رحيل عبدالرحمن الوابلي… واجه التطرف وانفتح على الآخر

الجسرة الثقافية الالكترونية

عبد الله وافية

غيب الموت أمس الكاتب الصحافي الدكتور عبدالرحمن الوابلي، إثر أزمة قلبية تعرض لها. ونعى عدد كبير من المثقفين والإعلاميين الراحل، واعتبر هؤلاء الوابلي كاتباً مستنيراً دافع عن قيم الحرية، وواجه التطرف، وانفتح على الآخر المختلف معه. كتب الوابلي، المولود في بريدة، وعمل في كلية الملك خالد العسكرية، المقالات وأسهم في كتابة عدد من الحلقات في المسلسل الشهير «طاش». وقال الدكتور أحمد التيهاني: «لم يكن عبدالرحمن الوابلي المثقف يصادر رأياً، أو يكره المختلفين معه، أو يذكرهم بسوء.
كان يحب وطنه حباً، ويستوعب الاتجاهات كلها. كاتب سلام، لكنه لم يكن يرفع السلام شعاراً مجرداً، وإنما يفصل القول في طرائق الوصول إليه، من خلال مقالات تتسم بعمق نادر، ووعي فريد»، مضيفاً أنه تعامل مع الراحل في قسم الرأي بصحيفة الوطن سبع سنوات، «ولا أذكر أنه كتب حرفاً لا يؤمن به، أو كتب مقالة للكتابة وحسب؛ لأنه كاتب صادق ذو رسالة حتى حرفه الأخير.
كان يحدثني عن فكرة المقالة قبل كتابتها بأسبوع أو أكثر، ما يعني أنه يهجس بالكتابة أسبوعاً كاملاً، وتلك سمة المخلصين لأفكارهم التي يكتبونها».
نعى عدد من المغردين الدكتور الوابلي، ومن أبرزهم الدكتور عبدالله الغذامي، إذ قال: «كم من الحسنات يهدونها لك اليوم، ذهبت طاهراً وهم يلاحقونك بسوء الظن، كأني أسمعك تقول: عفا الله عني وعنهم، عليك رحمات ربك ورضاه».
وغرد الدكتور منصور بن تنباك، بقوله: «قمت هذا الصباح نشطاً لقضاء بعض الحاجات صدمني خبر وفاة عبدالرحمن الوابلي، عدت إلى الفندق حزيناً، لرحيل رجل يحب الحياة ويحب الناس، غفر الله له» في حين بدا الفنان ناصر القصبي متأثراً، واصفاً وفاة صديقه الوابلي بـ«الصاعقة»، وقال: «خسارتي بفقدك عظيمه ياعبدالرحمن الوابلي، صديق عظيم وفنان أعظم، وأخلاق ومواقف شجاعة، ومبدأ لا يحيد عنه. الله يرحمه ويغفر له». من جهته، قدم رئيس مجلس إدارة مجموعة «إم بي سي» الوليد بن إبراهيم التعازي في وفاة الوابلي، كاشفاً أن هناك عملاً درامياً كبيراً من تأليف الراحل سيرى النور قريباً.
وكانت قناة روتانا خليجية عرضت اللقاء التلفزيوني الأخير للوابلي، الذي حلّ فيه ضيفاً عبر برنامج «حديث العمر»، مع سلطان القحطاني.
ففي هذا اللقاء، الذي صوّر ،بحسب بيان لـ«روتانا»، قبل 24 ساعة من وفاة الوابلي، تخلله حوار شديد العمق والوضوح في مواضيع كثيرة، سطّر خلالها الضيف آراءه ونظرته إلى المجتمع من حوله. إذ رأى الكاتب الراحل أن للاقتصاد دوراً كبيراً في جعل المجتمع محافظاً أو غير محافظ، وأن الثقافة الصحراوية هي غالباً ثقافة محافظة، وأوضح أن عدد السكان فى السعودية، عندما كان في تصاعد، تزامن مع هجرة هؤلاء السكان إلى دول الجوار، ومنها العراق والشام ومصر، لذلك فإن معظم أبناء هذه الدول من أصول الجزيرة العربية.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى