مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي .. القدس أولاً! – See more at: http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=116e9278y292459128Y116e9278#sthash.0GvoT78V.dpuf

يوسف الشايب

أعلن الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، أن العام 2017، سيكون عام القدس في السينما العربية، وذلك لمناسبة مرور خمسين عاماً على احتلالها، فيما ينظم برنامج بعنوان “القدس في السينما العربية” بدورته الثانية والثلاثين، في الفترة ما بين 21 و26 الجاري، تحت عنوان “السينما مقاومة”، حيث تعرض العديد من الأفلام الفلسطينية والعربية، خاصة فلسطين ومصر والجزائر، إضافة إلى تقديم العديد من الندوات وأوراق العمل لنقاد وباحثين من فلسطين والوطن العربي حول القدس والسينما في محاور عدة، وبمشاركة العديد من وزراء الثقافة العرب، من بينهم كما أعلن وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو. وقال أباظة: الفن لا ينفصل عن السياسة ويحمل رسالة لها معنى أسمى وأهم من مجرد التسلية، وقد ظلت القضية الفلسطينية تشكل محوراً مهماً من الهم العربي، وظلت القدس جزءاً من الوجدان العربي .. يشهد العام 2017 مرور نصف قرن علي الاحتلال الإسرائيلي، ومن منطلق إيماننا بأهمية القدس المحتلة، رأينا أن تكون القدس محوراً للمهرجانات العربية خلال العام القادم والتي يشارك فيها 10 مهرجانات عربية حتي الآن، من بينها: الإسكندرية، وشرم الشيخ للسينما الأوروبية، ووهران، وأيام الجزائر، ومسقط، والفيلم العربي في زيورخ، والرباط، وغيرها. وأضاف: يأتي ذلك بهدف تسليط الضوء علي الأفلام التي تتناول قضية القدس ومحاولات تهويدها، سواء أكانت تسجيلية أو روائية لنجعل من 2017 عام القدس، منتقداً تقصير السينما العربية تجاه القضية الفلسطينية. وشدد أباظة: تركيزنا علي القدس لا يعني تجاهل المقاومة في كل المدن الفلسطينية والعربية أيضاً كالجولان ومزارع شبعا، بل يأتي كرد علي محاولات إسرائيل تقديم أفلام، كان آخرها في مهرجان كان السينمائي، وبالتحديد دورته الأخيرة، تروج لأحقية إسرائيل في مدينة القدس. من جهته قال جمال الشوبكي السفير الفلسطيني في القاهرة، في مؤتمر صحافي لهذا الخصوص، الثلاثاء الماضي: الفن رسالة مهمة، والسينما لها خصوصية كبيرة في قضيتنا العادلة، ومبادرة مهرجان الإسكندرية السينمائي رسالة موجهة للعالم بأهمية الالتفات للقدس والقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني الذي يقاوم بضراوة محاولات تهويد القدس بأنكم لستم وحدكم. أما المخرج الفلسطيني فايق جرادة، مسؤول برنامج القدس في مهرجان الإسكندرية السينمائي، فأشار إلى أن برنامج الاحتفالية ينطلق من أن العام 2017 هو عام القدس سينمائياً، ويهدف لاستنهاض الحالة الإنتاجية لتقديم أفلام روائية وتسجيلية قصيرة وطويلة، لأن الصورة والسينما بوابة مهمة للقضية الفلسطينية. وأضاف: إذا ما تحدثنا عن التقصير العربي، فإن السينما الفلسطينية أيضاً مقصرة، فقد قدمت 50 فيلماً روائياً وتسجيلياً في مقابل 150 فيلماً إسرائيلياً حول القدس، لافتاً إلى أن برنامج الاحتفالية، ينطلق في حفل الافتتاح بحضور فيلم “الطوق الأبيض” الذي يتعرض لمظاهر الاحتلال الإسرائيلي، كما ستقام ندوة بعنوان القدس والثقافة وتعرض علي مدي ثلاث ساعات أفلاماً عن القدس والقضية الفلسطينية، روائية وتسجيلية، إضافة إلى دراسات وأوراق عمل في محور القدس والسينما، ويشارك فيها نقاد وباحثون من فلسطين كبشار إبراهيم، ويوسف الشايب، وغيرهما. وتهدف المبادرة حسب جرادة إلى “تحفيز صناع السينما عربياً وفلسطين لصناعة أفلام عن القدس، ما من شأنه تنشيط صناعة الأفلام في ومن أجل فلسطين، بحيث ثبتت لها حضوراً في مهرجانات عربية عدة العام الماضي، وربما، ومن بينها الإسكندرية، بحيث تكون القدس هي عاصمة السينما العربية 2017، إن جاز التعبير”. اسم القدس على جائزة وقرر الاتحاد العام لجمعيات وأندية السينما العربية برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، والاتحاد العام للفنانين العرب برئاسة المخرج مسعد فود، إطلاق اسم القدس على جائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في المهرجان، وذلك في المسابقة التي ينظمها الاتحاد في إطار فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ32 التي تقام خلال الفترة من 21-26 الجاري، تحت رعاية حلمي النمنم وزير الثقافة. و”تأتى تلك الجائزة تخليداً لاسم القدس المدينة العزيزة على قلب كل عربي ومسلم، ومشاركة لها في محنتها التي تعانيها تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 وحتى الآن”. حكاية المبادرة ورسائلها وفي حديث لـ”أيام الثقافة”، شدد الأمير أباظة على أن القدس هي “عاصمة الكل العربي، وليست عاصمة فلسطين فحسب”، ورغم أننا لم ننسها يوماً، إلا أن الاهتمام بها على مختلف الصعد لا يرقى لرمزيتها ولكينونتها هذه، وهذا أمر معيب، كاشفاً: فوجئت في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الدولي أن إسرائيل تسعى، وعبر السينما، للترويج بأن القدس عاصمتها، وفي هذا افتراء وكذب، لأن الشواهد التاريخية كلها تدلل على عروبة القدس. وأضاف: ما فعلته عبر هذه المبادرات هي أنني رميت حجراً في الماء الراكد عبر برنامج القدس في السينما العربية في الدورة الثانية والثلاثين للمهرجان هذا العام، وعبر إعلان العام 2017 عام القدس سينمائياً، وكذلك، مؤكداً: هي رسالة للعرب أولاً، أن فلسطين بما فيها القدس محتلة، كما هو الجولان السوري، ومزارع شبعا في لبنان، وبما أن إسرائيل تسعى لتسويق رواياتها الكاذبة عبر السينما، لنقدم روايتنا الصادقة عبر السينما أيضاً، وإذا ما تظافرت الجهود فلدينا في الوطن العربي سينما قادرة على المنافسة، ولكنها للأسف غير موجهة في خدمة قضاياها المصيرية، وبأسلوب حداثي قادر على جذب انتباه المشاهد الغربي، وقبله العربي، دون صراخ وكلاشيهات .. للأسف القضايا الوطنية في السينما العربية تأتي في ذيل الأولويات، ومع إطلاق المبادرة وجدت ترحيباً من العديد من المهرجانات السينمائية العربية، كما سعدت ببعض المؤشرات باهتمام القيادة الفلسطينية بهذه المبادرة، وهذا أمر مهم في إطار التحرك الجماعي لنصرة القدس، عبر نافذة عالمية اللغة كالسينما. وأكد أباظة أنه لم يرغب بأن يكون برنامج القدس هذا العام والذي يليه مجرد عنوان فرعي يمر عابراً في تفاصيل مهرجان الإسكندرية السينمائي الكثيرة والمتنوعة .. “لكنني استشعرت بضرورة التحرك الفوري في اتجاه نصرة القدس سينمائياً، فكان المؤتمر الصحافي الخاص لإعلان العام 2017 عام القدس سينمائياً، وكان بمشاركة سفير دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية جمال الشوبكي، وذلك بهدف التكثيف الإعلامي على هذا الحدث، وهذا ما حصل بالفعل”. وختم أباظة حديثه لـ”أيام الثقافة” بالقول: صحيح أن المبادرة خرجت من إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي، لكن الالتفاف العربي حولها كبير، والتفاعل معها مبشّر، لكن يجب استثمار المبادرة وبرنامج القدس في دورة 2016، لضمان نجاح الفكرة وأهدافها في العام 2017 .. أتمنى أن تتظافر الجهود جميعاً هنا، خاصة المؤسسات الرسمية عبر وزارات الثقافة أو المؤسسات السينمائية الرسمية في الدول العربية، وكذلك الاتحاد الفنية، إضافة إلى المهرجانات، والمبدعين أيضاً، ولا ننسى دور الإعلام في فلسطين، ومصر، وكل الدول العربية، مع أهمية تسويق المبادرة أيضاً على الصعيد العالمي. تفاصيل وقال المخرج الفلسطيني فايق جرادة، مسؤول برنامج القدس في مهرجان الإسكندرية السينمائي لـ”أيام الثقافة”: في ظروف المواجهة اليومية مع الاحتلال، من الطبيعي مواصلة العمل والعمل الحقيقي وليس التأجيل، ومن الطبيعي أن نندفع دائماً نحو المبادرات التي تؤمن بالحق والعدالة، وأن نؤمن أكثر بأن القدس هي لفلسطين وللعروبة وللإنسانية وأنها عاصمه فلسطين وعاصمة كل الدول العربية لما تتمتع به من مكانة تاريخية ودينية وثقافية. .. بكل تأكيد السينما والصورة هي الوسط الذي يسمح لنا بتعميم الرواية البصرية الفلسطينية والعربية حول القدس عالمياً، وبما يتيح لنا فرصة تكذيب الرواية الإسرائيلية المبنية على التزوير باستمرار .. لم تنته الحكاية، فالبداية كانت من هنا من على أرض مصر عندما كلفني الناقد الأمير أباظة بوضع آليات لبرنامج القدس في السينما العربيـ بعد أن صدر مقال وبحث متكامل للناقد عماد النويري. وأضاف: مضينا معاً خطوة خطوة، ومع زملائي هناك في غزة عبر الملتقى السينمائي الفلسطيني (بال سينما)، والذين قدموا لي كل التسهيلات من أجل صياغة برنامج له القدرة العالية، لإسماع صوت القدس عبر أفلام فلسطينية جديرة بالاحترام .. ورغم شحها وقلتها إلا أننا استطعنا، وبعد فترة طويلة، تحديد الأفلام عبر لجنة مشاهدة على رأسها الكاتب ناحي الناجي، مسؤول الإعلام في سفارة فلسطين بالقاهرة، ومدحت كرامة، حيث تم الاختيار بشفافية .. وكان السؤال دائما أمامنا: ماذا نريد أن يشاهد المتلقي عن القدس .. الجدار، الضريبة الإسرائيلية، الاعتقال اليومي، الهدم، التهويد، المستوطنات، التعامل العنصري بحق المقدسين، والقائمة تطول. وتابع: وبالتوازي مع برنامج الأفلام كان التفكير باتجاه أوراق عمل تقرأ وتطبع وتوزع من مختصين وسينمائيين ونقاد، وعبر اجتماعات متتالية وبتفكير جماعي مع الأمير أباظة رئيس المهرجان، تم الإجماع على أن تكون القدس وفلسطين هي المحور الأساس للأوراق المقدمة، وبالفعل لم يتردد أي ممن اتصلنا بهم في تقديم أوراق قيمة: بشار إبراهيم من فلسطين، وفراس الشاروط من العراق، والأستاذ سيد محمود سلام من مصر، ولمى طيارة من سورية، وعمار أحمد محمد من سورية، وسليم آقار من الجزائر، ويوسف الشايب من فلسطين، وبسام حمد من فلسطين، وجميعهم لهم الشكر، فقد كانت العناوين مختلفة لموضوع واحد محوري وهو القدس في السينما العربية. وأكد جرادة: هذه الفعالية (برنامج القدس) في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، رافعة مهمة للقدس وما يجري فيها، ولمواطنيها بشكل يومي، وتفعيل قضية القدس سينمائياً، ولفضح ممارسات الاحتلال اليومية بحق القدس والمقدسين الذين يعانون يومياً ذل الاحتلال وقسوته، خاصة مع حالة القصور الفلسطينية والعربية فيما يتعلق بإنتاج أفلام وثائقية أو روائية حول القدس. التقاط المبادرة وهنا أختم، وكوني سأشارك في المهرجان بندوة حول دور العرض السينمائي في القدس وتأثرها بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإنني أدعو إلى التقاط المبادرة التي تأتي في لحظة تبدو فيها القدس وعموم فلسطين ليست على سلم أولويات الإعلام والسينما عالمياً وعربياً، خاصة من قبلنا نحن الفلسطينيون كأفراد ومبدعين، ومؤسسة رسمية، ومؤسسات أهلية، وقطاع خاص، ليكون العام 2017، ومن وفي فلسطين أيضاً، عام القدس سينمائياً، وبامتياز، وهو ما أرى ملامح إيجابية باتجاهه، وأتمنى أن تكتمل الصورة باتجاه تحقيق المأمول. – See more at: http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=116e9278y292459128Y116e9278#sthash.0GvoT78V.dpuf

(الايام الفلسطينية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى