يمامة واطلال… للشاعرة لورين رسلان

خاص (الجسرة)

 

قفي لنبكي بقايا المسك .. بل داري
نزيف دمعٍ جرى في القلب حفّارِ
قفي لنبكيَ أطلالًا مبعثرة
صلاة مؤمنةٍ في جمعِ كفّار
قفي لنبكي بقايا من حدائقه
تاهت معالمها في كبّة النارِ
قفي فكأسي غدت من يوم أن رحلوا
كعلقمٍ بات مخلوطًا بصبّارِ
عوجي على طللٍ والريح كافرة
تنازعته بإقبالٍ وإدبارِ
أغنيّةً كنتَ لي والروح تطلبها
والبحر أنتَ وإني الزورق الجاري
والليل يحلو كما لوكنت مئزره
وكنت كنت جميع الناس سمّاري
كم كان يؤنسني باللحن نغّمه
صوتٌ دفيء الشجى يشتاق قيثاري
كيف انتهيت كلونٍ ثمَّ أرسمه
على السماء وطورًا فوق أقماري
وقد بخلتَ بغيثٍ كنتُ منهلهُ
شوكُ القتاد نما في حقل أزهاري
كم كنت تحملني فوق المدى قمرًا
وكنت تدعو الظبا تشدو بأوتاري
فصل الشتاء أتى والبرد يجلدني
والموت يفتك في حقلي وأثماري
يا حادي الروح ليس القلب من حجرٍ
خفّف خطاك فغصني شاحبٌ عاري
لا ليس ينفعُ ما تأتيه من ندمٍ
لا ليس ينفع دمعٌ مالحٌ واري
لا تبك يا قمرًا من حنطةٍ نبتت
قبل السنابل في حقلي وفي داري
لا تبكِ يا وجعًا في الصدر أحجرهُ
سيفًا يمزّق شرياني ونوّاري
يوم انطفا ذلك المصباح ذات هوى
ناديتني : لولوتي بلقيسُ عشتاري
من أين جئتِ وكيف اجتحتِ صومعتي
ثم استبحتِ أمام العين أدياري
سلّمت عينيكِ راياتي وأسلحتي
هيّا اسكني شغفي غوري بأغواري
ألم يكن عبثًا ما كان من عبقٍ؟
ألم تغنّ وترقصْ لِصْقَ زناري
غادرتني بعدما قلّمت لي هدبي
وبتَّ تكتب في بردي وفي ناري
لا ذنب لي أبدًا والذنب ذنبكمُ
أنت المدانُ فقد أطلقتَ أطياري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى