جورج أورويل يدفع ابنة القس إلى الهروب منه

خالد بيومي

طبعة جديدة من رواية «ابنة القس» لجورج أورويل (1903- 1950)، في ترجمة نرمين أحمد جمعة صدرت في سلسلة «الألف كتاب» – القاهرة.
تتحدث الرواية عن «دوروثي هير»، التي تعاني سوء معاملة أبيها القس لها، ما يدفعها الى ترك منزل الأسرة لتنضم إلى جماعة من المتشردين، وتتعرض للاغتصاب على يد رجل شهواني تجاوز منتصف العمر اسمه واربرتون، فتصاب بصدمة تفقدها الذاكرة. وبعد أن تسترد ذاكرتها، تحاول أن تبدأ حياتها من جديد، مستندة إلى دروس التجربة التي غيرت كثيراً من معتقداتها، من دون أن تفقدها الرغبة في مداومة عمل ما هو نافع ومقبول. تلتحق «دوروثي هير» بالعمل في مدرسة خاصة في لندن، لا يهتم القائمون عليها سوى بالحصول على ما يدفعه الآباء من أموال. وبمرور الوقت، فإن دوروثي كمعلمة تكتسب شيئاً من المعنى، لكنها ظلت مع ذلك تعاني من الفراغ الروحي الذي أعقب تبدد إيمانها الديني. وتنتهي الرواية بأن تتعلم الفتاة كيف تعيش في هذه الدنيا القاسية من دون أوهام تبعث على الراحة الخادعة، كما تعلمت كيف تظل على قيد الحياة في عالم ما بعد الليبرالية، وهو عالم لفظ فيه الدين أنفاسه الأخيرة لتحل محله عبادة جديدة هي عبادة المال.
واتبع أورويل في هذا العمل مواصفات «البيكارسك» (رواية الأفاقين والشطار والعيارين)، علماً أنه مارس عدداً من الأعمال الشاقة، كاشتغاله بجمع نبات حشيشة الدينار في مقاطعة كنت، وتوفّي بذات الصدر (السل) وهو المرض الذي أصاب كثيراً من الأدباء مثل د.هـ لورنس وكافكا وتوماس مان وكاثرين مانسفيلد.
و «ابنة القس»، الصادرة في 1935 هي ثالث كتاب لأورويل، بعد سيرة ذاتية عنوانها «حياة الشظف والإملاق» 1933، ورواية «أيام في بورما» 1934.
ولد أورويل في الشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة العليا في الهند، وهو ما يفسر اهتمامه المستمر بالفروق بين الطبقات، وهجومه المستمر على الرأسمالية والإمبريالية. تلقى تعليمه في كلية إيتون، وعمل في الفترة من 1922 حتى 1928 في بورما في صفوف الشرطة الهندية، وعاش العامين التاليين في باريس، ثم جاء إلى إنكلترا حيث اشتغل بالتدريس، وعمل في ما بعد بائعاً للكتب، قبل أن يسافر إلى إسبانيا لكي يقاتل في صفوف الجمهوريين. وأثناء الحرب العالمية الثانية انخرط في صفوف الحرس الوطني، وعمل في هيئة الإذاعة البريطانية عام 1943، ثم أصدر روايتيه الشهيرتين «مزرعة الحيوانات»، و «1984»، كما كتب الشعر، وكتب في النقد الأدبي، ومارَسَ الصحافة.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى