“سوسيولوجيا الدم” للهيب عبد الخالق مقالات من أرمدة الحروب

خاص (الجسرة)
بريهان الترك
عمدت الباحثة العراقية لهيب عبد الخالق في كتابها “سوسيولوجيا الدم-ـ شيء من أرمدة التاريخ” الصادر مؤخرا في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر إلى تحليل نزعات التطرف لمعاني المصطلحات التي تأخذ أسلوبا يدخل من باب الكره الذي صار يتفاقم لدي الشعوب العربية التي عادت إلى الدين كرد فعل على الإحباط والحروب منتهجة قضية التحريم لجميع المعارضات التي هي في مجملها أصولية، وهو نهج لم يجد نظاما او هيكلا أو نظرية سياسية يعمل عليها فركن إلى هذا الأسلوب.
في كتابها الذي يضم 52 مقالة جئن في جزأين، الأول يتناول مقالات وبحوث، بينما يتضمن الثاني “وجوه وملامح”، شخصيات سياسية، كان لها تأثير في حركة السياسة العربية والدولية. تناولت المؤلفة شؤونا سياسية وتحليلات استراتيجية، وهموما فكرية وثقافية، تعنى بالمنطقة العربية.
وتطرقت عبد الخالق إلى الحرب الأميركية على العراق عام 2003 حيث تقول: “على أطراف الربيع الأسود كانت نذر الحرب تطل على العراق، وكانت الخطوب تنسج من جلودنا، لماذا وقف الجميع سكوتا وفتحوا كل نوافذهم لتهب تلك الريح من كل الأرجاء وتعصف بسلامنا؟، كتمت صوتي كي أعيش هكذا آليت أن لا أتدخل في صرخاتي/ مقالاتي التي ذرفتها دموعا دامية وشمت الصحف التي نشرتها، من قلب تفحم بالوجع والموت.. بعضها نسخ زمنه والبعض الآخر مطلق بلا زمن، هي شيء من أرمدة الحروب، شيء من التاريخ الحديث القديم، للآتي من الزمن”.
وتضيف: “تأخرت كثيرا وأنا أجمع شتات مقالاتي للنشر، بعد سنين قاحلة من الأمل بيوم جديد يشعل شمسا أخرى في بلدي الذبيح.. وحين أعددتها وجدتني أعيد قراءة تاريخ قريب أنا شاهدة عليه، بكل آلامه وصرخاته، بدمائه التي انفجرت شلالات غطت الأيادي الآثمة”.
حمل إهداء الكتاب قصيدة للمؤلفة بعنوان “بغداد” نقرأ منها: ” أيها المساء الذي لوثته الأيادي وهي ترفع أوشحة الموت/ ويا هواء أثقلته أصوات النادمين/ يا مدينة الطيبين والراحلين/ الموتى/ والمؤجلين/ يا ثوبي المخضل بندى الياسمين/ ما أبقت الحرب من أذرعنا المقطوعة/ بغداد أيها الفجر الذي كلما رحلنا إليه هاجرنا إلى غد بعيد”.
ويذكر أن لهيب عبد الخالق مترجمة وشاعرة وباحثة، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، صدر لها في الشعر “انكسارات لطفولة غصن”، و”وطن وخبز وجسد”، و”ترانيم سومرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى