جدران عمّان لوحات فنية لكسر رتابة المباني بالألوان

غيداء السالم

وسط جولات يومية في شوارع عمّان وأزقتها، لم يستطع الرسام الأردني طارق نزال التجول كسائر سكان المدينة، بل أطلق العنان لمخيلته التي توقفه يومياً إلى جانب أحد أبنية عمّان ليمسك ريشة يكسر بواسطتها بياض تلك البناية وجمودها بالألوان والرسوم.
فأبنية عمّان التقليدية فتحت شهيته على الإبداع والتفكير في رسم ما يجول في خاطره أو ما يعكس ثقافة المنطقة على جدران الأبنية وتحويلها إلى معرض مفتوح أمام عيون السكّان.
الفكرة تحولت إلى واقع بعدما ناقش طارق فكرة الرسم على جدران عمّان مع بعض الرسامين المحليين والأجانب الذين يملكون ميولاً وتجربة واسعة في الرسم على مساحات كبيرة. ووجد طارق حماسة إزاء فكرته لدى فنانين أميركيين وبرازيليين خاضوا تجارب خارج الأردن في رسم جداريات عالمية تعكس ثقافة المنطقة التي يرسمون على جدرانها.
بدأت مجموعة الفنانين الرسم على جدران إحدى المناطق المكتظة بالمارة في العاصمة الأردنية، كتجربة تكون مقياساً لمدى تقبل أهل المنطقة وزائريها لفكرة الرسم.
أول لوحة رسمت على يد الفنانة البرازيلية كلارا الصيداوي التي تمحورت جميع جدارياتها الفنية حول حال المرأة العربية وتوعية المجتمع على حقوقها، وتطرقت عبر أعمالها إلى أهمية مشاركة المرأة الأردنية في كأس العالم للسيدات.
وتقول الفنانة كلارا الصيداوي: «نحاول دعم مشروع الرسم على جدران المدينة في البلاد العربية أكثر من أي مكان آخر، بسبب قلة هذا النوع من الفن خصوصاً أنه يحتوي على طاقة إيجابية حين يناقش قضايا وأحلام المجتمع». ولفتت إلى أن عمّان تتمتع بكثرة الجدران البيضاء التي تخطف أنظار الفنان المحب للمساحات الفارغة والواسعة، مضيفة أن الرسم على الجداريات يتطلب مقاسات خاصة من حيث الطول والعرض حتى تخرج اللوحة كما في مخيلة الرسّام.
أما الرسام الأردني يزن مسمار فحاول مراراً وتكراراً التغلب على خوفه من المرتفعات، علماً أن الجدارية التي رسمها أجبرته على أن يكون معلقاً على جدار بناية يبلغ ارتفاعها 22 متراً. إلا أنه استطاع تخطي مخاوفه برسمة غير تقليدية من شأنها أن تأخذ خيال المارة إلى مكان بعيد.
ويقول مسمار إنه يحاول دوماً التفكير بما هو بعيد من الواقع، مبيناً أنه اختار رسم الأسماك والحيتان في أول تجربة له حتى يُخرج المارة من واقعهم وإن للحظة.
ومن جهته، يوضح صاحب المبادرة طارق النزال أن الهدف من المبادرة هو مكافحة الصورة النمطية للفن وجلب الفرح إلى نفوس أهالي عمّان، مؤكداً ضرورة إكمال هذا المشروع ونقله إلى سائر المحافظات الأردنية.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى