شرارات الألوان في ‘لهيب’ تنتقد الاوضاع في تونس

في معرض “لهيب” للفنانة التشكيلية التونسية آمال بن صالح زعيم تتراقص شرارات الألوان فتطلق إشارات تنتقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية بلمسة جمالية لا تخلو من السخرية في بعض الأحيان والسخط أحيانا أخرى.

وأطلقت الفنانة التونسية العنان لأحاسيسها الملتهبة لتشكل لوحاتها بأسلوب تجريدي حيث اختلطت فيها الألوان بانسجام وتشابكت فيها الخطوط بنظام لتمرر رسالات تعبر عن الوضع الاجتماعي والسياسي الحالي.

وتقول زعيم التي تنظم معرضها في رواق (ايقار) للفنون بتونس العاصمة “لهيب.. هو ثورة في وجه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي نعيشها اليوم بسبب الأزمات وويلات الحروب.. هو ما نشعر به ونعيشه في الوقت الحالي وربما يكون شعلة الإبداع في وجه كل هذه المشاكل”.

وأضافت “الأسلوب التجريدي يمنح الفنان حرية في التعبير ويجعله يتوغل في الخيال ويغوص في الألوان ليكشف أحاسيسه بصدق لا حدود له”.

وطالما هيمنت مشكلات تونس والدول العربية على أعمال وأفكار زعيم التي درست الفنون التشكيلية في المعهد الثقافي الإيطالي وأقامت معارض جماعية وفردية في فرنسا وكندا والمغرب ومصر.

وتقول عن لوحة بعنوان “الربيع العربي” طغى عليها اللون الأخضر القاتم والأسود إنها تمثل إسقاطا “على الأزمات التي ظهرت عقب ثورات الربيع العربي والضغوط التي يعيشها الإنسان بسببها لكن ما زال الأمل باقيا بعودة السلام والأمان”.

وتضيف الفنانة التونسية “يجب على الفنان أن يلتصق بالواقع وهموم الإنسان ويعبر عن معاناته وآماله على الصعيد الاجتماعي والسياسي برؤية فنية جمالية.”

وفي لوحة مثيرة تحمل عنوان “دون استئذان” لجأت زعيم لتقنية الحرق عندما وضعت هواتف نقالة وبطاقات شحن محروقة في إطار خشبي محروق أيضا.

وقالت “التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين .. رغم إيجابياتها تحمل سلبيات كثيرة مثل الانعزال وغياب التواصل العائلي”.

كما اعتمدت تقنية الحرق في لوحة بعنوان “لذة الانتحار” عندما رسمت رئة إنسان بداخلها أوراق علب سجائر محروقة مساهمة منها في محاربة ظاهرة التدخين “القاتل الصامت”.

وحملت لوحة أخرى عنوان “انعتاق” دعوة للانعتاق من ضغوط الواقع وكسر قيوده والتحليق بالخيال بعيدا نحو الحرية والأمل.

وبرزت في المعرض لوحات أخرى بعنوان “الثورة المجهضة” و”رسالة” و”الشهيد” و”تحرر” طغت عليها الألوان القاتمة بينما تضمنت لوحة “الملاك الحارس” ألوانا زاهية نسبيا في إشارة لبريق الأمل.

وتواصل الفنانة التشكيلية العمل على تطويع الأحداث التي يعيش على وقعها وطنها في لوحات فنية تعكس الواقع الإجتماعي والسياسي وبعد معرض “الكرسي” نحتت الفنانة بريشتها “العشق الأزرق” المقتبس عن الشريط الوثائقي “460” للصحفي عبداللطيف القروري.

وركزت في معرضها السابق “العشق الأزرق” على قوارب الموت والهجرة غير الشرعية.

 

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى