مهرجان أفلام السعودية يستقطب صناع السينما

رفعت الدورة الرابعة من مهرجان أفلام السعودية مستوى الحسّ والإنتاج السينمائي السعودي بشكل لافت، إذ شهدت المشاركات المسجلة هذا العام ازديادا ملحوظا من 112 فيلما و72 سيناريو العام الفائت إلى أكثر من 136 فيلما و116 سيناريو هذا العام، وجميع المشاركات أنتجت خلال 2016.

وعن قبول 58 فيلما و89 سيناريو، قال أحمد الملا، مدير المهرجان ومدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام السعودية “نعم تم رفع معايير القبول كما وعدنا صنّاع الأفلام في ختام المهرجان العام الماضي، ثقة منا بأنهم يطلبون الأجود والأجمل، وابتكرنا جوائز مُغايرة ذهبت إلى مُختلف عناصر الفيلم، وانتخبنا لجنة استشارية من بينهم كتقليد كل دورة وشكلنا لجانا تحكيمية نتمنى لها التوفيق”.

وجاءت الدورة الرابعة “في لمح البصر”، كما عبر عنها الملا، الذي صرّح بأن “المهرجان لم يتوقف منذ اختتام دورته الثالثة العام الفائت، فقد استمر العمل على أهداف المهرجان التي يأتي ضمنها التسويق للأفلام السعودية في المحافل الدولية”، مضيفا “عمل المهرجان على انتخاب بعض الأفلام المشاركة في الدورة الثالثة، بالإضافة إلى بعض الأفلام التي أنتجت حديثا لتعرض في عدة مناسبات كفعالية “أيام الفيلم السعودي” التي أقامتها الجمعية مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في مدينة لوس أنجلس الأميركية في شهر نوفمبر الفائت”.
أشار سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والمشرف على المهرجان، إلى أنه من الجالب للفخر أن يستطيع المهرجان في دورته الرابعة انتقاء الأعمال التي تدخل في مسابقته، مما يدل على رقي الأعمال ونشوء التنافس بشكل مطّرد وعلى المكانة المرموقة التي يتبوؤها المهرجان بين المهرجانات العربية، منوها بأن عدد صناع الأفلام “مخرجين وممثلين وكتابا وفنيين” وصل إلى 2040 ممن سجلوا في المهرجان، وأن الأفلام التي تم ترشيحها للعرض أو للمنافسة على جوائز المهرجان بلغت 59 فيلما، 38 منها تعرض لأول مرة، كما بلغ عدد صفحات النصوص الـ89 المرشحة للمنافسة في مسابقة السيناريو 2067 صفحة، منها 77 سيناريو قصيرا و12 سيناريو طويلا.

وشهد المهرجان إقبالا ملحوظا على شبابيك التذاكر التي سرعان ما نفدت بعد عرضها بساعات، وقد شكّل الحدث ما أطلق عليه بعض الزوّار عرسا سينمائيا يزف نجومه على السجادة الحمراء التي استقبلت صنّاع الأفلام المشاركين في المهرجان وضيوفه في خيمة إثراء بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي.

وأشاد الزوار بحفل الافتتاح، مُعربين عن سعادتهم بتنظيمه الذي ظهر بحلة تليق بمنظمه وشركائه، وهم: الشريك الرسمي “مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي”، والشريك التنظيمي “وكالة نون فن”، والشريك الأكاديمي “جامعة عفّت”، و”نقوش شرقية”، و”سونكس استوديوز”، والناقل الرسمي للمهرجان “شركة السعودية الخليجية للطيران”.

واختتم حفل الافتتاح بعرض فيلم “وسطي” للمخرج علي الكلثمي الذي عبر عن فخره باختيار فيلمه للافتتاح، قائلا إنه “شعور غريب أن يتم اختيار فيلمك لحفل الافتتاح، فهذا الأمر يشكّل ضغطا على صانع الفيلم، وهو تقدير أفخر به وأشكر عليه المنظمين الذين أرونا إنجازا عظيما في إقامة المهرجان وتنظيمه، لكني كنت متخوّفا من وضعي في الواجهة أمام الجمهور الذي هو أكثر ما يهمني، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أن هذا الجمهور مكوّن من صنّاع الأفلام ومحبي السينما أصحاب الذائقة العالية”.

وكرّم المهرجان هذا العام الفنان السعودي سعد خضر، وجاء تكريم خضر تقديرا لإسهامه الكبير والسابق في تطوير صناعة المحتوى المرئي والمسموع في السعودية.
واستعرض المهرجان فيلما وثائقيا يروي مقتطفات من حياة سعد خضر، كما تم تسليمه النخلة الذهبية التي قدّمت له باسم صنّاع الأفلام وكتاب السيناريو المشاركين، كما دشّن المهرجان كتاب “عازف الكمان، بطل الكونغ فو، سعد خضر الفنان الرائد”، الذي يحكي سيرته، بالإضافة إلى شهادات الفنانين والمثقفين عنه.

الجدير بالذكر أن المهرجان في دورته الرابعة خصص حصة من أعماله وأهدافه لخدمة مجال الإنتاج السينمائي، فالشخصية المكرمة سعد خضر تمت الإشادة بأسبقيته في العمل في مجال الإنتاج، فقد جاء في كلمة تكريمه التي ألقيت في حفل الافتتاح أن “سعد من أوائل المنتجين السعوديين، وقد شرع في عمله الإنتاجي في الزمن الذي لم تكن فكرة الإنتاج ومهامه قد تبلورت فيه بعد في السعودية”.

وعلى الصعيد الآخر يطلق المهرجان فعالية سوق الإنتاج التي تحتل حيزا مهما من البرنامج، وتشترك فيه عدة شركات إنتاج فني ومؤسسات حكومية لعرض وتسويق أعمالها ومعداتها وعرض الفرص التدريبية والوظيفية للعاملين في مجال صناعة المحتوى المرئي، وتستمر فعاليات السوق يوميا طوال فترة إقامة المهرجان التي تتواصل حتى الأول من أبريل القادم.

وأشار الفنان إبراهيم الحساوي، مدير العلاقات العامة بالمهرجان، إلى أن المهرجان يتعاون هذه السنة مع الشركات الحاضرة في السوق لإطلاق مبادرة 5×5، وهي مبادرة تنافسية تهدف إلى إبراز الدور الذي يلعبه المنتج في صناعة الفيلم السينمائي، وتستهدف المبادرة المنتجين الذين سيُفتح لهم باب التسجيل للفوز بفرصة الحصول على منحة فنية توفّر لهم فيها كافة المعدات المطلوبة لإنتاج الأفلام من كاميرات وإضاءات وفنيين ووحدات ما بعد الإنتاج، وقد جاء اسم المبادرة (5×5) دلالة على اختيار خمسة منتجين لينتجوا خمسة أفلام خلال هذا العام لتعرض في الدورة الخامسة من مهرجان أفلام السعودية.

وأضاف الحساوي أن باب التسجيل في المبادرة سيفتح بعد حفل ختام المهرجان الذي من المزمع أن يقام السبت، يوم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى