مقامات السرد الروائي عند الغيطاني

د.بليغ حمدي إسماعيل

(أ ) مدخل إلى السَّرْدِ الروائي:

تكاد تكون مهمة القاص صعبة المنال والمراس نسبيا في محاولته اقتناص لحظة إبداعية للسرد التاريخي، وهذه اللحظة تبدو استباقية لدى الموهوبين في القص والمتميزين في حرفة الحكي، وهذا الرهان الأدبي قلما تحقق لروائيين يمكن توصيفهم بالمنتمين لعوالهم الإبداعية، وهي موهبة تثقلها الصناعة بامتلاك أدوات وتقنيات السرد والحكي كما في حالة عميد الرواية العربية نجيب محفوظ الذي أمهر حق الإبهار في استلاب قارئه صوب نص مفعم بإحداثيات سردية تدور في أفلاك تاريخية لاسيما في عبث الأقدار وكفاح طيبة ورادوبيس وغيرها من الروايات التاريخية التي بدأ بها محفوظ مشروعه الروائي الطويل.

وإذا كان نقاد العصر الحديث منذ طروحات محمد مندور النقدية أشاروا إلى العلاقة التزامنية بين بدايات السرد الروائي لدى صناع التجربة القصصية العربية وبين النص التاريخي بوصف الأخير رافدا خصبا لا ينضب من الحكايات وأعاجيب الأخبار، فإن الذين التزموا بتوافر النص التاريخي لدى سردهم القصصي من أمثال كاتبنا جمال الغيطاني قليلون، لاسيما إذا تحول سرد النص التاريخي إلى حكاية تتفوق بإحداثياتها على حدث التاريخ نفسه.

والغيطاني حينما لجأ إلى حدث التاريخ فهو لا يعتمد على ذيوع الحكاية التاريخية بل يعمد جاهدا إلى نقل القارئ إلى موقع النص الأصلي بل ويبدو هذا القارئ مشاركا فاعلاً في تفاصيل مشهد الحكي.

ولطالما افتتح النقاد حديثهم عن الرواية بالسرد القصصي، واجتهدوا في رصد حالات السرد ومقاماته وأحواله التي تبدو أكاديمية نسبيا وبعيدة عن رصد حالة الحدث الإبداعي أي الرواية ذاتها، إلا في حالة الروائي المصري جمال الغيطاني فالسرد يرتبط به طوعا بغير كراهة، وربما إذا طفق النقاد المتقدمون في تأصيل السرد كمزية أصيلة للرواية بأنه – أي السرد – يعني التتابع والانتظام مما يوحي للقارئ العادي غير المتخصص بأن الرواية عمل رتيب يصف الواقع دونما أي تجديد أو إثراء له بالتأويل والتوصيف.

لكن سردية جمال الغيطاني متغايرة فهي لا تعني أو تهتم بتتابع نص الحدث في صورته التاريخية أو حتى تتابع الأحداث بتقاليدها النقدية المستدامة، بل يلجأ دوما إلى تقنيات استثنائية يمكن توصيفها بكلمة واحدة وهي التجلي.

وفي حالة التجلي التي أعتقد أن الغيطاني كان يقصدها وهو يخط رواياته وتحديدا روايته الأولى “الزيني بركات” يضطر الغيطاني وهو مقتنع أن ينقل قارئه صوب مشاعره السردية، بمعنى أنه نجح بامتياز وكفاءة في انتزاع الانفعال من القارئ، وهي نتيجة قلما تتحق لدى روائيين، ويمكن رصد تلك الحالة أيضا في رواية “أصابع لوليتا” للروائي الجزائري واسيني الأعرج، ومجمل أعمال الروائي عبدالرحمن منيف.

وإذا كان السرد في عمومه النقدي يعمد إلى تكريس تقنية إجراء الحوار الداخلي “المونولوج” فإن الزيني بركات الحالة الأولى الساحرة للغيطاني نجحت في إجراء حوار من نوع خاص وفريد في ذهن القارئ لإحداث شراكة مستدامة بين النص والحدث التاريخي والقارئ، والسردية الجديدة التي بدت تاريخية وفقا لتاريخ إصدار الرواية اقتضت إلى الوصول بنتيجة واحدة وهي كلما اقتنع القارئ بأنه شريك أصيل في الحدث اكتفى الروائي بأنه امتلك بالفعل بوصلة الحدث القصصي بل وعدم فكاك القارئ من الشَرَك (بفتح الشين والراء) السردي.

وإذا ما فكرنا في تناول المشروع السردي عند الغيطاني والذي تمثل في روايات رسالة في الصبابة والوجد وهاتف المغيب وحكايات الغريب وشطح المدينة وغيرها من الروايات، فإن السرد عنده لا يهتم بالحكي المباشر بقصد ما يعني بسبر أغوار اليقين.

والغيطاني وهو يحاول الوصول إلى إنجاز هذه المهمة يبدو أكثر وعيا بتجارب من سبقه من المبدعين العرب، لكن تظل مشكلته السردية – وإن حق التوصيف عبقريته السردية – هي أنه خارج السرب في تغريده على مستويات التقنية السردية بلغة الغائب الذي يتطلب حضورا دافقا بذهن القارئ، والأدوات والتكنيكات الروائية المتمايزة واستحضار صور تاريخية، ولاشك أن استحضار التاريخ بأحداثه صنع حالة من الدهشة الدائمة للاكتشاف داخل النص، ولعل إيجاز حدث تاريخي في صورة سردية إبداعية يخلق إيقاع إزاء الحدث الذي يبدو قلقا ومرتعدا مما يحفز القارئ في انفعاله صوب النص من ناحية، ويعزز التكوين السردي غير المشابه من ناحية أخرى.

( ب ) مَقَامَاتُ الغِيْطَانِيِّ .. مِنْ السَّرْدِ إلى الوَعْيِّ المَعْلُومَاتِيِّ:

ليس مشكلة في أن تستحيل كاتبا، فالمفردات والألفاظ مطروحة على قارعة طريق اللغة، لكن الأصعب أن تكون ذاك الكاتب القارئ، وهذا الدور المزدوج يجعل الكاتب كرها ملتزما أمام قارئيه في أن يقدم لهم قدرا معرفيا ومعلوماتيا مهما يشارف اكتمال ثقافة الآخر الذي يجد ملاذه المعرفي عند كاتبه، هذا الدور قام جمال الغيطاني عبر مشروعه القصصي الطويل، ومن خلال نثرياته المدهشة، وكبار الكتاب والشعراء من أمثال توفيق الحكيم ويوسف إدريس وأدونيس ويوسف الخال ومحمد الماغوط مرورا بالاستثنائي محمود درويش وجمال الغيطاني وواسيني الأعرج وأحلام مستغانمي وغيرهم كانوا يمررون قدرا معرفيا مذهلا عبر سياقاتهم النصية الإبداعية أو السردية مستهدفين خلق حالة من الوعي المعلوماتي لدى القارئ الذي اختلف دوره عن السابق بعد أن استحال شريكا فاعلا في النص غير هذه الشراكة الباهتة التي أشار إليها رولان بارت بإعلان موت المؤلف.

فالمؤلف لم يعد ميتا كما استحال في سبعينيات القرن الماضي، ولم يعد إلى أدراجه القديمة منعزلا عن نصه؛ بل هو الصوت الآخر الذي يدفع القارئ إلى البحث عن مزيد من التفاصيل واقتناص الإحداثيات السردية بمعاونة الكاتب نفسه.

وجمال الغيطاني الغارق في تفاصيل الوطن وتراثه الأصيل استطاع أن يوفر هذا الوعي المعلوماتي لدى قارئه الأمر الذي يدفعنا بأن نجعله في زمرة الكتاب الحجاجيين؛ أي الذين يمتازون بإقامة الحجة عن طريق تدعيم الطرح الفكري بطروحات فكرية وفلسفية ذات شراكة متماثلة بعض الشيء. يبدو هذا الطرح المعلوماتي في تفاصيل المشهد السردي للكتاب والذي نجح الشعر بقوالبه أن يفرض سطوته وقوته القمعية في إحداث التأويل والإمتاع ومن قبلهما الدهشة لدى القارئ من خلال الصورة والتصوير الفني لأحداث تبدو سياسية محضة، وفيها يدعم الغيطاني طرحه الفكري بأفكار ومساجلات فكرية تؤدلج الدور السياسي للمثقف وأنه ليس بالقطعية تنظيريا أو مكتفيا بالمتابعة بدون المشاركة في صنع القرار السياسي، وأنه بمثابة أيقونة شرعية للحراك المجتمعي.

ومن البدهي لقاص استثنائي ماتع كالغيطاني أن ينقل لنا عبر صوره السردية النثرية ملامح ثقافية شتى لعصور بائدة زمنيا باقية بتفاصيلها المكانية، حينما يريد المزج بين حدث معاصر له والحالة الوجداني لجيل سابق لم يعاصره، لاسيما وهو يتحدث طبائع الحكم والسياسة والبصاصين وممارساتهم، الأمر الذي نجده على الشاطئ الآخر يبدو مغايرا لسمات الكاتب التي تبدو شاعرية حينما يقرر تناول بعض القضايا السياسية الأكثر رواجا في عصر الدولة الفاطمية، وهو يسطر روايته “الزيني بركات”.

مثل هذه الإشارات هي بالطبع خير دليل على استنارة الكاتب حينما يعرض قضيته باحثا عن أدلة شافية وكافية لتبرير عرضه السردي وتدعيم أفكاره المطروحة. والمستقرئ لهذا الطرح يجد ثمة مشاكلة وتماثل بين وقائع الحياة السياسية والبوليسية في الدولة الفاطمية وبين الأحداث والمشاهد الزمنية المصاحبة لوقت كتابة الرواية.

( ج ) الزِّيْنِي بَرَكَات .. مَسَاحَاتٌ مِنْ الحِجَاجِ السَّرْدِيِّ:

حينما صدر كتاب “جوع الواقع موت الرواية .. نوع أدبي يحتضر” للناقد ديفيد شيلدس اصطدم الروائيون ولهجوا في الدفاع عن طرحهم السردي طارحين فكرة المؤلف وزعمه بأن قوة الواقع وتفوقه على الرواية هي التي قضت على وجودها كجنس أدبي استطاع أن ينتزع من الشعر أيقونة ديوان العرب.

وسواء اتفقنا مع أفكار ديفيد شيلدس أم اختلفنا جذريا فإن الرواية المعاصرة والراهنة هي بشك في مرحلة معاناة حقيقية يمكن توصيفها في ملامح محددة، منها حالة الغياب بين النص والقارئ والتي مفادها لغة النص ذاتها، لذلك فإن رواية “الزيني بركات” رغم قدم تاريخ نشرها إلا أنها تعد بمثابة حافز إيجابي يدفع القارئ العربي لتجديد علاقته بفن الرواية، لاسيما وأنه ـ القارئ ـ يجد وطنه حاضرا بقوة في سياقات الرواية، ويلحظ فتنة المدينة التي لطالما هرب من سطوتها بنفس القدر الذي يدفعه إلى النزوح النهائي إليها.

وأهم من ذلك كله فإن الطرح النصي الذي قدمه لنا الغيطاني في روايته “الزيني بركات” هو طرح العلاقة بين الوطن والمواطن، تلك العلاقة التي تحتاج إلى تحليل نفسي صوب الحاكم والوطن وقضايا المجتمع المعيشية وبعض القضايا المجتمعية كتريبة السكان وانتماءاتهم الأيديولوجية والزواج والارتقاء العلمي وغير ذلك من الطروحات الاجتماعية التي تربط المواطن بوطنه ومجتمعه، لذلك فإن القارئ لا حرج عليه في كونه مستلبا صوب الرواية وأحداثها وبطلها الذي لا تستطيع أن تتعاطف معه، في الوقت الذي تجد نفسك فيه أكثر المدافعين عن سيرته ومسيرته.

إنها دهشة السارد / الغيطاني، وهو المسئول الأول والأخير عن تقديم الكلام عن شخوصه لاسيما شخصية الزيني بركات بن موسى محتسب القاهرة والوجه القبلي كما تذكر الرواية الماتعة، ودهشة الغيطاني ليست في سرد التفاصيل وعرض إحداثيات حوارية تقضي على ملل الوصف والتوصيف، بل من حضور القارئ الذي يوهمه الغيطاني بواقعية النص المسرد من خلال مشاهد وملامح كالإيفادات والإشارات التاريخية ووصف الإطار العام للمشهد، وحضور السارد نفسه الذي يجعل القارئ يفتش أكثر عن ما يشبغ شغفه بتوصيف البطل.

( د ) الغِيْطَانِي يُؤَسِّسُ بِدَايَاته السَّرْدِيَّة:

في رواية “الزيني بركات” سعى الغيطاني أن يقدم لنا حكاية رجل تضطر طوعا من مقدمات سردية شارحة أشبه باللمحة الدالة السريعة للتعاطف مع الحكاية، وهو يقدم لنا تمهيدا بشخصية الزيني بركات بن موسى الرجل الأكثر غموضا حتى في تحديد ملامح شخصيته نفسيا، هذا التقديم أشبه بلحظة الوسن التي تحدد العتبة الفارقة بين الحالة النوم الكامل وبين حالة اليقظة غير المستقرة، هذه اللحظة نجح الغيطاني في خلقها لدى القارئ حتى يتمكن من عرض مشاهده المتتابعة لسيرة مدينة.

لكن الغيطاني يؤسس لسرد مختلف إذ تراه أشبه بالمسرحيين وهم يدشنون أسسا لفنهم، فهو كذلك في رواية الزيني بركات، يعتلي مسرحا سرديا يقص التاريخ بعدسات غير متمايزة رغم أنه لا يدخل في قالب المسرح وكنهه، فهو لم يتبع القوالب الفنية الجاهزة لكتابة الرواية بل عمد منذ البداية إلى تأريخ السرد والحكي بصورة مغايرة لما اتفق عليه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حينما ازدهرت الرواية واستحالت إلى أفلام سينمائية ذات شهرة.

فبرغم كون الرواية حدثا تاريخيا محضا يحكي سيرة رجل وعصر إلا أن الغيطاني لم يكترث بتصعيد الحدث التاريخي إلى سدة الاهتمام القرائي مثلما اهتم باستقطاب الدهشة والمتابعة لدى القارئ في التعرف على مزيد من الحكايا المرتبطة بالشخوص أكثر مما ترتبط بالأحداث التاريخية. فأنت تطالع شخوصا كثيرة مختلفة المهن والطبائع والأمكنة والثقافات، وفي كل شخصية أنت مضطر تماما إلى نسيان الحدث التاريخي المسطور في كتب التاريخ لاكتشاف ملامح أكثر دهشة عن طبائع هذه الشخوص، فتجد نفسك مهموما بتتبع تفاصيل شخصيات مثل العطار، وإبراهيم بن السكر والليمون وسماح وعلي بن أبي الجود وعمرو بن العدوي وسعيد الجهيني وشخصيات أخرى كثيرة والشيخ أبي السعود والغلام شعبان وأمراء مثل طغلق وقشتمر، وفي كل هذه الشخصيات لم يقع الغيطاني في فخ التنافر والتفكك البنائي للحدث الرئيس بل استطاع أن يقبض بإحكام على متابعة القارئ للحدث.

( هـ ) لَحْظَةُ القَبْضِ عَلَى الزِّيْنِي بَرَكَات:

كنت أتوقع ـ وغيري كثير ـ منذ الإطلالة الأولى لعنوان الرواية أن الغيطاني يريد أن ينقل إلينا صورة مركزية لشخصية محورية تدور الرواية حولها، لكنه بحق نجح في الهروب من الشرك التاريخي المحوري لينقل لنا صورة مركزية على الشاطئ الآخر للسرد، مركزية المدينة. هذه المركزية نقطة السر التي حولت النص التاريخي التتابعي إلى خطاب إبداعي، والتعبير عن أحاسيس المجتمعات العربية غير المستقرة سياسيا والتي قررت ان تختار الحرية كرهان واحد أخير.

ولربما حينما استطاع الغيطاني أن يلم تاريخيا بحقيقة شخصية الزيني بركات بن موسى محتسب القاهرة والوجه القبلي من خلال النصوص التاريخية المتناثرة والقليلة التي جمعت أخباره، أمكنه أن يخفي الزيني بصوته ووجوده الفعلي داخل النص من أجل أن يجعل القارئ يمارس دورا قرائيا إبداعيا هو التوصيف الجسدي والنفسي والذهني الجديد لشخصية البطل.

وأعتقد أن الغيطاني منذ خطه لسطور روايته “الزيني بركات” وضع رهانات جديدة للسرد الروائي وهي حضور القارئ بقوة رغم انفصاله زمنيا عن حدث الحكي.

وحينما أمكن للغيطاني القبض بإحكام على شخصية الزيني بركات تاريخيا وقام بتشريح الشخصية نفسيا واجتماعيا في سياقات الرواية استطاع أن يفضح آليات المجتمع وقام بنقد المجتمعات العربية في زمن كتابة الرواية في ضوء تقنيات وإحداثيات تاريخية لم تنفصل زمنيا عن واقع مشهود.

إن الزيني بركات إحساس عميق بالتاريخ الذي يلقي بظلاله على واقع معاصر مر، وإذا كان هناك ما يعرف عند أهل الاختصاص من اللغويين بالمشترك اللفظي، فإن الغيطاني ابتكر ظاهرة المشترك السردي وهو الإحساس العميق لدى القارئ صوب الحدث. وحينما أحكم الغيطاني قبضته على شخصية الزيني بركات بن موسى حدد بوضوح سردي دور شخصية البطل في رصد تحولات المدينة، وصياغة رؤية المدينة المستقبلية، ووظيفة المجتمع.

( و ) نَمُوذَجُ المَرْأةِ فِي رُوَايَةِ الزِّيْنِي بَرَكَات:

هل يمكن لكاتب احترف اقتناص الحدث التاريخي لسرده بصورة إبداعية أن ينجو من شَرَك ظاهرة المسكوت عنه في الرواية العربية؟ والإجابة تأتي بالنفي رغم أن الغيطاني روائي يجيد فن الحكي التاريخي الذي يحمل في طياته صورا سياسية إلا أنه غير بمنعزل عن ارتباط المناخ السياسي بالحراك الاجتماعي والذي تشكل فيه المرأة عنصرا فاعلا وأحيانا يبدو هذا العنصر المحرك الرئيس للحدث. فالرواية على امتدادها تصيح بحالات من البوح والاعتراف بمجتمع ذكوري أطَّر لتوجه ثابت وقطعي صوب المرأة لم يتغير إلا بفعل تحول المجتمع نحو المدنية والاعتراف الصريح بحقوق المرأة وواجباتها أيضا.

لكن رواية الغيطاني ذكورية مباشرة بمعنى أنها تهتم بالحدث الذي يكون بطله الرجل وربما هذا الاتجاه جاء مطابقا لعصر تاريخي تناوله الروائي بصورة إبداعية فلم يكن من الطبيعي إيجاد أدوار مغايرة لجنس بدا محتجبا تمارس عليه صنوف شتى من الإقصاء الاجتماعي، فصورتها في الرواية لا تتجاوز كونها فريسة جسدية لنزوات رجل يمتلكها، أو مصدرا للإغواء والمتعة، وجارية لا تملك قرار حريتها، أو زوجة تتمرد حينا لكنها لا تعزم الرحيل، وفي نفس الوقت نجد صورة المرأة الساكنة الوديعة ذات الوجه الصبوح التي تليق بالعشق والغرام.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى