هند الراوي حملت الفولكلور الغنائي المصري إلى فرنسا

رحاب عليوة

عام 2013 زار الفريق الفرنسي الشهير «Orange Blossom» (زهرة البرتقال) مصر، للبحث عن صوت عربي أصيل يحمل عبق الشرق ويحفظ تراثه، ويقدّمه في أسطوانته الجديدة. وتولى المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة تقديم فنانين شبان إلى الفريق، من بينهم شابة سمراء غنت أمامهم «السيرة الهلالية»، فانتقلت بفضلها السيرة وغيرها من الأغاني الفولكلورية المصرية إلى مسارح فرنسية وعالمية.
هي المطربة هند الراوي (29 سنة) التي استطاعت أن تحمل التراث المصري كله (المرئي والمسموع) إلى العـالم من خلال الفريق الفرنسي، إذ تصعد إلى المسارح العالمية مرتدية ملابس فولكلوريـة تـنـتـمي إلى الطـراز النـوبـي أحياناً وإلى الصعيدي أخرى، إضافة إلى الزي «الغجري».
درست الراوي الموسيقى في أكاديمية الفنون الموسيقية منذ سن الرابعة عشرة، ثم التحقت بفريق «النيل» (أُسس العام 1955) وفيه أتقنت الأغاني التراثية بداية من الملاحم الشعبية كالسيرة الهلالية، إلى الأغاني النوبية، والبدوية، في تنوع غنائي فولكلوري أتاح لها فرصة الانضمام إلى الفريق الفرنسي لتحقق من خلاله شهرة عالمية.
تقول «الراوي» لـ «الحياة»: «عند انضمامي إلى الفريق لم أكن أتحدث الفرنسية أو الإنكليزية، إلا أن ذلك لم يكن أمراً حيوياً للفريق الذي سعى إلى تقديم ثقافات غريبة عن المجتمع الفرنسي وأصيلة في الوقت ذاته، لذلك تحملوا أعباء التواصل معي عبر الإشارة». أما الآن فتستطيع أن تفهم وتتحدث بعض الفرنسية بحكم احتكاكها بهم.
تضمنت الأسطوانة الأولى لـ «زهرة البرتقال» (تأسس العام 1993) مع المغنية المصرية سبع أغانٍ غالبيتها تراثية، ودمجت بين السيرة الهلالية وقصيدة البردة في عمل سُمّي «أُمتي»، وأغنية «ياما دقت على الراس طبول» وسُمّيت بالتلحين والتوزيع الفرنسيين «ماريا»، بالإضافة إلى أغانٍ كتبتها ولحنتها الراوي كأغنية «سيدي يا سيدي».
جدير بالذكر أن الفريق الفرنسي يؤلف المقطع الموسيقي أولاً، ثم تبحث الراوي عن أغانٍ تراثية تستطيع دمجها به: «أغير في ألحان الأغاني التراثية بما يتناسب مع الموسيقى الغربية القائمة على «سلالم»، بينما الموسيقى العربية «مقامات»». ويعكف الفريق حالياً على إعداد أسطوانته الثانية، وفيها سيتغير أسلوب العمل، إذ ستختار المغنية المصرية أولاً ما تقدمه من التراث، ثم يتولى الفريق تأليف الموسيقى.
أحيت الراوي 170 حفلة مع فريقها في فرنسا، لندن، سويسرا، إسبانيا، رومانيا، أستراليا، إضافة إلى حفلات في المغرب ومصر. وانبهرت المغنية المصرية خلال الحفلات بتفاعل الغربيين معها، وحفظهم للأغاني العربية التي تؤديها على رغم أنهم لا يفهمونها، وعندما استفسرت عن ذلك قالوا: «نحن نشعر بها وهذا يكفي».
رفضت الراوي عرضاً من الفرقة الفرنسية للاستقرار في فرنسا، «مغادرتي مصر ستنزع الروح مما أقدمه. بعد انضمامي إلى الفريق تضاعف ولعي بالتراث والفنون الشعبية أكثر من ذي قبل، والآن أتجول من شمال مصر إلى جنوبها منقبةً عن تلك الفنون، حتى أعيد تقديمها لجمهور فرنسي لا يعرف تراثنا ولكنه يقدره».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى