انعطاف الرواية العربية نحو القضايا الكبرى

رضاب فيصل

في لقاء جمع ربعي المدهون الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2016 عن روايته “مصائر – كونشرتو الهولوكوست والنكبة” مع رئيس لجنة التحكيم أمينة ذيبان، يوم أمس الأربعاء في مجلس حوار معرض أبوظبي للكتاب، تمت الإشارة إلى المعيار الذي تمّ اعتماده أثناء عملية التحكيم حيث واجهت اللجنة 159 رواية من جميع أنحاء العالم العربي.

في البداية قدّم وليد علاء الدين للموضوع، ممهداً بأن معيار هذا العام اعتمد انشغال الرواية بالقضايا الكبرى للمجتمع العربي، ما يعني عودة الرواية إلى الإشكاليات العامة بعد أن انشغلت لفترة طويلة بالسيرة الذاتية والتفاصيل اليومية لشخصياتها.

بدوره قال المدهون إن السبب في الانغماس بالشأن العام سببه أن المنطقة مرت بظروف سريعة أدت إلى تدهور شديد نعايشه اليوم. الأمر الذي خلق حالة من الاضطراب أعادت نبش القضايا والأفكار من أساسها. وبالطبع فإن الأديب جزء من هذه التحولات وتأثّر بها، فانعكست تجلياتها على أعماله.

وأشارت ذيبان إلى أن الروايات المقدمة للجائزة جاءت جميعها لتقول إننا محكومون وبالسياسي وبالاجتماعي، بالهوية وبسؤال الطائفية، وبالحروب وبمأساة اللاجئين في قضايا الموت المجاني التي حدثت بعد ثورات الربيع العربي. فلم تستطع الكثير من الأعمال تجاوز عواصف البرد التي عصفت باللاجئين السوريين في مخيمات النزوح، ولم تستطع كذلك أن تتجاوز علاقة العربي بالغرب المرهونة اليوم بإشكاليات وخيوط لا حدود لها.

في حين كانت قضيتنا الأساسية والوحيدة فلسطين، امتدت لتشمل سوريا ولبنان والعراق وليبيا وغيرها من الدول العربية. ومنه فإن تطرق الكاتب إلى جنات عدن والحديث عن الحياة السعيدة قد لا ينفع أبداً وسط الدمار الذي نعيشه.

وقالت: “كل ما سبق كان هو الشرط الذي فرض نفسه بنفسه”.

أما حول الجمالية الفنية للأعمال المقدمة، أوضحت ذيبان أن المضمون يفرض شكلاً محدداً. وبالنسبة للجمالية عند المدهون، فتراها بدأت من العنوان نفسه “مصائر”.

وقال المدهون إن الجمال في العمل الأدبي ينبع من مصادر مختلفة. والعنوان لا يتعلق فقط بإيحاءات المضمون إنما هو تمكن الكاتب من الإبداع الفني. وفي روايتي تجاوزت الشكل التقليدي، فقسمتها إلى أربع حركات قد تبدو منفصلة، متبنياً فكرة الكونشيرتو، ولاعباً تقنية الجدل بين الشخصيات والأحداث، ما أنتج تفاعلاً كلياً منحنا سرداً جديداً”.

وأكّد: “القضية الفلسطينية هي القضية الكبرى لكل العرب. لذا وددت ان أطرحها من زوايا مختلفة فألقيت الضوء على عرب الـ 48 وأخذت الأحداث في هذا الاتجاه”.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى