رفيقتي….لمحمود جمال

خاص (الجسرة)

 

يداعب الهواء خصلات شعرها فتداعب عيناي بنظراتها هيا الجميلة ذات الشعر الأصفر المصفف يشبه في تناثره أشعة الشمس المشرقة في صباح يوم دافئ من أيام الشتاء, تشعر بالبرودة فتهم مسرعة بالذهاب لإغلاق نافذة الحجرة فتغلقها وهي لا تزال تشعر بالبرودة وتضع يديها الصغيرتين في معطفها الأسود وتنظر الي كأخر ملاذ لها فتجلس بين ذراعي لأضمها كطفلة تأخذ دفئها من حرارة قلبي فتنام رأسها علي صدري ورأسي يحارب أمواج شعرها
استيقظ على أضواء الشمس العابرة من ثقوب النافذة لأراها تكتب في كراستها الصغيرة، لا تخرج من أكمام معطفها سوى أطرافها التي تحتاجها لكي تمسك بالقلم
سألتها ماذا تكتبين ؟
أجابت: اكتب ما ستلقيه أمام الرفاق الأسبوع القادم عن ذكرى انتصار الكفاح المسلح في كوبا
فأضحك ساخراً وأقول لها : كيف تعرفين ما سأقوله اليوم !
فتقول لي : قلبي المسلح بحبك يقتحم أسوار عقلك ليحرر ما بها من أفكار لأدونها بدوري
أتعجب من إصرار وحماسه تلك المتمردة فأقبلها من شفتيها كجندي يبحث عن خندق يحتمي به بين زخات الرصاص
انتهي من تقبيلها فتسبقني إلى غرفة النوم لارتداء ملابسها ألحق بها لأرتدي ملابسي فتلبسني ساعتي وأعطها برفانها المفضل, رائحته مع نظراتها تذهب عقلي
ننزل علي السلم ونحن نسمع أصوات الأطفال يلعبون عند جارتنا سارة فتنظر إلي تطلب مني أن اذكرها لتحضر بعض الحلويات لهؤلاء الأطفال لتدخل الفرحة والسرور إلي قلوبهم
لا أصدق ما أسمعه وما أراه في عينيها من طفولة وبراءة
إنها تسعد فقط لمجرد رؤيتها للأطفال سعداء يلهون يمرحون
وصلنا إلى الشارع سألتها أين وجهتنا
قالت لي: نذهب لنرى الجدة زهرة نهم بالذهاب إلى هناك فتتابع قولها دعني أحضر بعض الزهور الرائعه لها يممنا نحو محل الزهور طلبت طاقة منوعة وشكرت البائع بدت تشعر بسعادة هائلة حينما حظنت طاقة الورد بيديها
كنت أراقبها أثناء تركيزها في اختيار الورود الحمراء والبيضاء
وكيف لا تختار الأحمر وهو يشبه احمر شفاهها التي تناديني في كل لحظة لكي اذهب اليها كالسكير أقبلها بدون شعور لأخذ منها العشق كما تأخذ النحلة رحيقها من الزهور
والورود البيضاء تشبه ما بداخل قلبها من رقة وعطف وحب إذا نشرته علي كل مخلوقات الأرض أكفاها ولكنها تحتفظ بالقدر الأكبر لي لذلك انا لا أرى غيرها ملاك يسير على الأرض
تنتهي من اختيار الورود فتضعها في غلاف ازرق كعينيها الجميلتين
نحاسب صاحب المتجر علي ثمنها ثم نخرج من الباب
يبعد منزل الجدة عنا بضع دقائق
أسير وتلك القصيرة تسير بجانبي أضع ذراعي على كتفها ورأسها تسند علي كتفي أداعب شعرها تارة وخديها تارة أخرى
تلك الفتاة ترمقني بنظراتها بخجل وكأنها تعطني تنبيه بأننا في الشارع وسط المارة وانا لا أبالي إلا بها وأتوق شوقاً للعودة إلي منزلنا لأخذها بين أحضاني لأحارب معاها برد الشتاء القارص
نصل بيت الجده فتدق الاجراس بفرحاً شديد تتوق لرؤيتها لانها لم تراها منذ عدة أيام فتفتح الجدة أبوابها لتأخذ فتاتي بين أحضانها بلهفة شديدة
تدخلنا بسرعة نجلس بجانب المدفأة للحد من البرد
تحضر لنا الشاي والبعض من الكعك المحلاة الشهي اللذيذ
اتناول الكوب الخاص بي وكعكتين وتتناول فتاتي مثلي أيضا
ثم تتحدث مع الجدة فتسألها عن صحتها وحالتها النفسية
وتنتظر قليلاً لتمزح معها وترسم الابتسامة على فمها الطيب النقي
ننتهي من الاطمئنان على الجدة ونستعد للرحيل
في طريق العودة السماء تصدر أصواتاً وتتأهب لتمطر
فتقترح ان نأجل تناول الغداء في المطعم لوقت لاحق لكنها لن تتنازل عن شراء الحلوى لأطفال جارتنا سارة نذهب مسرعين للمتجر لشراء أنواع حلويات كثيرة ومختلفة للأطفال ثم نمارس هوايتنا المفضلة وهي الجري تحت المطر في سباق حتى المنزل واتركها كعادتي لتفوز فأظل أري الابتسامة علي وجهها
نصعد السلالم فتطرق باب سارة فتفتح سارة فترحب بنا وتدعونا للدخول كلانا نرفض الدخول ولكنها تعطها الحلوى وتوصيها ان تعطيها للأطفال حين يستيقظوا فتشكرنا سارة ونكمل الصعود حيث شقتنا الصغيره فنذهب مسرعين للجلوس بجانب المدفأة لتنام كعادتها كطفلة صغيرة رأسها علي صدري ورأسي يحارب أمواج شعرها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى