القدس في بؤرة الحدق..للشاعرة نادين عريقات

خاص (الجسرة)

 

واحـرَّهُ قـد زلَّ مـن حُـرقةٍ غـدقي … مـن بـعدما انـعكست فـي بـؤرة الـحدقِ
يــروي الأسـيـلَ بـدمعٍ غُـلَّ سـاكبه … مـن حـرِّهِ أنـشفت لـي خـدِّيَ الـعَرِقِ
لـبَّيْتُ عـدواً لـشوقٍ لـلحمى شَـهِقٍ … كالعادياتِ ضُحىً في ضبحها شَهَقي
قـانـي الـجـوارِحَ حـتـى زرتُ آسـرتـي … أدمـت فـؤاداً ذكـا مـن ريـحها الـعبق
فــــربَّ أفــئــدةٍ تــغـريـكَ بَــدَّتُـهـا … أراقــهــا وَلَــــهٌ بـالـسـيـفِ لــــم تُــــرَقِ
لـبـثـتُ أرقـــبُ حـسـنـاً والــهـوا قُــبَـلٌ … لـنـاظِـرَيَّ بـطـيـبٍ طـيِّـب الـنَـشَقِ
هِـيْ مـن بـقبتها قـلبٌ يـهيمُ بـها … أقـصاهُ فـي قـرطها كـالبدر فـي الـغسقِ
أصـيـلها طَـلِـقٌ يـزهـو بـصـخرتها … والـشـمسُ تـرقـبُ كُـفـئاً ضـاحِـكَ الـطَلَقِ
شـمـسانِ فــي أفـقـي قــد جــل بـارئـها … كـأنـما فُـتِـقا مــن بـعـدِ مُـرتـتقِ
زانـــت أهـلـتُـها عُــنْـقُ الـسـمـاءِ بــهـا … هـــلالُ حـلـيَتِها درٌ عـلـى الـعُـنُقِ
يــا نـاجـياً مــن هــواهُ مــا الـهـوى تـعبٌ! … إلا هـواها هـوىً يُـنجيكَ بـالغرقِ
مــن ذاقَ مـرَّ حـلاها بُـنَّ مُـصبَحِهِ … مـن سـكرةِ الـوجدِ لـم يـثمل ولـم يَـفُقِ
تـسقي بـجامٍ مـريءُ الـسقيِ مـشرَبُهُ … لن تدركَ القعرَ مهما أدركتكَ سَقي
فـاسـترقصتنيَ والأنــواءُ مـسـدلةٌ … حـتـى حـسـا الـنَّـوءَ مـنـها غـدرُ مـغتبقِ
ذا مـثـقِلٌ كـتـفي مــن وزر كـربـتهِ … أعـيانِيَ الـثَّقلُ حـتى نِـمْتُ فـي أرقـي
مــن دخـنـهِ الـلـيلُ قــد شـابـت ذوائـبـهُ … ســادت نـوائبهُ فـي بـكرة الـفلقِ
هـبَّـت تـصـيحُ وفــي أوداجِـهـا عُـقَـدٌ … مـن غـيظها آيـذا مـن نـومك اسـتفِقِ
فـقمتُ فـي هَـرَعٍ كـالحيِّ مـن جَـدَثٍ … مـن صوتها جفَّتِ الأرياقُ في الحُلُقِ
وبـــتُّ أرمُـــق والـجـوناء تـرمُـقني … والــروحُ تُـزهَـقُ مـمـا يـسـتقي رمـقـي
واحمرَّتِ الغيمُ من وهجِ اللظى,عجبي !… ما ليم من ظنها ذي حمرةَ الشفقِ
جــاسـت خــلائـقُ صـهـيـونٍ بـمـفـسَدَةٍ … بـيـن الـديـارِ كـخـلقانٍ بــلا خُـلُـقِ
لـكـم أُريــقَ بـهـم عــرقُ الـحياة ومـا … ذي يُـشفَ مـنبِتُها مـن كـيدِهِم يُـرَقِ
وكـــم أُذيـــقَ بــهـم مـــرٌّ يــمـرُّ عــلـى … دهــرٍ حـبـاهُ إذا مــا أنـفـثوا يَــذُقِ
يـشـكو وأُنـصِـتُ لـلـمحنيِّ هـيـكَلُهُ … عـن ذُبِّـلِ الِّـسِّربِ فـي أوراقِـهِ الـوُرُقِ
مـذ عـبدُ حـيبا طـوى شـكواه في رقَمٍ … عن صحب داودَ للفرعونِ في الأفقِ
لـكـم نـهـشنَ نـيـوبُ الـقومِ فـي شَـرَهٍ … ظـهرَ الـزمانِ وزادوا الـقرحَ بـالحُرُقِ
ويــحٌ كــأنَّ فـحـيحَ الـخـبثِ مـنـتَعِلٌ … وُشــحَ الـوفـاءِ فـغـطوا الـدهـرَ بـالخِرَقِ
تـكوينُ أسـفارِهِم قـد بـاحَ عـن نَجَسٍ … قد قيل فيهم من الأمصارِ في العُرُقِ
نــادى الـزبـورُ وأثـنـى الـذكرُ لـن تَـرِثوا … مـساكِنَ الأرضِ غـيرَ الـصالح الـوَبِقِ
حـتى تـهاربَ ذاكَ الـجمعُ مـن زُمَـرٍ … خـلقٌ كـما الـصفوِ لا خِـلقٌ كـما الـرَّنقِ
شـتـانَ بـيـنهما مــن بـأسـهم حـسـبوا … ســرابَ قـيـعتهم مــاءاً مـن الـوبق
فــي غـمـرةِ الـوغـي بـاتـوا بـيـنَ مـنـصَرِعٍ … أو بـينَ مـقتتَلٍ مـستنزَعِ الـرَمقِ
كـرُّ الـحماةِ مـردُّ الـروحِ فـي جَـسَدٍ … مـن طـيبِ قـدسٍ عـن الأزهارِ مُستَرَقِ
كــالـدرَّ مـكـنـونةً تُـخـفي عـجـائبَها … تـاريـخُ مـقـدسنا كـالـبحرِ فــي الـعُـمُقِ
عــز الـجـليل لـما يـبريهِ مـن حـمأٍ … سـبحان مـن خـلق الإنـسان مـن عَـلَقِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى