«الصائد صفر» لباسكال روز في ترجمة عربية

ضمــــن سلسلـــة «الجوائز» من الهيئة المصـــرية العامة للكتاب، صدرت رواية «الصائد صفر» للكاتبة الفرنسية باسكال روز، بترجمة أيمن عبدالهادي. تحكي الرواية عما تخلفه الحرب في نفوس البشر من آثار، فالبطلة «لورا كارلسون» مات والدها في الحرب العالمية الثانية من دون أن تراه، وكان يعمل في البحرية الأميركية عندما قتله أحد الانتحاريين اليابانيين.
ولا تستطيع تلك الفتاة أن تتخلص من الخوف الدائم الذي شب معها؛ لأن روح انتحاري من هؤلاء الذين فجروا طائرتهم المسماة «الصائد صفر» في جسد الأب يطاردها أينما ذهبت عبر صوت صاخب مرير لا يسمعه أحد غيرها. فلجأت إلى سدادات الأذن حتى تحمي وجودها وهي لا تستــــطيع الهروب من الصوت وصاحبه، يقتنـــص منها لحظات السعادة النادرة فــــي حياتها، لحظات فرت منها ولم تجدها في العائلة: الأم الأقرب إلى الجنون والتي فقـــدت الزوج رغماً عنها، والتي بحثت عن بديل له من خلال التسكع في الشوارع لأجل اقتناص قبلة من هنا أو هناك، والجد والجدة الهرمان البائسان في رحلتهما السريعة إلى الموت، «ناتالي» الصديقة التي جعلت «لورا» ومن حيث لا تدري تكتشف وجودها الذي غاب عنها في ظل العائلة المقوضة لتبدأ في طرح الأسئلة. ثم «برونو»؛ الحبيب المنتظر والموسيقي البارع الذي يهجرها بعد انتصار الانتحاري عليه إلى امرأة أخرى ساعدته في النجاح.
ويمضي السرد في الرواية متلاحقاً وينتقل بالقارئ من الماضي إلى الحاضر ويعاود التداخل في الزمان والمكان، وتظل «لورا» هي محوره، ويظل سعيها في مقاومة أشكال الموت التي يجسدها الانتحاري الياباني في محاولة للانتصار، لكن يبدو أنه ستكون له الغلبة حين تتماهى معه وتتعاطف مع قضيته التي خسر بها حياته قبل أن يبدأها.
باسكال روز ولدت في فيتنام العام 1954، وبدأت مسيرتها الإبداعية متأخرة بعد أن تجاوزت الأربعين من عمرها ونشرت مجموعتها القصصية الأولى «حكايات مزعجة» العام 1994. وصدرت «الصائد صفر» العام 1996، وحصدت جائزة الرواية الأولى قبل أن تحصد جائزة الجونكور في العام نفسه. وحتى الآن صدر لباسكال روز خمس روايات وأربع مجموعات قصصية، يتميز أسلوبها بالتكثيف.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى