«رواية بيروت».. عرض ثلاثي الأبعاد لتاريخ مدينة

فاتن حموي

تفتتح «مهرجانات بيروت الثقافية» دورتها الأولى، (التاسعة من مساء الليلة)، برنامجها الفني باحتفالية ضخمة بعنوان «رواية بيروت» تحكي عراقة وحضارة ومقاومة وجمال واحتلال وأمل بيروت ضمن بوتقة موسيقية وصورية عبارة عن عرض ثلاثي الأبعاد. استقدمت لهذه الرواية قبّة دائرية عملاقة بعرض أربعة آلاف متر مربع، يتوسّطها مجسّم لساعة العبد التاريخية، من الولايات المتحدة الأميركية إلى واجهة بيروت البحرية كمنصة لعرض الرواية، على أن تُعرَض الرواية أيضاً مساء غد وبعد غد.
يقول مهندس المشروع ومخرجه المدير الإبداعي دانيال الجرّ في حديث لـ «السفير» إنّها تجربة فريدة من نوعها في لبنان لا بل في العالم، وطاقم العمل المؤلف المجنّد – لترى هذه الرواية النور – بالمئات. «هناك مجموعة من البرامج الكومبيوترية الخاصة تمّ بناؤها ليستطيع المشاهد أن يرى بأمّ عينه ومن جميع الاتجاهات، كل الصور المتعلّقة بحقب مختلفة من بيروت، وسيكون الجمهور محاطاً بشاشات تنتشر في كلّ زوايا القبة، بحيث يمكنه متابعة اللوحات المعروضة أينما اتجه بصره، يذكر أيضاً أنّ تكلفة القبّة مرتفعة جداً وأنّ الرئيس نجيب ميقاتي قدّم الأرض حيث وضعت هذه القبّة».
بدأت الفكرة بحسب الجرّ منذ أكثر من سنتين، حيث كان من المقرّر وبحسب الاتفاق مع رئيسة المهرجانات لمى سلام أن تعرض «رواية بيروت» في ساحة النجمة وأن يحصل العرض الصوري على الأبنية المحيطة بالساعة وأن يكون الجمهور في الساحة، إلا أنّ الحراك المدني حال دون اكتمال عناصر الفكرة، «أعدنا تدوير فكرة تغيير المشروع وكانت القبّة».
ويرى الجر أنّ الرواية ليست درساً في التاريخ، بل هي لوحات لبيروت، كل لوحة تكرّم عهداً أو تتحدّث عن حقبة، «مع موسقة تليق بكلّ لوحة وبتاريخ بيروت العظيم، وذلك من خلال نصوص من كتابة جورج خباز وأداء صوتي لجوزيف بو نصّار، الذي يمثّل صوت بيروت ويحكي باسمها». ويعزو الجر ارتفاع أسعار البطاقات بسبب التكلفة المرتفعة للقبة والتجهيزات الخاصة بالضوء والصوت وكل التفاصيل التكنولوجية، «القبة تتسع لألف وخمسمئة شخص، وبالتالي سيتاح لأربعة آلاف وخمسمئة شخص متابعة الرواية. تتراوح الأسعار بين 100000 و 300000 ليرة لبنانية، مؤكّداً وجود عروض مجانية في مهرجانات بيروت، «هذه التكلفة تشكّل ربع الأسعار العالمية، لأنّ هذه التقنية لا تستخدم سوى مدة عشر دقائق أو عشرين دقيقة كحد أقصى بينما عرض «رواية بيروت» هو على امتداد ساعة كاملة». يعلن الجر أنّ رواية بيروت ستصوّر «لكن التصوير سيفقد العمل عظمته، إذ كل تقنيات العالم لا يمكن أن تصوّر 360 درجة لتعرضها عبر شاشة واحدة».
موسقة الرواية
من جهته أعلن المؤلف الموسيقي غي مانوكيان الذي يتولّى الإشراف على البرنامج الموسيقي للعرض أنّ عمله الموسيقي ينقسم إلى أقسام عدّة «ما قمت به هو وضع موسيقى تصويرية سينمائية على مستوى هوليوودي، مع كلّ لوحة هناك نوع ونمط موسيقي مختلف، لحّنت بوليرو جديدة تتناسب مع مشهد مهم جداً يحكي عن فترات الاحتلال لبيروت، كما قمت بتوزيع جديد لعدد من الأغنيات منها «راجع يتعمّر لبنان» للراحل زكي ناصيف، وهناك «ميدلي» عن أيام بيروت الجميلة يتضمّن أغاني السبعينيات الجميلة منها أغنيات لفرقة البيجيز وغيرهم، ولحن كارينا بورانا لكارل أورف بطريقة حديثة، وأغنية Can›t Take My Eyes Off You لغلوريا غاينر بتوزيع شرقي ستغنى مباشرة». يضيف مانوكيان أنّه سيكون حاضراً برفقة بيانو كلاسيكي وآخر كهربائي، وسيتولى العزف على الاثنين معاً إلى جانب أروكسترا فيلهارمونية بقيادة المايسترو إيلي العليا. تضمّ الفرقة أكثر من خمسة وستين عازفاً، مجموعة منهم من المعهد العالي للموسيقى ومجموعة من العازفين ينتمون إلى فرقة مانوكيان، إلى جانب كورال من عشرين شخصاً،
تُختتم الرواية بأغنية تحكي عن الأمل آثر مانوكيان أن تبقى مفاجأة، «كل هذا العمل هو لبيروت أتمنى أن يخرج الحاضرون من القبة ليسألوا أنفسهم، ماذا فعلنا في المدينة الجميلة ولها. علينا أن نتوقّف عن تدميرها وعلينا أن نتحمّل المسؤولية تجاه بيروت التي قاومت كلّ المحتلين وصمدت. من حق بيروت أن نحمي ثقافتها وعمرانها وإنسانها».
يختم مانوكيان بالقول إنّ رسالته الأساسية من خلال مشاركته في هذه الاحتفالية هي لتذكير الناس بأهمية بيروت ومقاومتها، «هي مركز العالم بالنسبة إليّ»، مؤكّداً بدوره أنّ مدّة عرض الرواية لن يتخطى الساعة، «هناك وقفتان بمثابة استراحتين من دون لوحات صورية».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى