مغامرة الأسئلة في ‘الخروج من مدائن القيامة’

صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، مجموعة شعرية جديدة بعنوان “الخروج من مدائن القيامة”، للشاعر البحريني عبدالله زهير، ويقع الديوان في 112 صفحة من القطع المتوسط.

وكتب الشاعر الشاب في مقدمة ديوانه: “النص المبدع فعلاً هو ما يفتح شهية المغامرة، وما يغرس شجر الأسئلة في أرض لا يُتوقع أن تقبل بذورا غريبة كهذه، وعندي كل نص لا يستسأل ويغامر ويدخل مملكة التجريب لا يُعول عليه”.

وأضاف “وبقدر ما يسوح النص في هذه المملكة الفسيحة والمتنوعة الأشكال بدون قيود ولا سقوف سوى قيد الإبداع وسقفه، بقدر ما يكون قدْ حقّق إنجازاً متفرداً يضيف إلى عمق حركة الشعر جوهرا جديدا؛ ما يعني إضافةَ جوهر جديد إلى عمق الحياة الثقافية، هي أحوج ما تكون إليه”.

وعن نصوص المجموعة الشعرية “الخروج من مدائن القيامة” نقرأ ما كتبه الشاعر:

في بُعدٍ من أبعادها، حاولتْ أن تجوسَ خلال مدائن المملكة الجديدة (مملكة التجريب)، بعدما خرجتْ من مدائن التقاليد والأعراف القديمة. وبعيداً عن الادّعاء، آمل أنها وُفّقتْ إلى نيل شرف المحاولة تلك.

ومن قصائد الديوان قصيدة بعنوان “اعجني قلبي يا حبيبتي” يقول فيها:

اذا كان نصف عقلي هنالك

فنصفه الاخر معلق في شفتيك يا حبيبتي

اذا كانت ثلاثة أرباع قلبي ممزقة

فالربع الباقي ما يزال طازجا

فخذيه قطعة حلوى

أو فاعجنيه خبزا بيديك يا حبيبتي.

ومن قصيدة أخرى بعنوان “يا قلبي يا يوسفُ” نقرأ:

فلْتغتمِضْ، يا قلبيَ الأبلهَ، عيناكَ

ولتنمْ آمنًا هانئًا

في هذا البئرِ الخالي مِنَ الماء

الخاوي تمامًا مِنْ أيِّ همسةٍ أو رعشةٍ أو خديعة أوْ وجهٍ نَكِدٍ

نَمْ وغُصْ عميقاً في بئرِكَ

كحجرٍ ساكتٍ مِنْ أحجارهِ الجليلة العتيقة

هنا، داخلَ البئر لا أحدٌ يأتي إليك

لا يمكنكَ الذهابُ إلى أيِّ أحدٍ

وحدَها فقطْ

تربضُ هاويةُ يأسكَ الخلّابةُ الآسرةُ ذاتُ السجايا الجذلانة

فاتحةً ذراعيها الراغبتينِ في العناقِ السَرمديّ

اغمِضْ عينيكَ باطمئنانٍ يا قلبيَ البريء

وثقْ تمامًا أنَّ هذا الجُبَّ حصينٌ بما يكفي

كقلعةِ “الموت”

حيثُ تنسَّكَ ذلك النسرُ الجسورُ في أغوارِها

تأبّدَ بينَ أسوارِها

واغتسلتْ في ماءِ ظلالِها روحُهُ آلافَ المرّات.

بئرٌ مجرّةٌ ملكوتيةٌ

أُفرّغُ جميعَ ضَغائني ومآزقي في ثقوبِها السوداء

وأخلقُ في فضائها ملياراتِ النجومِ التي ما تفتأُ تتشكلُ

تنضجُ بكاملِ شحمِها وعظامِها وأعصابِها

وترسمُ في النهايةِ تجويفًا هائلاً يشبهُ تمامًا قلبيَ الساذجَ

وداخلهُ تسبحُ أجسادٌ مُغبشّةٌ تائهةٌ لحبيباتيَ اللواتي لا أعرفُهنَّ

ولا يعرفْنَنِي.

وعبدالله زهير شاعرٌ وكاتبٌ ولد في البحرين، تلقّى تعليمه في مدارس البحرين، وأكمل مرحلةَ البكالوريوس في علم المكتبات والمعلومات من الكويت، وحصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها في بيروت، وهو عضو في أسرة الكتاب والأدباء البحرينية، وعضو في جمعية المكتبات البحرينية، شارك في أمسيات شعرية عديد، وكتب مقالات في الصفحات الثقافية لصحف عديدة.

وله مجموعة شعرية صدرت في عام 2012 بعنوان “قمرٌ يتخلّقُ مِنْ مجهول” عن الدار العربية للعلوم في بيروت.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى