مَرايا مَكسورة …قصيدة لأسامة سليم

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

تَـداعـى الـشَّـرُّ واكـتَـمَلَ الـنِّـصــابُ
وحَـــولَ جِـراحِـنـا اجـتَـمَعَ الـكِـلابُ
….
عــلـى أحـلامِـنـا افــتَـتَـحـوا مَــزاداً
وهــــذا مِــخـلَـبٌ شَــحَــذوا ونـــابُ
….
عــلـى أسـمـائِـنـا عَــقَـدوا اتِّــفــاقــاً
وتَــمَّ الـبَـيـعُ وانــصَـرَفَ الـحِـسابُ
….
تَـقـاسَـمَـني الــعَـدوُّ ومـــــــا تَـبَـقّـى
مِــــنَ الآمــــالِ يَـســلُــبُـهُ الــذُّبـابُ
….
مَــلاحِــمَ قــــــد أرادوهـــا فَـكـانَـت
جَــرائِـمَ كُـفـرُهـا عَــجَـبٌ عُــجـابُ
….
أحَــلَّ دَمــي الـحَرامَ هُــنـاكَ شَـرعٌ
تَـــقَـــوَّلَــهُ ونَـــــفَّـــــذَهُ الــــذِّئـــابُ
….
تُــبَـرَّأُ عُـصـبَـةُ الـشَّـيـطانِ ظُـلـمَـاً
وغَضَّ الـطَّـرفَ عـن يَدِها الـعِقابُ
….
فَـأركُـمُ مــا تَـحَـطَّمَ مـــن حُـروفـي
ويَـنـثُـرُنـي مَــعَ الــرّيــحِ الـعِـتـابُ
….
وأبـنـي فـي فَـراغِ الـصَّمتِ شِـعراً
لَــــهُ سَــقــفٌ بـــلا جُـــدُرٍ وبـــابُ
….
أوارى خَــلـفَـهُ عـــن كــــلِّ لِـــصٍّ
وأســكُـنُـهُ ويَـسـكُــنُــني الــخَـرابُ
….
أُذَوِّبُ فــيـكَ يـــــا قَـلَـقـي الـتَّـراقي
فــلـم تَـهـدَأْ ولا احــلــولى الـعَـذابُ
….
فَــاَجـرَعُ مــا تَـسـاقَطَ مــن قَــوافٍ
مُــدَمَّــمَـةٍ يُــمـازِجُـهـا اضـطِـرابُ
….
فَيَسكَرُ حينَ أحسو الشِّعرَ صَـحوي
ويَـصـحو حـيـنَ يُـنشِدُني الـشَّرابُ
….
وأكـتُـبُـني عـلـى الأسـرارِ جُـرحـاً
فَـيَـفضَحُني عـلـى الــمَـلَأِ الـكِـتابُ
….
وأجــتَـرُّ الـسَّـعـادَةَ مـــــن خَـيـالـي
ألــوكُ غَـدي ويَـمـضَغُني اكـتِـئابُ
….
فَــأبـلَـعُ حَـسـرَتي الـبَـكماءَ شَـوكـاً
ويَـشـرَقُ حـيـنَ يَـبـلَعُني الـمُصابُ
….
واخـلَـعُ وَجهِـيَ الـمَـحروقَ حُـزنـاً
أُرَقِّـــعُــهُ ويَـلـبَـسُـنـي الــضَّــبـابُ
….
انـــا مَــن انــتَ يــا ظَـمَـأَ الـمَـرايا
نَــظَـرتُ إلــيَّ فـانـعَكَسَ الـسَّـرابُ
….
انــا مَـن أنـــتَ يــا وَجــهَ الـرَّزايـا
نَــظَـرتُ إلـــيَّ فـانـتَـحَبَ الـشَّـبابُ
….
أُصافِـحُني عـلـى مَـضَـضٍ وأبـكي
وأحــزِمُـنـي ويَـحـمِـلُـني الــغِـيـابُ
….
أُقَـبِّـلُـني عــلــى عَــجَــلٍ وأمـضـي
ويَـنـساني مَــــــعَ الـنَّـفسِ الـذَّهـابُ
….
مُـــقــيــمٌ راحِــــلٌ والـتّـيـهُ مَـنـفـى
بِـنَـفــسـي فـيـهِ يَـجـمَعُني اغـتِرابُ
….
انـــا مَـــن انـــتَ أسـألُـنـي مِــراراً
يُــلِــحُّ بِــــيَ الــسُّـؤالُ ولا يُــجـابُ
….
على ذاكَ الـرَّصيفِ أضَـعتُ طِـفلاً
وفـــي عَـيـنَـيهِ ضَـيَّـعَني الـجَـوابُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى