فتاة أفغانية تتحدى الضغوط وتقود أوركسترا

الجسرة الثقافية الالكترونية

تعشق الأفغانيّة نجين كبالواك الموسيقى. إلا أنّ قلّة قليلة من أبناء بلادها استطاعت أن تخطو خطاها، وأن تخوض معركةً شرسة في مواجهة الضّغوط الأسريّة والمخاطر.
خطت نجين خطواتها الموسيقيّة الأولى في السر. إلى أنّها ذات يوم تحلّت بالشّجاعة، وكشفت لوالدها عن حبّها للموسيقى. وعلى الرّغم من تشجيع والدها لها، كانت ردود فعل باقي أفراد الأسرة المحافظة رافضاً.
تقول كبالواك: “بخلاف والدي كان كلّ أفراد الأسرة ضدّي. قالوا لي كيف لبنتٍ من البشتون أن تعزف الموسيقى؟ خاصّة في قبيلتنا التي لا تسمح حتى للرجل بالعزف”.
بعد وقتٍ طويلٍ من التّعب والمثابرة، تقود نجين اليوم أوركسترا “زهرة”، داخل دارٍ للأيتام في العاصمة الأفغانيّة كابول، وهي فرقة تضم 35 فتاةً في معهد “الموسيقى الوطني الأفغاني” وتستخدم آلات موسيقية أفغانية وغربية.
بالنّسبة لنجين، ليست الأمور سهلة. خلال زيارةٍ إلى أهلها، هدّدها أشقّاؤها بالضّرب لظهورها على شاشات التلفزيون وهي تقود الفرقة، ففرّت حينها العودة إلى كابول.
في دولةٍ تشتهر دولياً بمعاملتها السّيئة للنساء أظهرت قصّة نجين حجم التحدي. هي تحلت بالشجاعة والإصرار كي تكمل مشوارها الذي أعطاها هويّةً جديدة.
“لم أعد تلك الفتاة”، تقول نجين. موضحةً أنّها تقود “هذه الأوركسترا منذ ستة أشهر، وهذا يتطلب الكثير من الجهد.”
لا يحدّ كبالواك شيء. هي مستعدّةٌ للتخلّي عن أسرتها في كونار من أجل الموسيقى. وتقول: “لن أقبل بالهزيمة. سأستمرّ في عزف الموسيقى، لا أشعر بالأمان، لكن حين يراني النّاس ويتعرّفون عليّ، ويقولون هذه نجين كبالواك أشعر بالفخر.”
يقول أحمد ناصر سارماست، الّذي درس الموسيقى وعاد من أستراليا بعد سقوط “طالبان” للمساهمة في تأسيس المعهد الوطني، إنّ “تكوين هذه الأوركسترا إنجازٌ في حد ذاته.”
نجين ليست وحدها من يعاني من التّرويع والقمع. 35 فتاةً داخل الأوركسترا يشعرن بما تخوضه نجين. يشير بعض الفتيات إلى أنّ أقاربهنّ يفخرن بهنّ، لكنّهن يلقين شكوكاً وترويعاً من الآخرين.
توضح عازفة البوق في الأوركسترا مينا، ووالدتها تعمل شرطية في مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان، “حين أحمل آلتي الموسيقية أسمعهم يتهامسون خلفي”، مضيفةً أنّ “هناك الكثير من المشاكل الأمنية وإذا انتقلنا بآلاتنا الموسيقية من مكان لآخر علينا أن نستخدم السيارة.”

المصدر: السفير