كتاب عن حروب أميركا لأيوجين جاريكي

 

يتناول كتاب أيوجين جاريكي «الطريقة الأميركية في الحرب: قذائف موجَّهة، ورجال مضللون، وجمهورية في خطر» (المركز القومي المصري للترجمة – نقله إلى العربية عبد المنعم عبيد) الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، وتداعياته المستمرة إلى الآن. والمعروف أنّ جاريكي كان قد أنجز فيلماً وثائقياً مهماً بعنوان «لماذا نحارب؟»، حصد جوائز عدة، ثم انطلق إلى أنحاء الولايات المتحدة ليناقش الأفكار الواردة فيه مع الخبراء في كليات الحرب الأميركية، وفي طليعتها كلية «ويست بوينت» في نيويورك.
هذا الكتاب هو إذن نتاج عمل أكاديمي معرفي وإنتاج سينمائي فني يتوجه إلى جمهور يهتم بمصير البشر الذين يواجهون أكبر جيوش العالم وأقواها في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
وحول كيف ولماذا تخوض الولايات المتحدة الحروب، وتخلق أسبابها، وتطور أساليبها وتستمر في شنها، يدور الكتاب الزاخر بحوارات مهمة وإجابات صادمة وكاشفة حول سبب حروب الولايات المتحدة وكيفيتها وأساليبها. وفي هذا السياق يتساءل جاريكي: «كيف تصرفت الأنظمة السياسية والاقتصادية والعسكرية الأميركية لكي تكون نتيجة الحرب في العراق وأفغانستان وغيرهما، هدم البنية الصناعية الماهرة للجمهورية الأميركية، وإشاعة الاضطراب في توازن القوى فيها، فضلاً عن تعطيل الأداء الديموقراطي»؟.
ووفق المؤلف، يبقى السؤال الأهم متمحوراً حول الأسباب التي شقَّت أميركا لأجلها الطريق نحو مطب الحرب التراجيدية في العراق. هل كان ذلك تحت مبرر الرد على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أم كانت من أجل الفوز بأعمال تجارية أفضل، ولو أدى الأمر بنا – على حد تعبيره – إلى أن ندفن أولادنا وإخوتنا في قبور بعيدة من أرض الوطن، وما الذي حوَّل مواردنا وآلاتنا وأمتنا إلى ترسانة واحدة ضخمة تنتج المزيد من أسلحة الحرب، بدلاً مما كنا نصدّره من مواد السلام؟ وكيف تمكَّن النظام الأميركي في النهاية من تضليل الأمة وزعزعة العالم؟
حاز المؤلف درجات علمية عالية في السياسة الخارجية، وهو زميل في مؤسسة جامعية للدراسات الدولية في نيويورك، ومدير مشروع «إينشتاين» الذي أنشأه ليضم مجموعة الباحثين الذين يكرسون جهودهم لدراسة السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية. أما المترجم عبدالمنعم عبيد فهو أستاذ التخدير والرعاية في كلية الطب في جامعة القاهرة، وهو عضو في لجنة الثقافة العلمية في المجلس الأعلى المصري للثقافة.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى