ليلى الحسيني تمضي في مشروعها الإعلامي وتفتح نافذة على يوتيوب

استبرق العزاوي

منذ أن وطئت قدماها أرض الغربة عام 2001 حتى هذه اللحظة لم تتوان الإعلامية السورية ليلى الحسيني عن تحقيق أحلامها المهنية ومشروعها الإعلامي الذي طالما عبرت عنه في أكثر من مناسبة ألا وهو بناء رسالة إعلامية عربية إغترابية رصينة ومتوازنة تلبي حاجات مجتمع الجالية من خلال باقة من البرامج المنوعة التي تهم حياة المستمع سواء المغترب أو المقيم في وطنه الأم.

فبعد أن رسخت أركان مشروعها الإذاعي عبر إذاعتها المعروفة (يو أس عرب راديو) دشنت الحسيني قناتها المرئية على قناة يوتيوب على الشبكة العنكبوتية لتعزز نشاطاتها الاعلامية وتوسع دائرة نطاقها بما يؤمن لها فضاء أرحب من التفاعل مع المتلقي الذي يبحث دوما عن الجديد في الطرح الإعلامي والمضمون الفكري فضلا عن القيمة الجمالية التي ينطوي عليها الخطاب الاعلامي، ولا ريب أن تجربة الإذاعة بالنسبة للحسيني تبقى مصدر اكتساب للخبرة في التعاطي مع المتلقي عبر الميكروفون والصور الذهنية التي تصاغ وتبث للمتلقي عبر المسامع الصوتية سواء خرجت تلك المسامع على شكل برامج أو مواد درامية وما إلى ذلك من باقة الرسائل الاذاعية التي ترسل الى المتلقي أو (المستمع).

أما في التلفزيون فإن الآليات تختلف لأن الخطاب الاعلامي يعتمد على الصوت والصورة اللذين تمتلكان تأثيراً سحرياً على المتلقي وتسهمان في دفع حالة التفاعل وإثارة الجدل حول المطروح من الرسائل.

وما يحسب للاعلامية السورية المغتربة ليلى الحسيني أنها تمكنت من إيجاد باقة منوعة من البرامج ومد شبكة جيدة من المراسلين عبر أنحاء العالم الأمر الذي جعل الجمهور يتلقى المعلومة بشكل مواكب للحدث.

ومن خلال متابعتنا لباقة البرامج التي أطلقت ضمن الدورة الرمضانية الأخيرة يمكن القول إننا شهدنا ولادة محطة تلفزيونية إذاعية واعدة وفيها من المميزات ما يجعلها تمضي قدماً في مسيرة التطور الاعلامية لاسيما أن الاعلامية ليلى الحسيني تملك قراءة جيدة في خريطة إحتياجات المتلقي المغترب الذي يتوق دوما الى ما يربطه بوطنه الام، لذا فتسعى الحسيني الى مد تلك الجسور عبر طبيعة البرامج التي تقدمها وتحاول أن ترفد المشهد الاعلامي بوجوه من الداخل مثلما شهدت تجربتها الاخيرة في برنامج مسابقات رمضان حينما استقدمت الفنان السوري القدير محمد شماط أحد وجوه مسلسل “باب الحارة” الشهير حيث أدى دوراً محبباً مستوحياً من التراث الشامي العريق لتقديم سؤال المسابقة.

ويمكن القول أن تلك الآلية التي تعتمد ربط الداخل بالخارج تتبناها الاعلامية ليلى الحسيني حتى في باقة برامجها السياسية والرياضية والصحية والاجتماعية والبرامج المنوعة الامر الذي أكسب اذاعة (يو أس عرب راديو) وتلفزيونها حلة جميلة أبقت على حالة التفاعل بين جمهور الاغتراب والأوطان.

وتحاول الحسيني نسج رسالة إعلامية إغترابية باللغتين العربية والانجليزية تقدم الصورة الايجابية للمجتمعات العربية والاسلامية عبر الخطاب المتسامح المعتدل بعدما ضجت وسائل الاعلام بأخبار التطرف والتعصب الذي ساهم في تشويش صورة العرب والمسلمين في الغرب ومن خلال رصدنا لحزمة البرامج التي تم تقديمها في هذا الموسم الرمضاني وما سبقه وما تلاه يمكننا ملاحظة طبيعة الهيكلة الجديدة التي أسبغت على البرامج طابعاً جديداً يقوم على ثنائية المتعة والمعرفة ويعكس توق فريق العمل الاعلامي المتمثل في مجموعة المراسلين والمحللين المتواجدين في الولايات المتحدة الاميركية وفي مختلف دول العالم ولا سيما في الشرق الاوسط وأبرزهم د. عاطف عبدالجواد ود. سحر خميس، ري حنانيا، محمد عبدالظاهر، رنيه عاهي، عاطف عوض، خليل هاشم، رفعت عبيد، فاطمة الجمالي، مروة مقبول، سامر لواء، مجدي فكري، حسام عبدالقادر، عادل معزب، محمد حنفي، إسلام أبوالقاسم، آمنة القاسمي، إيمان الماجري، رواء أبو معمر، فضة بو زيان، محمد عادل العريفي، مروة مغربي الذين عملوا بروح الفريق ويسعون دوماً للتجديد والتحديث.

ومن خلال ذلك المنجز الاعلامي تمضي ابنة الجالية ليلى الحسيني قدماً في مشروعها الاعلامي لخدمة قضايا العرب وتقديم وجهة نظرهم بشكل مهني وجمالي .

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى