فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق يثمن مسيرة نادي الجسرة

خلال اللقاء في القاهرة مع إبراهيم الجيدة رئيس مجلس الإدارة

الدوحة- الجسرة

خلال زيارته الحالية للقاهرة، التقى السيد إبراهيم خليل الجيدة، رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، التابع لوزارة الثقافة، السيد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق.


وجرى خلال اللقاء استعراض الدور التاريخي لنادي الجسرة وإصداراته، حيث سبق أن حل الوزير المصري الأسبق ضيفاً على النادي لإلقاء محاضرات ثقافية، فضلاً عن حضوره عبر صفحات إصداراته، من خلال لقاءات صحفية.
وثمن السيد فاروق حسني ، وزير الثقافة المصري الأسبق، خلال اللقاء مسيرة نادي الجسرة التاريخية، ودوره الثقافي على الصعيد العربي، ورفده للساحة الثقافية العربية بالعديد من الإصدارات والفعاليات الثقافية المهمة.


وعرج اللقاء على المشهد الثقافي العربي بكل ما يشهده من تحديات، والدور الذي تلعبه المؤسسات الثقافية العربية في إثراء المشهد الثقافي الفني في الوطن العربي، بالإضافة إلى استعراض العديد من الذكريات الثقافية والتاريخية.


ومن جانبه، ثمن السيد إبراهيم الجيدة، مسيرة السيد فاروق حسني، الثقافية والفنية، وجهوده المميزة في إثراء الثقافة المصرية والعربية بالعديد من المشاريع والمبادرات والأطروحات الثقافية الرائدة.

مسيرة زاخرة بالعطاء والانجاز الثقافي

وكما هو معروف ، فإن السيد فاروق حسني ، فنان تجريدي، مصور مصري تم تعيينه عام 1987 في منصب وزير الثقافة في مصر، حتى عام 2011. بدأ حياته الفنية في مدينة الإسكندرية التى عاش فيها فترة شبابه ، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بها، وبعد التخرج عُين مديرًا لقصر الثقافة بالإسكندرية.


فى أوائل السبعينات كانت المحاولات الأولى في تغيير أسلوبه التعبيرى للتجريد، وأقام أول معرض له بأتيلييه الإسكندرية ، وفى عام 1971 وقع الاختيار على فاروق حسنى ليكون ملحقاً ثقافياً بالسفارة المصرية بباريس ومديراً للمركز الثقافى المصرى هناك ؛ حيث قدم الثقافة المصرية بحداثتها وتراثها ، كما عرّف فرنسا بالسينما المصرية والفنون المختلفة في نشاط مكثف لفت أنظار المهتمين بالثقافة في مصر وفرنسا.
فى حياته الفنية بدأ التحول والتجديد في لغته التجريدية ؛ كما تعرف على بعض الفنانين والنقاد الفرنسيين ، وأقام عدة معارض في باريس ومدن أخرى في فرنسا.


قام فاروق حسني كوزير للثقافة بإنشاء وتطوير عدداً من الهيئات والقطاعات الثقافية بالإضافة إلى المؤسسات القائمة بهدف الاستجابة للتوسع المستحدث في الأنشطة الثقافية والفنية في مصر.
عمل على تحديث الأبنية التعليمية ، فأضاف العديد منها لمنشآت أكاديمية الفنون ، وعمل على تطوير المناهج التربوية والتعليمية ، وتحديث أساليب التعليم بالمعاهد العليا بالأكاديمية . أولى اهتماماً كبيراً بالتكامل بين العلوم الحديثة والتكنولوجيا والعمل الثقافى في المعاهد العليا الجديدة كمعهد فنون الطفل ومعهد العمارة البيئية ومعهد فنون الترميم وهى المعاهد التى أنشأت بأكاديمية الفنون.
أنشأ عدداً من أكبر المعامل المتخصصة في ترميم الوثائق والمخطوطات، وهى الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط ، وتشجيع وتدريب الكوادر المتخصصة في هذا المجال بهيئة دار الكتب والوثائق المصرية . صاحب فكرة إنشاء مراكز الإبداع المتخصصة في فنون الشعر والنقد والمسرح والسينما وثقافة الطفل والفن التشكيلى والتى انتشرت في مختلف الأقاليم.
قام بتحديث وتطوير البنية التحتية للمؤسسات والمراكز الثقافية ، وأسس معاقل ودور ثقافية جديدة ؛ حيث حول الأسبلة والأبنية التاريخية إلى مراكز علمية وبحثية وثقافية.
أنشأ عدداً من المكتبات الكبرى مثل مكتبة القاهرة الكبرى ، وإحياء وتطوير دار الكتب والوثائق القومية ، وترميم ورقمنة الوثائق والمخطوطات بها . أنشأ أكثر من مائة مركز ثقافى في القرى المحرومة بأقاليم مصر ضمن مشروع كبير يتبنى إنشاء عشر مكتبات كل عام.


قام بتحديث الرؤى والسياسات الثقافية لتشجيع الفنون الرفيعة والمسرح والسينما ورعاية الآداب والأدباء والمفكرين ، وتشجيع الشباب في كل هذه المجالات، وأقام العديد من النشاطات والمهرجانات الدولية في مجالات السينما والمسرح والفنون والآداب والفكر ؛ حيث جعل مصر تتبوأ مركزاً مرموقاً في الحركة الثقافية الدولية، وأقام أول مهرجان للمسرح التجريبى في العالم ولقى نجاحاً كبيراً على مستوى دول العالم.
كان مشروعه الكبير بإنشاء المشروع القومي للترجمة الذى يتولى ترجمة آلاف الكتب من وإلى الثقافة العربية عبر 27 لغة دولية، وأقام نشاطاً متحفياً غير مسبوق حيث أنشأ ثمانى عشر متحفاً اقليمياً متخصصاً أهمها متحف النوبة – متحف التحنيط – متحف النسيج – متحف الخزف الإسلامى – متحف المستشرقين.


مشروعه الرائد هو إعادة الوجه الحضارى وإحياء وترميم مبانى مصر الإسلامية عبر مشروع القاهرة التاريخية حفاظاً على هذه المدينة الخالدة ، والذى تم إنجاز 90% منه . صاحب فكرة إنشاء أكبر متحف العالم “المتحف المصرى الكبير” وإنشاء أكبر متحف للحضارة المصرية بالفسطاط . قام بأكبر حركة ترميم للآثار المصرية في تاريخها “فرعونية – قبطية – إسلامية – يونانى رومانى”.كما قام بعملية ترميم تاريخية لتمثال أبو الهول استغرقت عشر سنوات حيث أطلقت عليه الصحف العالمية (وزير أبو الهول) مثل جريدة الموند وجريدة الكورييرا ديللا سيرا.


عرضت أعماله الفنية في أهم متاحف العالم ، ومنها: متحف المتروبوليتان بنيويورك عام 99/2000 ، الكاروسيل دى لوفر بمتحف اللوفر بباريس عام 98 ، متحف فيتوريانو بروما بإيطاليا عام 2005 ، المتحف القومى بفيينا عام 99 ، متحف فيجور للفنون بطوكيو عام 96 ، قاعة المعارض باليونسكو 94 ، قاعة المعارض بالناشيونال جيوجرافيك بواشنطن العاصمة 2005 . وفى الدول العربية أقام عدة معارض لأعماله في المتاحف العالمية التالية: متحف سرسق ببيروت – المتحف القومى بالمنامة بالبحرين – قاعات معارض مختلفة بقطر وأبو ظبى وجدة. كما حصل على الدرجات العلمية والجوائز عربياً وعالمياً.
وتم ترشيح السيد فاروق حسني لمنصب المدير العام لليونسكو في انتخابات 2009 ، وخاض منافسة قوية ومشرفة، غير أنه لم يوفق في معركة التأهل في الجولة الخامسة من التصويت ونجحت الوزيرة السابقة البلغارية بعد ماراثون طويل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى