عبد المحسن خلف يضيء على جماليات الشعر الجاهلي

خاص (الجسرة)

بريهان الترك

صدر مؤخرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، كتابا جديدا للدكتور عبد الحسن خلف تحت عنوان “القيم الجمالية في الشعر الجاهلي”. وكما لفت المؤلف في تقديمه إلى أن الفكرة الأساسية للكتاب هي “الجمال” من الناحية الفكرية وقد نشأ وما يزال يترعرع في أحضان الفلسفة، وفي هذه الحالة من الاعتماد على المصادر الفلسفية والنقدية التي تتناول الجمال بصورة مباشرة، سواء من الناحية المنهجية أو الثقافية، لتكون دراسته للجمال في الشعر الجاهلي، وبقدر المستطاع، قائمة على أساس علمي وتقويم موضوعي للجمال وإدراكه، سواء بالنسبة لإحساس الشعراء به وتعبيرهم عنه، او من خلال دراسة ذلك الإحساس وتقويمه له ومعرفة ما هو موضوعي وذاتي في تقدير الجمال.
ناقش الكتاب موضوع الفكر والجمال والقيمة، وقسم منه يتناول القيم، مفهومها، وأنواعها، القيم الجمالية، الجمال، مفهومه اللغوي، ألفاظه، أنواعه، مفهوم الجمال، عند الإغريق، وعند الفلاسفة المسلمين، وعند نقاد العرب القدامى، وعند الشاعر الجاهلي، والفنون الجميلة في العصر الجاهلي والفترة التي سبقته، أضراب الجمال عند الشاعر الجاهلي، الجمال الأخلاقي، الجمال الحسي.
وتحدث عن الطبيعة من حيث جمالها وإدراك الشعراء الموضوعي والذاتي له، وتأثير الطبيعة في الإنسان، وموقف الشعراء منها وتأثيرها في الفن، وانعكاس هذا التأثير على الخصائص الفنية، واتخاذ الشعراء من الطبيعة وسيلة للتعبير عن إحساسهم الفكري بالحب والجمال والزمن والحياة والموت، فضلا عن الفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الفني ومكانه من كل منهما.
وكان للمرأة مكان في الكتاب حيث لفت إلى دورها من حيث تأثيرها في الشعراء من خلال علاقات الحب وقيم الجمال الموضوعية التي تمتلكها، ذلك أن الشاعر الجاهلي كان ينفعل بجمالها ويعبر عنه من خلال عاطفة الحب نحوها. وقد حاول الوقوف في هذا الفصل على العوامل الاجتماعية والطبيعية التي تؤثر في تقدير الشعراء لجمالها.
وأضاء المؤلف على الجمالية في البناء الفني للقصيدة في اطارها العام من حيث مقدمتها الطللية ورحلة الناقة وقصص الحيوان بجميع أنواعها مع أهم الإغراض الشعرية، مفسرا البناء الفني من خلال خمسة محاور هي “لاحظت الشاعر الجاهلي يتجاذب بينها، إلا وهي: الحب والجمال والزمن والحياة والموت، مع التركيز على تأثيراتها في نفسية الشاعر الجاهلي وإحساسه الفكري، مع ربط المحاور بالعوامل النفسية وما تتطلبه الحياة الاجتماعية والطبيعية الصحراوية من ارتحال وتنقل وفشل في العلاقات العاطفية، وما يصحب ذلك من احباطات وتجارب مؤلفة تؤثر في نفس الشاعر الجاهلي، مع متطلبات المجتمع البدوي والقبلي بنزعاته وحروبه ومعتقداته الدينية، وربطها بالعوامل بإحساس الشاعر الفكري وتأثيرها في بناء قصيدته ووحدة موضوعها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى