« أوبرا الجزائر»… صرح ثقافي في زمن التقشف

يسرى عميرة

أخيرا رأى النور مشروع أول أوبرا جزائرية بعد سنوات من الانتظار، الصرح الذي افتتح بحضور مسؤولين حكوميين يتقدمهم رئيس الوزراء عبد المالك سلال.
هذا المشروع انتظره المشهد الثقافي الجزائري بشغف منذ الإعلان عن الهبة التي قدمتها الصين للجزائر سنة 2012. تعاقب على هذا المشروع الذي أثير حوله الكثير من اللغط واستغرق إنجازه 5 سنوات ثلاثة وزراء، حيث لم يتحقق المشروع في عهد الوزيرة السابقة خليدة تومي التي انتقدت فترتها بشدة واتهمت بهدر أموال الدولة على مشاريع وتظاهرات لم تمنح خزينة الدولة أي مداخيل، ولم ينجز في عهد السينمائية نادية شيرابي لعبيدي التي خلفتها على رأس وزارة الثقافة الجزائرية، إلا أن صراعاتها مع رئيسة حزب العمال الجزائري لويزة حنون، التي اتهمت لعبيدي بالرشوة واستغلال المنصب للاستحواذ على المشاريع الثقافية لصالح مؤسستها السينمائية الخاصة، والتي وصلت حد رفع لعبيدي دعوى قضائية ضد حنون بتهمة القذف، عجلت برحيل لعبيدي من الوزارة، ليتحقق حلم «أوبرا الجزائر» في فتــــرة ترأس الشاعر عز الدين ميهوبي وزارة الثقـــــافة، لكنها فترة حرجة يعيــش فيها قطاع الثقــــافة على وقع ما تصطلح عليه الحكومة الجزائرية سياسة ترشيد النفقات.
السؤال الذي يطرح بقوة هو هل ستساهم هذه الأوبرا في تنشيط الحقل الثقافي الجزائري، المعروف بالمناسباتية من جهة والمرهون حاليا بسياسة التقشف التي تتبناها الدولة على كافة الصعد، بما فيها المستوى الثقافي، الذي دفع بالوزارة، الوصية على هذا القطاع، إلى الاستغناء عن العديد من المهرجانات، وتقليص ميزانية وفترة عديد التظاهرات، وكذا دمج البعض الآخر ربحا للمال والوقت والجهد.
نشط حفل الافتتاح الأوركسترا السيمفونية الوطنية، وميز السهرة عرض ملحمة «حيزية» الشهيرة الموروثة عن التراث الشعبي الجزائري، إلى جانب تكريم الطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا.
تتربع « أوبرا الجزائر» على مساحة 35 ألف متر مربع، وتتسع لـ1400 شخص، وتعد الأوبرا التي وضع حجر أساسها سنة 2012 في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائر- هبة قدرها 30 مليون يورو قدمتها الصين للجزائر بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لهذا البلد سنة 2006.

 

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى