ملتقى الرواية الجزائرية: جَسر هوّة

الجسرة

 

 

ابتداءً من غدٍ الأربعاء، وعلى مدار يومين، يستضيف “المسرح البلدي” في محافظة سطيف، شرقي الجزائر، فعاليات الدورة الأولى من “الملتقى الوطني حول الرواية الجزائرية”، بمشاركة عدد من الروائيين والأكاديميين.
الملتقى، الذي تنظّمه “جمعية النبراس الثقافي”، يسعى إلى “معاينة أسئلة الرواية الجزائرية في منعطفاتها المختلفة، من حالة التصلّب على الشكل الكلاسيكي للرواية، إلى حالات التجريب المختلفة التي تفرضها رهانات الواقع والتاريخ”.
ويطرح الملتقى أسئلة من قبيل: “هل استوعبت الرواية الجزائرية إجناسياً مستويات التجارب الروائية؟ وما هي التحوّلات التي طرأت على الرواية الجزائرية من جهة الهيكلة أو البنية على المستوى الإجناسي والموضوعاتي؟ وما هي أهم محدّدات الرؤية المرسومة في الرواية؟”.
تحمل الدورة الأولى عنوان “الخطاب الروائي الجزائري من منظور الحوار بين الناقد والروائي”. ويبدو من العنوان، إضافةً إلى برنامجها الذي يجمع عدداً من النقّاد والروائيين على طاولة واحدة، أن الملتقى يهدف إلى إشراك الطرفين (الروائي والناقد) في رسم الصورة الكاملة، بدل الاكتفاء بوجهة نظر أحدهما.
تتوزّع أشغال الملتقى على أربع جلسات تضمًّ كلُّ واحدة مداخلاتٍ لنقّاد يقرأ كلّ منهم تجربةً روائية معيّنة، ثمّ تتلوها مداخلات لهؤلاء الروائيين، قبل أن يُفتح باب النقاش والحوار.
في الجلسة الأولى، التي يديرها الكاتب والناقد السعيد بوطاجين، يتحدّث حبيب مونسي عن تجربة عبد الوهاب عيساوي، وفيصل حصيد عن تجربة أبو العباس برحايل، ووليد عثماني عن تجربة الخير شوار، قبل أن يداخل الروائيون أنفسهم، إضافةً إلى إسماعيل يبرير الذي يتحدّث عن روايته الجديدة “مولى الحيرة”.

وفي الجلسة الثانية، التي يديرها الكاتب والأكاديمي سفيان زدادقة، يتحدّث كلّ من اليامين بن تومي عن تجربة كمال قرور، ومبروك دريدي عن تجربة حسين علّام، قبل أن يداخل الروائيان، إضافةً إلى حسيبة موساوي.
أمّا الجلسة الثالثة، التي يُديرها رشيد بلعيفة، فيتحدّث فيها كلّ من هاجر مدقن عن تجربة هاجر قويدري، وحمزة بسو عن تجربة فيصل الأحمر، وطارق ثابت عن تجربة سفيان مخناش. وكما في الجلستين السابقتين، يداخل الروائيون الثلاثة للحديث عن تجاربهم من وجهة نظرهم الشخصية.
في الجلسة الأخيرة، التي يديرها نبيل غدوسي، يتحدّث كلّ من وافية بن مسعود عن تجربة رابح ظريف، ومحمد لمين بحري عن تجربة محمد مفلاح، وعلاوة كوسة عن تجربة صديق الحاج أحمد الزيواني، قبل أن يتحدّث الروائيون الثلاثة، إضافةً إلى حليمة مالكي.
إضافةً إلى الجلسات، يتضمّن الملتقى عدداً من النشاطات الأخرى؛ من بينها معرض للكتاب، وتكريم لكلّ من السعيد بوطاجين وأمين الزاوي ومبروك دريدي، وثلاثتهم يجمعون بين الكتابة الأدبية والعمل الأكاديمي، كما يُستعاد مسارا الكاتبين الراحلين رابح بلعمري ونور الدين عبّة، من خلال محاضرة للأكاديمي منير زلاقي.
في حديثه إلى “العربي الجديد”، يقول الكاتب والأكاديمي اليامين تومي، أحد منظّمي الملتقى، إن الأخير يحاول “إيجاد علائق جديدة وفتح جسور فعّالة بين الإبداع والنقد، أو على الأقل تقليص المسافة بين الناقد والروائي، وأيضاً إذابة الجليد بين الفاعلين في المشهد الروائي، وبعث مساءلة في تلك العلاقة تقوم على حوارية جديدة في ما يحكم علاقة الروائي والناقد، وذلك كلّه لصالح الرواية الجزائرية”.
يضيف: “نسعى أيضاً إلى فتح الفضاء النقدي على الرواية وتجاوز الأسباب التي قد تؤدّي إلى حدوث شرخ بين الفاعلين كتّاباً ونقّاداً، وانفتاح المساءلة الأدبية على نصوص لم تُستنطق بالشكل الكافي”.
ويختم بن تومي بالقول إن الملتقى حرص على “عدم التمييز بين التجارب صغيرة كانت أو كبيرة؛ لأن من حق الكتّاب الجدد أن يكون لهم حضور على المستوى النقدي”.

 

  • محمد علاوة حاجي
  • عن: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى