عندما يكتب فتى المطر..للشاعر سليم المسجد

خاص (الجسرة)

 

(١)

عندما يكتب فتى المطر..
يهمس اللااكتفاء للاكتفاء..:
عن رتابة الترحال فوق بعير القواميس، فلقد فَرَدَ المكوك الإلهامي أجنحته السماوية،
للكونيين..، الراحلين من أدغال الرمال..، المسافرين إلى المعراج.

(٢)
عندما يكتب فتى المطر..
إلى أي صومعةٍ أسيرُ..؟
فلقد لمعَ التشرد باللابوصلة..
وَوَمَضَ المؤذن من فوق اللاسارية: حيّ على المطر..
وبين الإقامة والصلاة، يوهجُ الإمام أقْباس القناديل:
لن يتنفس فجرٌ بالمطر؛ إذ لم نصلِّ -اليوم- في قِبْلةِ الغيم، نواحي الله والمطر.

(٣)
عندما يكتب فتى المطر..
تحدِّق متماهيات المجاز البعيد
-على تبّانة الرؤى- صوب وثبة فجرٍ يتأهب للطلوع..
وهزيم”رعدي” يعزفُ: يامطر..؟.

(٤)
عندما يكتب فتى المطر..
يرسو الطابور”السادس عشر”. على شط التراث. تنادي:
سآوي إلى جبلٍ يعصمني من المطر.

(٥)
عندما يكتب فتى المطر..
تهتز الخيمة، والحانة، والسرداب..
وحينما تصفع شوارد الومض
خدود الأسى،
تنزل صْفرة المعنى…جَرْياً/
إلى مُتسعٍ كأصوات الهطول،
تتكسر على إيقاعاتها
هامات الملوك. فتسري
ألحانها في المدى،
تغرس في كل أفقٍ سَنّبَله سُنْبلة، يغنِّي على تماوجها حَمَام الثائرين:
“مطر..مطر..مطر..”
أو كلّما هزَّتِ الريح أرْدافها
يجري الماء في أصواتهم
وتنبجس الصخور غناء
على نايها
يزفُّ العنان لها مَدَاي/
وعند هطل المبيدات والعناقيد
يتقوقع رأسي الفَتِي
كحبة خردلٍ ، أمْ غيمةٍ!
في زحمة الركض والمنفى أتى؟
فاسألوها، ومن أين جاء المطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى