاب الكابلات لاقتطاع حصّة لصالح باقة المحطات اللبنانية وما من مجيب حتى اليوم».
نسأله عن العلاقة مع باقي المحطات التلفزيونية اللبنانية فيقول إنّها جيدة باستثناء العلاقة مع «أم تي في» التي وصفها بالـ «عادية»، موضحًا: «لن أذكر التفاصيل، لكن ميشال المر (رئيس مجلس إدارة أم تي في) يعي جيداً السبب وهو يتعلّق بالتوقيع على نتائج الدراسات للإحصاءات».
يقول الضاهر إنّ المحطّة جدّدت العقد مع هشام حداد وسيطلّ برنامجه «لهون وبسّ» في حلّة جديدة. أمّا سلام الزعتري الذي انضم إلى «أل بي سي آي» بعد مغادرته «الجديد»، فسيصوّر حلقة «تجريبية» لبرنامجه الجديد خلال الشهر الحالي على أن يبدأ عرضه في أيلول المقبل مع دورة البرامج الجديدة للمحطة. يعرض أيضًا ضمن الشبكة الجديدة برنامج Take me out يقدّمه فؤاد يمّين. «وتبقى الحصّة الأكبر للدراما اللبنانية، ولا تغيير على صعيد البرامج السياسية».
يرى الضاهر أن القنوات التلفزيونيّة تعيش مرحلة انتقاليّة «لحين انطلاق الـIPTV في لبنان (خدمة بث تلفزيوني رقميّ عبر الأجهزة الإلكترونيّة باستخدام الإنترنت)». نسأله عن أكبر خسارة مني بها في المؤسسة اللبنانية للإرسال فيجيب: «أعتبر كل الخسارات ربحاً وأتعلّم منها. أكبر درس تعلّمته هو أنّ اللبنانيين لم يتخطوا العقدة الفينيقية، نبتعد عن اكتشاف الجديد ونعيش على أمجاد الماضي».
عن الإتفاقية المبرمة مع «أم بي سي» يقول الضاهر لـ «السفير»: «لا أدري لماذا أثيرت بلبلة حول هذه الاتفاقية، هي محطة سعودية وقد نبرم اتفاقية مع محطة إيرانية أو أميركية… هذه الاتفاقية ليست جديدة سبق أن أبرمنا اتفاقية مماثلة في العام 2012 واليوم جدّدنا الإتفاقية التي تمنحنا عرضًا أول لما نختار من برامج «أم بي سي» مدة ثلاث سنوات.
يخفي الرجل أكثر مما يكشف عملاً بشروط المنافسة. نسأله عن مشاريع المحطة الجديدة فيجيب: «هناك جديد دوماً لكنني لن أكشف الستار عن مشروع سيرى النور قريباً».
يشير الضاهر إلى أن وضع «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» بألف خير مقارنة مع القنوات الأخرى، مضيفًا: «بالتأكيد لا أحد مرتاح، وقد أبتعد عن الإعلام في أي لحظة. لا أحد يعلم ماذا سيحصل، ربنا يتدخّل ولا يسأل عن رأينا».
يتوقّف الضاهر أمام التطوّر التكنولوجي الهائل خصوصًا في مجال الإعلام، ويؤكّد أن «السوشال ميديا لم تعد ترفًا وأصبحت أساسًا. نحن مجبرون على الخوض في غمار كل جديد تكنولوجي على صعيد الإعلام والتواصل».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى