ماذا يروي البحر عن المهاجرين السوريين؟

«بطاقة إلى أتلانتس»، عرض أدائي وتجهيز سمعي بصري من إعداد السوري ميار ألكسان واللبنانية لينا عيسى يروي قصص المهاجرين السوريين الذين ركبوا مراكب الخطر والموت هرباً من جحيم الحرب السورية. يقدم العرض من ٢ إلى ١٠ أيلول (سبتمبر)، في موقع على شاطئ عين المريسة، بيروت.
العرض هو عن علاقة الإنسان والجسد بالبحر في إطار حسي وتاريخي. ويطرح سؤالين أساسيين: لو كان للبحر ذاكرة أو صوت، ماذا يمكن أن يروي عن كل الأجسام التي قطعته، سبحت فيه، غرقت، أو اصطادت منه؟ وماذا يحدث حين نربط هاجس المهاجرين في البحث عن مكان آمن للعيش، مع أسطورة أتلانتيس- الحضارة الغارقة؟ العرض هو لقاء مع البحر، مع المجهول، مع اليوتوبيا، مع الوحدة ومع الموت.
في المشروع، العودة إلى البحر، هي محاولة للرجوع إلى الطبيعة الأم ، للبحث عن يوتوبيا المكان. أو لعله محاولة للبحث عن الخفة، الخفة كشكل من أشكال البراءة التي تكتسب عند التجرد من الهوية ووزنها ودلالاتها التي تولد معنا ونحملها كل حياتنا. يعالج العرض هذه الأفكار من خلال تفاعل أجساد المؤديين مع المكان بمشاهد حركية، بالإضافة إلى وجود النص كخط شاعري وثائقي. فالنص يضم قصصاً جمعت من حوارات مع مهاجرين وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر، بالإضافة إلى نصوص شعرية كتبت في محاكاة لمنطق البحر كبطاقة إلى أتلانتس.
ويوضح معدّا العرض: «كانت إحدى الخيارات الواضحة لنا هي العمل في مسرح بديل أو مكان بديل. فبدأنا العمل على إحدى النقاط المفتوحة على البحر في منطقة عين المريسة (مسبح عجرم). وهنا وجدت لدينا شخصيتان محوريتان هما: البحر المتوسط المثابر ذو الأذرع المفتوحة دائماً وأبداً، ومدينة بيروت التي لطالما أدارت ظهرها له بأبنيتها المرتفعة، حتى لتشعر كأنك في مدينة داخلية في كثير من الأحيان. وما بين هذه وتلك وجدنا أمتاراً عدة لنطرح بعضاً من هذه الأسئلة. النص مقسم إلى مجموعة قصص قمنا بجمعها من حوارات مع مهاجرين وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر وشهادات لصيادين، بالإضافة إلى نصوص شعرية قمنا بكتابتها في محاكاة لمنطق البحر، إلى جانب مقتطفات من نصوص تنتمي إلى أجناس أدبية مختلفة تتحدث عن علاقة الإنسان بالبحر، مقتطفات من الأخبار والإحصاءات، بالإضافة إلى حقائق علمية عن البحر. وسيكون لحضور أجساد الجمهور وشكلها دور وجزء كبير في العرض. ونأمل بأن تنتقل التجربة إليهم في شكل حسي تفاعلي، ولذلك سيقتصر عدد الجمهور في العرض الواحد على ٥٠ شخصاً». والمشروع تم بدعم من «المورد الثقافي»، «مؤسسة الأمير كلاوس»، «آفاق» و «اتجاهات».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى