«أن تملك وألّا تملك» لهيمنغواي في «الهلال»

ربما لم ينتبه الكثيرون في العالم العربي إلى أهمية رواية «أن تملك وألا تملك» التي نشرها إرنست هيمنغواي (1899 ـ 1961) عام 1937، لكن صدورها أخيراً في سلسلة «روايات الهلال» في القاهرة، في طبعة تليق بمؤلفها وزهيدة الثمن أيضاً، بترجمة نور الدين مصطفى؛ سيجعل محبي أدب الكاتب الأميركي البارز يعثرون على بدايات عالم روايته الأكثر شهرة «العجوز والبحر». ففي «أن تملك وألا تملك» لا يكون الصراع بين حوت وصياد شيخ في عرض البحر، وإنما يتسع مسرح الدم ليشمل شوارع ومقاهي وبارات، ويمتد في البحر أيضــاً، علــــى ظهر سفن التهريب، حيث تـــكون وحشية الحيتان أقل بكثـــير من شرور تجعل من القتل حـــرفة وسلوكاً لا يثيران الدهشة؛ «وكانت هناك سمكتان رماديتان ضخــمتان، تسبحان حول المركب، وما أن اكتشفتا جلطات الدم المتساقطة من الثقوب السفلى حتى اتجهتا إليها، وبعد أن شبعتا، انصرفتا».
فـــي مشاهــــد مرسومة بدقة، وبأقل قدر من الكلمات تتصاعد أحداث الرواية وبطلها «هاري مورغان» الذي لا يبالي بالقتل، ثم يصير قتيلاً. وبين قيام «هاري مورغان» بقتل رجل صيني، وإلقاء جثته في الماء، ثم مقتله هو نفسه على ظهر السفينة نفسها على أيدي لصوص أحد البنوك، تجري تراجيديا يمتزج فيها الحب والفقر والجشع والثورة والفجيعة.
نال هيمنغواي جائزة نوبل عام 1954، ولم تحظ روايته «To have and have not» بالشهرة عربياً، على رغم صدورها للمرة الأولى في تشرين الأول (أكتوبر) 1961 في «روايات الهلال»؛ تحت عنوان «المهربون».
ويشار إلــى أن الــروايـــة أنتجـتهـا السينما الأميركية في فيلم عام 1944.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى