قلباه..جديد الشاعر محمد أسامة

خاص (الجسرة)

 

قلباهُ قلباهُ ما ذاك الذي وَقَعَا ***** في أجمعِ الارضِ مِنْهُ القلبُ قد فُزِعا
قد صرت أشكو دموعَ الشَّجْوِ في مُقَلي***** فالرُّوحُ تبكي تهاب الشَّيْبَ و الصَّلعا
من كُلِّ فجٍّ تخال الشَّرَّ مُنتصِرًا***** في كُلِّ حينٍ على الأبراجِ قد لَمِعا
من النوائب و الأحداث قد طُرِحَت ***** كلُّ الأماني و هذا وجهها صُفِعا
قد غابتِ الشَّمْسُ لا يبقى لها أثرٌ ***** و يهجمُ الليلُ منه القلبُ قد فُجِعا
يصوِّبُ الآه و الأشجانُ تملأني *****تعبِّئُ القلبَ أوجاعًا لينخلِعا
مالي أخالُ ظلامَ اللَّيلَ يقهرني***** أمسى يجولُ و خِلْتُ الصُّبْحَ ممتنعا
ماذا هناك بأرضِ الشَّام إذ سَقِمَتْ***** كلُّ الحواضر منها خيطها انقطعا
ترى المساجِدَ في أحزانها دَمِعَتْ ***** كذا المآذِنُ قد صاحت لما وَقَعا
كلُّ الدُّروبِ بدت بالدَّمع قد مُلِأت ***** بالمَوتِ و البؤسِ أمسى أهلها شِيَعا
مدائن جاءها الترويعُ في أرقٍ *****نسفًا و نزفًا و خِلْتَ الأمنَ مُتَّضِعا
مات الرَّبيعُ و لا يبقي بنا نسمًا***** بل يتركُ الأهَ و الأوصابَ و الوَجَعَا
مدائنٌ دمَّر الطاغوتُ بسمتها ***** فأصبحت لدماءِ الأهل مُتَّسعا
هذا و ربَّيَ شيطان يدمِّرُها ***** و يُهلك الحرث و الإنسان ما صَنَعا
أين النهارُ و أين النُّورُ من أملي ***** أم سُرِمَدَ الليلُ و الإصباحُ ما رَجِعا
يا أمَّةٌ صار فيها العلم مبتذلًا ***** سُحقًا و حُمقا و فيك الجهلُ قد جُمِعا
مالي أخال بلاد النيل قد سَقِمت***** بأبشعِ الذٌلِّ فيها الكُفرُ قد سَطَعَا
مالي أراها يصيرُ العبدُ سيِّدَها *****فاستعذبَ الشعب ذلا لاحَ و ارتفعا
قد حوربَ الدِّينُ فيها دونما رَيَبٍ***** ما عاد فيها لشرع الله مضَّطجعا
فالعالِمُ اليومَ أمسى الان محتقرًا ***** و الجاهِلُ اليوم فوقَ العَرْشِ قد رُفِعا
مالي أراها و عنها الدِّينُ مُرتحِلاً ***** عن الحواضرِ فيك القلب قد خدعا
فطابع الفسق و الاذلال مننشر***** و أصبح الدِّينُ فيها الآن مُبْتَدَعا
كذا الفراتُ أراه اليومَ مكتئبًا ***** يبكي دموعًا تُذيبُ القلبَ و الضِّلَعا
حتِّى جزِعْتُ و مني اليأسُ يهزمني ***** و منِّي القلبُ في أعماقِه دَمِعا
و تلك صنعاءُ قد ساد البوارُ بها ***** سلبًا و نهبًا و خلتُ الحقَّ مُنْصدعًا

يا أمَّةَ اللهِ فيها الذُّلُّ شوَّهها ***** ما لي أخالُ رداء العزِّ قد نزعا

هيَّا و قومي فما في الذلِّ منفعةٌ ***** قومي لفعلٍ فما في القولِ ما نَفَعا
كل الأماني بزيِّ السِّلْمِ ذو زَيَفٌ***** و كل ما كان من وَهمٍ قد انقشعا
ما للخصومِ أراهمْ غيرَ زَمْجَرةٍ ***** تقصي العِداةَ و من كانوا لهم تَبَعَا
لعلَّ حينَ الأعادي قد أتى و دنى *****أحلامُهم فَنِيت قد خِلْتُها صَرَعا
يا أمةَّ اللهِ ليس الذُلُّ موضِعُها ***** إن ساد قائدها حقَّـًا إليه سعى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى