جديد نادي جازان الأدبي

1 ـ من الأنواع الشعرية التي تولدت من كنف الشعر الإنكليزي، يأتي شعر ما وراء الطبيعة أو ما يُعرف عالمياً بالشعر الميتافيزيقي، ليشكل حالة استثنائية من الفعل التعبيري والأداء الثقافي على المجمل. في هذا السياق يأتي كتاب «الميتافيزيقيا الشعرية» للكاتب والناقد حسن مشهور ليتناول بالشرح (فلسفة ما ورائيات النص والطبيعة) عبر دراسة مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي، يقدمها المؤلف في حقل «الشعر الميتافيزيقي» الذي يعتبره انتقل إلينا من الغرب، وأصبح بعض شعرائنا العرب يكتبون قصائد بعينها يعرضون فيها لبعض قضاياه وتساؤلاته.
2 ـ في «ظِلٌّ عَلَى بَابِ الذِّكْرَيَات» يصنع الشاعر عصام إبراهيم فقيري من الأسئلة معياراً لأيّ شيءٍ يرغب في قوله بالشعر، ولأنه يدرك مثلما أدرك شعراء كثيرون من قبله بأن الشِعر يتسع لكل المعاني التي تمنح الحياة سرّ وجودها؛ فقد منح نصه العديد
من الصور الفنية، أو المفارقة اللغوية التي تقوم مقام المعنى في الكتابة الشعرية مع تكثيف لصور الفقد واللوعة والوداع والرثاء، لأحبة رحلوا عن عالمه في عدد من قصائد الديوان، وهو ما تؤكده تفاصيل الملفوظات الشعرية المتناثرة عبر هذا المنجز الشعري.
3 ـ لا يملك مفاتيح السرائر الرومانتيكية للشاعر إبراهيم عمر صعابي إلا من كان شاعراٍ مثلهُ، ولإن القارئ ليس شاعراً فهو لا يملك ألا أن يفككك جُملهِ ليكتشف معانيها، حتى إن كانت داخل «أخاديد السَّراب» ويبدأ بقراءتها كقصائد مستقلة في عالمها الخاصّ، حيث تتسع في هذا الديوان الصور والأفكار والأشياء على نحو متناغم مع الروح والنفس والطبيعة والحياة كلها، تبثها مخيلة الشاعر الإبداعية كذكريات بهيجة مرة وعابسة مرات، أو يُسمعنا إياها كنغمات موحية تعزف على أوتار مرتبة تلون إيقاع النص باستحوذات جميلة شفيفة.. تحضر فيها المرأة والوطن والأرض والأصدقاء وكل ما يمت إلى عالم الشاعر بصلة.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى