يوميات شاعر عربي مقيم في ستوكهولم / ناظم رشيد السعدي

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص-

  سمك اللاكس  وأوجاعنا  ……

يوم  ربيعي  جميل  ..  قال لي  صديقي الطبيب والبروفيسور  السويدي (هنريك ) فلنذهب  صوب  البيت  الصيفي  في مدينة (  بيتيو) الشمالية حيث  بامكانك ان تحظى بفرصة  لصيد  سمك  (اللاكس) الذي  تحبه وفعلا أخذنا  عدة  الصيد وتوجهنا لمكان  رائع  بين الغابات والتقينا  بعدد  كبير من عشاق  صيد السمك تجمعوا وانتشروا  هنا  وهناك وقد حالفني الحظ  باصطياد  سمكتي لاكس  من الحجم المتوسط  ففرحنا جدا   وقال   هذه هو الغذاء اليوم نذهب  للبيت الصيفي ونحضر  عدة الشواء  ذهبنا  فعلا  وكان كل  شيء  مرتب  في البيت رغم أنه  بيت  صيفي للأستراحه  كان  يعرف  أين توضع العدة و الفحم  والمشابك بكل  دقة  ..  سرني أهتمامهم بتنظيم حياتهم  ولوازمهم  وحرصهم على توفير كل احتياجاتهم المنزلية دون  أسراف  أو  تبذير ..  بعد ان  قمنا  باعداد السمك وتحضير كل  شيء  باشرنا بالشواء  كان الوقت  جميلا  فعلا  رائحة السمك المنبعثة   مع  الدخان  وأحتراق بعض  وريقات   الشجر التي  يضعونها  عادة  مع الفحم لتعطي عطرا خاصا حيث تمتزج  مع  الدخان المنبعث الذي   يتعشق  بالسمك  ويعطيه  نكهة لذيذة   جدا     بعد ان اصبح كل  شيء  جاهزا  تناولنا  طعامنا  مع حديث جميل عن الطبيعة والحياة ..  لم نتحدث  في  السياسة او  الانتخابات  لان  اكثر  ما  يمقته السويديين  الحديث عن السياسة خصوصا في أوقات  استراحتهم عكسنا نحن العرب  بالضبط حيث لا يروق  لنا  الا ان  ننغص عيشنا  وطعامنا بكل الاوقات بأحاديث عن الذي  يتاجرون  بدمائنا  من  سياسيي زمننا الموبوء  دائما فننتهي الى الحزن والكأبة  باشد حالات بحثنا  عن  المتعة  .. قال  لي ..(  هنريك )  سمعت  يوما عازف كمان  عربي ادهشني  جدا واتذكر  أن  أسمه  العال  اوهكذا ..  فضحكت وأنا  اشعر  بالزهو  فعلا ..  قلت  له  نعم  انه  عبود  عبد العال  العازف  الكبير الذي كان  يضحك  ويبكي  الكمان  وأحيانا  يمزق  أوتاره  شجنا ..  فضحكنا  جميعا فوضعت لهم  من اليوتيوب بعض معزوفاته الرائعة خصوصا أغاني  السيدة  أم  كلثوم .. و قلت  لهم  في    سري     اخيرا  وجدت  شيئا  افتخر  به  أمامكم  ايها السادة  من حاضر  أمتنا   ..  من بين هول الضياع  الذي  تحياه  دولنا  وشعوبنا  تمتعنا  كثيرا  بالعزف  المتميز وشاركوني  بسعادة وانا  اغني  مع العزف  أغاني السيدة ..  وبعد ان  انتهى يومنا  قمت  بجمع  الرماد  المتبقي  لألقيه  في الغابة المترامية  سمعت  صوت  هنريك  ياتيني ماذا  ستفعل ؟؟  قلت  له القي  هذا الرماد  في  الغابة هناك  ..  فقال  لالا  توقف لا يجوز ان  نرميها هكذا

يجب ان  نحفر الارض  قليلا ونضع الرماد  وندفنه  بعدها  كي لا يتطاير  في  الهواء  ويلوث البيئة …وقفت مذهولا  امام هذا السلوك الوطني  الحقيقي  فقلت له  بداخلي .. مسكينة  أوطاننا ..  متى ننهض  ونتعلم انها  تحتاج  ان نحافظ على  بيئتها وطبيعتها  ومياهها  وقبل  كل  شيء  نتعلم كيف  نحافظ   ونحترم    من  يعيش   فيها  من  البشر  فنحفظ كرامتهم  ولا نرميهم  في  شوارع  الموت   بلا  رحمة  …   وللحديث  بقية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى