جائزة الدوحة للكتاب العربي تنظم ندوة بعنوان الكتاب العربي: الإرث والرهانات

الدوحة – قنا

نظمت جائزة الدوحة للكتاب العربي اليوم ندوة بعنوان /الكتاب العربي: الإرث والرهانات/، وذلك بالتعاون مع قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة قطر.

وشارك في الندوة كل من الأستاذ الدكتور مصطفى عقيل الخطيب من كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والأستاذ الدكتور لؤي خليل من قسم اللغة العربية، والأستاذ الدكتور الصديق عمر الصديق المستشار الثقافي لجائزة الدوحة للكتاب العربي، وأدارها الدكتور محمد الرهاوي من قسم اللغة العربية بالجامعة.

وأقيمت الندوة في مكتبة جامعة قطر بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، الذي يوافق الثالث والعشرين من إبريل كل عام، والذي اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ تعبيرا عن تقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين، والاعتراف بعطائهم المتميز ومساهمتهم في النهضة والتنوير والتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية.

وقال الأستاذ الدكتور مصطفى عقيل الخطيب: إن الكتاب العربي بات يقف في الصفوف الخلفية، ليس لعدم أهميته ولكن بسبب المنافسة الشديدة من الثقافات الأجنبية التي تعم العالم والعالم العربي خاصة، وإنما لعدم الاهتمام بها من جانب أبنائه، حيث إن الجامعات العربية هي المسؤولة عن هذه المعضلة التي تواجه الكتاب العربي، والذي له الفضل الأكبر في قيام الحضارة الحديثة أو ما تسمى بالحضارة الغربية.

وأضاف : فضل العلماء العرب والكتاب العربي كبير لا يمكن نسيانه أو التغافل عن مساهمته في الحضارة العالمية المعاصرة، ومن هنا أقترح على جامعة قطر العريقة تسمية القاعات الكبيرة فيها بأسماء هؤلاء العلماء ووضع صورهم وأهم أعمالهم وإنجازاتهم العلمية والفنية والثقافية فيها”.

وتابع: صحيح أن الجامعة أطلقت بعض الأسماء على بعض قاعاتها مثل ابن خلدون والكِندي وغيرهما، ولكننا على يقين بأن الطالب لا يعرف من هو الكندي أو أعماله، ولا يعرف غيره.

وتناول الأستاذ الدكتور لؤي خليل في مشاركته خلال الندوة، عدة نقاط أبرزها الانتقال من الذاكرة الشفهية إلى الذاكرة الكتابية، وكذلك الانتقال من الحالة الوجدانية إلى الحالة العقلانية في تاريخ الكتاب، حيث تغير الاهتمام بالكتاب وأصبحت هناك سمات عامة في هذا العصر، منها سرعة الوصول إلى المعلومة بخلاف ما كانت عليه من قبل، وأيضا النفعية التي عمت جوانب الحياة في الكتاب وغيره وحتى في العلاقات، علاوة على المطابع التي أصبحت أهدافها ربحية، بينما كانت تخضع للمعايير، وأهدافها محددة، وكذلك الانتقال من الصلابة إلى السيولة أو من المعيارية إلى اللامعيارية وهذا أمر عام في الكتاب وغيره، لافتا إلى ظهور مصادر كثيرة جدا للمعرفة ربما أكثر جذبا وتشويقا من الكتاب نفسه.

من جانبه قال الأستاذ الدكتور الصديق عمر الصديق: جاءت المشاركة في هذه الندوة القيمة بتوظيف مادة الكتابة وصورتها في الشعر العربي والشعر الحديث، حيث إنه بعد إصدار كتاب الدكتور ناصر الدين الأسد عن مصادر الشعر الجاهلي، لم يعد هناك تشكيك في قدم الكتابة العربية وأصولها، حيث إن هذا الكتاب جاء ردا بينا محكما على ما أثاره الذين تحدثوا عن قضية الانتحال، وأن الكتابة لم تكن شيئا مذكورا أو كثيرا في العصر الجاهلي.

ومن جهته قال السيد عبدالرحمن المري المستشار الإعلامي لجائزة الدوحة للكتاب العربي في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/:” إن اليوم العالمي للكتاب فرصة ثرية للاحتفاء بقيمة الكتاب العربي، كما يعبر عن مناسبة جليلة يتطلب تكريسها نحو مزيد من الاهتمام البنّاء بالدور الثقافي والحضاري الذي تؤديه المعارف العربية المكتوبة، وإبراز جانب من الأثر الذي لعبته في صناعة العلوم ونقلها وتجديدها، وعن الدور الحضاري الذي قدمته للبشرية”.

وأضاف أن الندوة اتجهت نحو استنهاض هذا الحدث المهم على النحو الذي يتعزز فيه الوعي الثقافي والاجتماعي بموقع الكتاب العربي ضمن حضارات الأمم، ويكرس ضرورة التفاعل الحي مع مكانة الثقافة العربية الكتابية ودورها وحضورها في عالم اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى