قصيدة النثر بين الخطاب النقدي وأزمة الشعر

يرصد كتاب “ما بعد قصيدة النثر.. نحو خطاب جديد للشعرية العربية”، للكاتب والناقد المصري سيد عبدالله السيسي، التحولات التي مرت بها قصيدة النثر العربية والغربية في سياق التحول من الحداثة إلى ما بعد الحداثة بتجلياتها الفلسفية والأيديولوجية والاجتماعية والجمالية، وكذلك بعض السمات الأخرى التي اقترنت بالحداثة وما بعدها مثل الاغتراب أو العدمية أو التشيؤ والاستلاب.. إلخ. ومن ثم يناقش بعض التصورات التي نبهت إلى ضرورة تصحيح المسار الذي اتجهت فيه مرحلة ما بعد الحداثة لما ارتأوه فيها من مخاطر قد تودي بكل ما هو إيجابي في قيم الحداثة أو ما بعدها.

ويناقش الكتاب، الصادر عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، ما آلت إليه تجربة الحداثة الشعرية إبداعيا ونقديا، من خلال مساءلة المرجعيات النظرية والنقدية للحداثة العربية التي أدت بقصيدة النثر وبالشعرية العربية إلى ما هما عليه في اللحظة الراهنة.

وإذ تعتمد الدراسة على التحليل النصي للسمات التي تشكل شعرية قصيدة النثر، فقد هدفت على نحو أساسي إلى تقديم ممارسة قرائية للنص الشعري تسعى لتجاوز المنظومة الإجرائية التقليدية في تحليل الشعر العربي بأبعاده التشكيلية، بعيدا عن المقولات الجاهزة من داخل الخطابات التأسيسية لجماليات قصيدة النثر أو من خارجها.

ولأن المنظومة التقليدية التي كنا ندرس من خلالها القصيدة لم تعد كافية حتى لدراسة الشعر التقليدي ذاته، ناهيك عن دراسة قصيدة حديثة تشكلت في مرجعيات جمالية أكثر تعقيدا وكثافة لغة وإيقاعا وتصويرا، يقدم الكتاب ممارسة قرائية أكثر وعيا بمقتضيات تأسيس آليات جديدة لمقاربة القصيدة الحديثة تتجاوز ما قدمته المنظومة التقليدية في النقد العربي إلى الإفادة مما تقدمه الدراسات الأحدث في تحليل البنى التكوينية للنص الشعري، من بنى لغوية وتصويرية وإيقاعية.

ويستعرض الكتاب مساءلات تتعلق بوضعية قصيدة النثر في اللحظة الراهنة بوصفها ممثلة لـ”الشعرية العربية” وما وصلت إليه تلك الشعرية من تطور عبر تحولاتها في تاريخ الشعر العربي الحديث.

ويهدف الباحث إلى تقديم ممارسة قرائية للنص الشعري تسعى لتجاوز المنظومة الإجرائية التقليدية في تحليل الشعر العربي بأبعاده التشكيلية، بعيدا عن المقولات الجاهزة من داخل الخطابات التأسيسية لجماليات قصيدة النثر أو من خارجها، معتمدا على التحليل النصي للسمات التي تشكل شعرية قصيدة النثر.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى