حواء..جديد الشعر جواد يونس

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

ماذا أَقولُ الْيَوْمَ يا حَوّاءُ *** لَوْ لَمْ تَكوني ما شَدا الشُّعَراءُ
لَوْ لَمْ تَكوني لَمْ يُغَرِّدْ بُلْبُلٌ *** أَوْ رَدَّدَتْ أَلْحانَنا الْبَطْحاءُ
مِنْ أَجْلِكِ الْأَقَلْامُ تَسْكُبُ شَهْدَها *** كَمْ مِنْ يَراعٍ أَلْهَمَتْ حَسْناءُ
لَوْلاكِ أَصْبَحَ شِعْرُنا سَجْعًا وَكَمْ *** سَجَعَتْ لِجَذْبِ السّامِعِ الْخُطَباءُ
لَوْلاكِ آدَمُ لَمْ يَكُنْ بِخَليفَةٍ *** في الْأَرْضِ لَوْ في قَلْبِهِ الْأَسْماءُ
أَنّى لِآدَمَ أَنْ يُعَمِّرَ وَحْدَهُ *** أَرْضًا بِها أَبْناؤُكِ الْخُلَفاءُ
أَنْتِ الرَّبيعُ وَكُلُّ غُصْنٍ مُثْمِرٍ *** وَلَآدَمٌ لَوْ تَعْلمينَ شِتاءُ
ما نَفْعُ أَمْطارٍ هَمَتْ إِنْ لَمْ يَكُنْ *** حَقْلٌ لَنا أَوْ رَوْضَةٌ غَنّاءُ
ماذا أَقولُ الْيَوْمَ يا حَوّاءُ *** وَبَنوكِ أَسْرى الظُّلْمِ أَوْ شُهَداءُ
أُمَّ الشَّهيدِ لَكِ الْقَصائِدُ تَنْحَني *** لِتُقَبِّلَ الْأَقْدامَ يا خَنْساءُ
أُمَّ الْأَسيرِ حُروفُ شِعْري قَصَّرَتْ *** في حَقِّ مَنْ هِيَ قَلْعَةٌ شَمّاءُ
وَإِلى شَهيدَةِ مَسْجِدي الْأَقْصى رَنا *** قَلَمي وَقَدْ دَهَمَ الْحُروفَ بُكاءُ
خَضَبَتْ يَدَيْها وَالْأَكُفَّ كَأَنَّما *** دَمُها بِمَسْرى الْمُصْطَفى حِنّاءُ
ماذا يَقولُ الشِّعْرُ فيمَنْ رابَطَتْ *** في الْقُدْسِ حينَ تَخَلَّفَ الْجُبَناءُ
ماذا تَقولُ قَصيدَةٌ في ثَغْرِها *** مِنْ هَوْلِ ما يَجْري بِأَرْضي ماءُ؟
كُلُّ الْقَصائِدِ لا تُوَفّي حَقَّها *** وَجَميعُ أَلْحاني بِها بَكْماءُ
ماذا أَقولُ الْيَوْمَ يا حَوّاءُ *** وَالْكَوْنُ تَغْزو قَلْبَهُ الظَّلْماءُ
مَظْلومَةٌ في الشَّرْقِ أَنْتِ فَكَمْ بَكَتْ *** مِنْ جَوْرِ أَشْباهِ الرِّجالِ نِساءُ
مَظْلومَةٌ في الْغَرْبِ أَنْتِ وَقَدْ غَدا *** يَلْهو بِحَسْناواتِهِ السُّفَهاءُ
لَمْ تُعْطِ حَوّاءَ الْحُقوقَ جَميعَها *** إِلا شَريعَةُ أَحْمَدَ السَّمْحاءُ
مَنْ قالَ “رِفْقًا بِالْقَواريرِ” اهْتَدى *** بِهُداهُ في رِفْقٍ بِها الشُّرَفاءُ
وَاللهُ قَدْ سَمِعَ الَّتي تَشْكو لَهُ *** زَوْجًا بَدَا مِنْهُ أَذىً وَجَفاءُ
ما كانَ ظُلْمُ الْغيدِ حُكْمَ شَريعَتي *** لكِنْ طَغى وَتَجَبَّرَ الْجُهَلاءُ
فَلْتُرْجِعوا كُلَّ الْحُقوقِ لِأَهْلِها *** وَلْتُنْصِفوا حَوّاءَ يا فُقَهاءُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى