‘أحلام متأخرة’ تهدي الرماد للاحتراق الآتي

صدرت المجموعة القصصية الثامنة للكاتبة الأردنية حنان بيروتي بعنوان “أحلام متأخرة” عن الدائرة الثقافية لأمانة عمان.

تضم المجموعة الجديدة ست وعشرين قصة في مئة واثنتي عشرة صفحة من القطع المتوسط، تتوزع مضامينها بين الاجتماعي والانساني، وتتميز بلغة مزخرفة بالصور ومزدحمة بالوصف ومشوقة للقارئ، ومغايرة لأسلوبها في السرد القصصي الذي تميزت به في قصصها.

قدمت بيروتي لمجموعتها موضحة تباينها وتفردها عن مجموعاتها السابقة كونها جمعت فيها القصص الأولى التي كتبتها في المرحلة الجامعية حيثُ تقول في مقدمتها “هي تمثل بواكير الكتابة، وللكتابات الأولى حميميتها ودفئها الخاص وتبقى جزءاً لا يمكن لكاتب أن يستغني عنه، أحسستُ بهذه النصوص تصحو من أعماقي بعد سبات وقد مضى على كتابتها سنوات طويلة”.

وهو ما يفسر الاهداء “أهديكَ أيُّها الرمادُ العتيقُ لاحتراقي الآتي…”.

تنوعت إصدارات حنان بيروتي وتميزت حتى استطاعت رسم ملامح واضحة لتجربتها، مما جعلها جديرة بأن تكون من الاسماء الأكثر تميزا على صعيد كتابة القصة القصيرة في الأردن ومن الاسماء المهمة في هذا المجال عربيا، ومن الأقلام المخلصة لهذا الفن السردي.

من عناوين القصص: محاولة انتحار، خوف في داخلي، ذكرى واحتراق، خرساء، خطوات رافضة، وارتجافات خلف السنين.

من أجواء المجموعة نقرأ من قصة “ذكرى واحتراق”: “أحاولُ أن أتذكر! انظر حولي أجمع اشلاء أفكاري فتصطدم بجدار عنيف، لماذا أنا هنا!؟!

ولماذا الألم ينبض في كلّ اجزء جسدي ولا يهدأ؟! الجو حولي معتم وبياض حاد يطغى على كلّ شيء، ثمة شيء مغروس في ذراعي وجنبي منبع ألم لا ينضب، وعطشي مستحيل كأنه مزروع في عروقي منذ عصور، أتمتمُ بكلمات لا افهمها وربما أتأوه وأسمع صوت أنين يتطابق وحركة شفتي!

أحس بشيء حاد ينغرس في ذراعي، يؤلمني قليلا ثم يتلاشى كل شيء، وغيوم بيضاء أرحل معها وأذوب في ظلام وصمت”.

ومن قصة “أنت آتٍ لا بد”: “تجرحني الذكرى، وأنت قاسٍ حتى في ذكراك، محايدٌ مثل شاطئ مهجور، وأناملي موجعة الصمت، زوايا نفسي مظلمة، الشّمس شرسة التوهج في داخلي، لكنه البرد يصفع مسامي، تتعربش اللحظات بي وخزات إجبارية، ينتصب قلبي بفرحة موؤودة، الصمت النازف يتدحرج فوق مساحات لهفتي، وصوتي ينثرُ بقايا رماده في السكون”.

وللكاتبة العديد من المجموعات القصصية نذكر منها “الاشارة حمراء دائما، فتات، فرح مشروخ، ليل آخر، تفاصيل صغيرة، ذكرى الغريب، بين بكاءين،وصدر لها “لعينيكَ تأوي عصافير روحي” و”لمن أهدي أزاهير العيد؟ “و”لأنك حبري وبوحي” وجميعها نصوص نثرية تميزت بلغة شفافة وآسرة.

ومن مؤلفاتها المشتركة “أفق النوارس” بعد فوزها بجائزة دار جان للنشر في المانيا.

وحنان بيروتي حاصلة على عدد من الجوائز الأدبية والتربوية المحلية والعربية والعالمية منها: جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي/ المعلم المتميز 2014، جائزة مهرجان البجراوية للإبداع الثقافي النسائي العربي الأول، والحارث بن عمير الأزدي، وناجي نعمان الأدبية العالمية وجائزة أفضل مجموعة قصصية عربية من مركز عماد قطري للتنمية الثقافية، وجائزة محمد طملية أفضل مقالة صحفية عربية، ونازك الملائكة -القصة القصيرة- وزارة الثقافة العراقية 2012.

 

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى