مسلسل أميركي لإنقاذ الرئيس كينيدي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

محمد موسى

ما الذي كان يمكن أن يحدث لو تم إنقاذ الرئيس جي. أف كينيدي من عملية الاغتيال التي أودت بحياته في الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1963؟ هل كان يختلف تاريخ الولايات المتحدة؟ وهل كان البلد ليحارب في فيتنام أو يمر بكل التغييرات الهائلة التي شهدها في نصف القرن الأخير؟ ينطلق مسلسل الإثارة «11.22.63» الأميركي من هذه الأسئلة والفرضيات، وهو يحاول أن يشيد عالماً يرتكز على المفهوم الخيالي لحلم «الرجوع في الزمن»، لغاية تغيير بعض أحداث الماضي الحديث المفصلية، على أمل أن يقلل ذلك من سقطات التاريخ وعثراته الكبيرة.
يخوض المسلسل الذي يستند الى كتاب للروائي الأميركي المعروف ستيفن كينغ، ويحمل الاسم ذاته، تحدياً صعباً جداً، بإشراك مشاهديه في لعبة أو فرضية نعرف سلفاً خواتيمها. فالرئيس كينيدي قتل في ذلك اليوم في مدينة دالاس الأميركية، و «التاريخ» الذي يحاول بطل المسلسل تغييره نقش في كتاب الزمن للأبد ولا يمكن اللعب به. لكنه – أيّ المسلسل – يراهن على التفاصيل التي تحيط بهذه المغامرة، وهذه الأخيرة هي التي ستضيف الكثير من الإثارة، لما سيكون من دونها عملاً يصعب تصديقه، حتى ضمن فئة المسلسلات الخيالية التي يندرج تحتها.
تبدأ الحلقة الأولى من المسلسل، الذي أنتجته شركة «هولو» (Hulu) لتزويد مواد الترفيه عبر الإنترنت، ويعرض اليوم على أكثر من شاشة أوروبية، بالتعريف بالبطل الشاب، المدرس الذي انتهى زواجه للتو بالطلاق، والذي كان يواجه أزمة وجودية. وستتصاعد أحداث المسلسل عندما يطلب صديق البطل وصاحب المطعم الصغير الذي يتردد عليه، خوض مغامرة الرجوع الى الزمن وإنقاذ الرئيس الأميركي من الموت العنيف. لن يسهب المسلسل كثيراً في تفصيلة «الرجوع في الزمن» نفسها وكيف يمكن أن تحدث. لكنها ستكون المؤسسة لما يتم بعدها، وبعد أن يوافق البطل على هذه المهمة الكبيرة.
يسير الخط العام للمسلسل باتجاه يوم الاغتيال، وهو الذي بدأ قبل ثلاث سنوات منه. فالبطل سينتحل شخصية أخرى وهو ينغمس في الحياة العادية للولايات المتحدة في بدايات الستينات من القرن العشرين. وسيحاول التقرّب من «لي هارفي أوزوالد»، المتهم الأساسي بقتل الرئيس، على أمل أن يتمكّن من أن يوقف خطة الاغتيال قبل وقوعها. ومن حسنات المسلسل الخيالي، أنه لم يسلم بنظرية ما بخصوص الجاني والعملية المنظمة برمتها، والذي كتبت فيها وفي ألغازها، مئات الكتب، وأنتجت عنها أفلام تسجيلية وروائية عدة. ذلك أن المسلسل الذي يريد أن ينقذ حياة الرئيس يبقي أبوابه مفتوحة أمام فرضيات أخرى، تقول أن ما نعرفه عن عملية الاغتيال ما زال ناقصاً ويشوبه الغموض.
لن يكون خط المسلسل الذي يقوم على محاولة وقف اغتيال الرئيس كينيدي محكماً، بمقدار الخط الآخر والذي سيركز على الحياة الجديدة للبطل في الماضي، إذ سيقابل فتاة ويقع بحبها، كما سيحاول أن يوقف حادثة وقعت في بداية عقد الستينات أيضاً لأحد معارفه ولها مفاعيل متواصلة في الحاضر. وسرعان ما يتورط البطل بهموم الحياة في ذلك الزمان، كالعنصرية تجاه السود، والتي سيفاجأ بها. كما يحفل المسلسل بالعديد من التفاصيل الحميمة المفاجئة بدفئها، عن الأقدار والحب والعلاقات بين الأجيال، وستكون هناك حصة للكوميديا، التي ستتفجر من مفارقات الحياة في عصر سابق للبطل الآتي من عصر مختلف بظروفه وقيمه وقواعده.
يقف المخرج السينمائي الأميركي جاي جاي أبرامز (مخرج الجزء الأخير من سلسلة «حرب النجوم») خلف إنتاج المسلسل، كما يقوم ببطولته النجم السينمائي الموهوب جيمس فرانكو، والذي يسخّر موهبته وحضوره في تجسيد شخصية صعبة على الإقناع. وعلى رغم أن الممثل المذكور هو من أكثر نجوم هوليوود انشغالاً اليوم، إلا أن حضوره السينمائي وأحياناً التلفزيوني يأتي دائماً مغايراً ومثيراً. هنا تحاول الشخصية التي يلعبها أن تنقذ رئيساً كان يحمل بشارات كبيرة تخصّ بلده، لكن البطل نفسه وفي الطريق الى ذلك، يتحوّل الى أمثولة للنقاء والأحلام الكبيرة التي تصطدم بصخور الواقع.

 

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى