غياهب الدنيا..قصيدة لنادين خالد عريقات

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

كُـفي فـعالَكِ يـا هـذي السنونُ كفى … لم يكفكِ الدمع في مضناكِ أن يقفا
غـمـضـتُ مُـتَّـخِذاً مــن صــبِّ ديـمـته … كـفـاً لـيـبرئَ مــا أعـلـلتِ فـانـتشفا
وظــلَّ دمـعـيَ مـهـما أنـشـفت سـكـباً … عـلى الـحياةِ إذا مـا أبـكت ارتـعفا
ولِـمَّـتي مــا شـكـت شـيـباً يـؤرقـها … بـقدر مـا تـشتكي مـا اسـودَّ إذ نـتفا
كــم أرشـقـت هــي مــن أريـاحـها حـصـباً … وأوأدت أبـداً رأس الـذي قـصفا
كــم جـرعـتنيَ مــن أقـذائها جـرعاً … مـن بـعدما جـرعت مـن خـمرها نـطفا
لا يـخـدعـنك طــيـبٌ أنـــت ذائـقـه … تفاح آدمها فــي حـلـقك اعـتـكفا
وجـرعـت أسـفـاً مــن بـعـده أسـفـاً … يـقـتاتُ مــن أســفٍ تـسـقيكه أسـفا
هــولٌ يـساقُ بـما تـسقي بـحاضرها … وآخـرٌ سـيقَ مـما قـد سـقت سـلفا
واغــرورقَ الـجسدُ الـمحني بـوقفتها … فـوق الـرقابِ مـن الـهولين مـا وقـفا
يـــا قــاتـل الله مـــن أغـــوت بـزخـرفها .. ذي بـرقـها بــات لـلأبـصارِ مـخـتطفا
مــــا ازَّيــنــت أبــــداً إلا وزيـنـتُـها … كـالـغـيثِ مـنـبـته مـــن بــعـده نـشِـفـا
جــارت تــراودُ مــن فـي بـيتها شـغفت … لـب الـسفيهِ إذا مـا بـالدنا شـغفا
تـأمركَ بـالسوءِ والـنفسُ الـتي فـتنت … مـن بـعدما غـلَّقت لـلأنفس الشرفا
لـمـا أتــت أبـويـكَ اسـتغشيا ورقـاً … مـن بـعدما أبـدتِ الـسوءات قـد خـصفا
تـتـلـى الــقـرون تـولـيـنا مـنـاكـبَها … ونـــوحُ يـشـهدُ كــم ألـفـى ومــا أَلِـفـا
لمّا استوت شمسُها في مصرَ تحسبها … بالغيظِ تُلقِمُ ذي من مكرها الصدفا
أودت لـمَدينَ مـوسى بـعد أن حـفنت … مـن كـيدها أهـلك الـقبطيَّ منتصفا
لــولا الـلـعوبُ لـمـا هــامَ الـغويُّ بـها … مـا ضـلَّ فـرعونُ لـولا عـطرُها لـحفا
مــن خـضـبِ أرزائـهـا قــارونُ هــمَّ بـهـا … وبــاتَ مـلـتَحِفاً فــي هـمه أسِـفا
أتـتـهُ حُـبلى فـطالَ الـغيمَ مـن صَـلَفٍ … وأسـقطت حـملها مـن بـعدما صَـلِفا
إن أقـبـلت بـلـت الأكـبـاد مــن نـعـمٍ … إن أدبــرت بــرت الأكـبـادَ ذي جـنـفا
مــن كــلِّ مُـضـلِعَةٍ تـرمـي نـوائـبها … فـالـيومَ تُـرهِـقُ فـي الـفلوجةِ الـضُعفا
جـوعى يُـوَلُّونَ أدبـارَ الـحِمامِ عـسى … مـا أوهمَ الهمُّ أنَّ يسترزقو الحُتُفا
فـالـزيغُ أشـرقَ لـلأحداقٍ مـنكشفٌ … والـقلبُ أوصـبُ أعـياهُ الـذي انـكشفا
نـــام الــكـرى تـارِكـاً طـرفـي بــلا نـعـسٍ … وبــاتَ مُـكـتلياً لـلـيلِ مــا طـرَفـا
يـبـكي ويـتـلو كـتـاباً قــال قـائـله … فــي طـيـهِ الـصـبرُ مــاءُ الـظـامئينَ وفــا
نــاجـى الـعـزيز بــأن يـرحـمهُ يـومـئذٍ … يـومـاً يـطـايرُ فــي أهـوالـه الـصـحفا
صــلَّ الإلــه عـلـى الـمـرجو شـفـاعته … مــن نـرتـجي طمعا مـن حـوضهِ رُشَـفا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى