هند محمد : الفن قائم على «الشللية» والعلاقات الخاصة

ياسمين الفردان

هاجمت الفنانة السعودية الواعدة هند محمد الوسط الفني، واتهمته بالشللية والمصالح الخاصة البعيدة عن الفن، وقالت إن في داخلها «غضباً» لا يمكنها التعبير عنه بصراحة، لأنه سيجلب لها عداوات هي في غنى عنها، مبينة أنها تمثل لهواية داخلها، وأشارت إلى أن بعض الفنانات يصعدن على حساب زميلاتهن.
وأوضحت الفنانة السعودية، في حديث إلى «الحياة»، أنها تنتقي أدوارها بعناية، وعما إن كانت مضطرة مادياً إلى قبول ما لا يتناسب مع سقف طموحاتها أحياناً، قالت: «لدي عملي الخاص، أعني بأن الفن بالنسبة لي هواية، فأختار فيه ما يناسب تطلعاتي وطموحاتي للرسالة التي أقدمها بإخلاص، لدي رغبة في إيصال صوت وتغيير مفاهيم».
وفي رأيها، في لقاء الفنانة المصرية شويكار، الذي عُرض ضمن برنامج «مساء الجمال مع ميرفت ودلال»، الذي أشارت من خلاله ضمنياً إلى أن الفنان في حاجة إلى تكريم يختلف عن الدروع والصحون كما هو معتاد، قالت: «للأسف، لو نظرت إلى مستقبل الفنان، فهناك كثير من المحبطات، رغم أنني لا أود الخوض في هذا الأمر إعلامياً. ولكن يؤسفني أن الفن في جزء منه قائم على الشللية والمصالح المتبادلة والعلاقات الخاصة، ذلك ما يعطي البعض اهتماماً وأهمية في مسألة ظهوره ومنحه أعمالاً فنية قد لا يكون بحجمها، ما يهضم حقوق مواهب أخرى تمتلك صفات الفنان الحقيقي، يضاف إلى ذلك أن بعض دول الخليج تمتاز بوجود معاهد ويدرسون مسألة الفن وأساسيات الفنان، بينما لدينا بعض العشوائية، لأن الفنان هنا ليس له أساس قبل دخوله الفن، بل صار الأمر مجرد اجتهاد شخصي، ولأن البعض قد يفسر الأمر بطريقته استغنيت عن الفضفضة علناً في هذا الأمر».
وعن سبب عدم ظهور سداسية مسلسل «كسر الشموع»، أجابت: «يفترض عرض جميع السداسيات في شهر شوال، لكن المنتجين واجهوا مشكلات إنتاجيه في هذا الأمر، وبخاصة أنها تجربتهم الأولى في مجال الإنتاج، إلا أنه لم يعرض سوى سداسية واحدة بعنوان: «أنامل الرحمة» للمنتج الكبير أحمد الغامدي، إذ التزموا بالتوقيت وحققوا نجاحاً كبيراً». وفي جانب «مقابلة تلفزيونية نادرة عرضها التلفزيون المصري مع الراحلة سعاد حسني، وتحدثنا عن غضب وقتي مرت به دعاها إلى الاختفاء من الساحة فترة، بحجة أن البعض غير قادر على فهم أمور بسيطة تحدث معها»، علقت هند قائلة: «سأتحدث وفي داخلي غضب أيضاً، الفنان إذا أعطى من قلبه، بصرف النظر عما سيجنيه من المال، أقصد هنا العطاء من صلب القلب، ثم وجد شخصاً آخر يقل عنه موهبة وعطاء يميزونه عنه في المعاملة، قد يكون لأغراض أخرى، ولو أفصحنا عن الأمور علانية، لصنعت لنفسي عداوات أنا في غنى عنها، بالنسبة لي سأستمر في البناء على ما أراه مناسباً، وهذا قد يجعل إطلالاتي قليلة، يضاف إلى ذلك ارتباطاتي الخاصة الأخرى.
وبالعودة إلى مقابلة الفنانة القديرة سعاد، أظنها ربما عبرت عن غضبها فقلب الأمر عداوة معها، وفسر في شكل خاطئ، ذلك بسبب المنافسة غير الشريفة التي تنطلق من خلالها الحروب، وهذا أمر مزعج وموجود»، وبخصوص أخلاقيات أهل الفن زمان، ذكرت: «الثقافات والأخلاقيات لها دور، وحينها لم يكن هناك إعلام متصيد، لكن مع الوقت بات البعض متصيداً لمشكلات الفنانين، انتقدوني على أسس، فالاختلاف لا يفسد للود قضية».
ورفضت تسمية مخرج مفضل عندها: «عملت مع أسماء كثيرة، على رغم أهميتها، لكنني أبحث عن شيء آخر لم أجده بعد، أما بالنسبة إلى العمل مع الفنانات فلا أجد نفسي أرغب في العمل بجانب أسماء بعينها، وجميعهن محل تقديري، أما الفنانون فهناك أسماء خليجية إضافة إلى أسماء أحببت التعامل معها، مثل حبيب الحبيب، وعبدالمحسن النمر».
وعما إن كانت المرأة الفنانة تحاول الظهور على حساب فنانة زميلتها، قاطعت مستفزة لتقول: «هذا موضوع صعب، الحديث عنه قد يشرع أبواباً أخرى، لأنه يحدث فعلاً، بالنسبة لي أنا في حالي لا أتدخل في أحد، لأنني لم أعثر حتى الأن على إدارة إنتاج قوية تحكم الأمر وتضع له حداً».
وفي خصوص الصورة التي تطمح لتجد نفسها فيها مستقبلاً، أجابت: «راضية عن نفسي، لكن أطمح إلى الأفضل، وسأصل بمشيئة الله». وفي حال كان هناك حدث واقعي تطمح لتجسيده، بينت هند: «أتمنى أن أتطرق إلى الإرهاب بطريقة فعالة وإيجابية، ومع أن الفكرة لدي فإنني لا أجد من يكتبها بالطريقة التي أطمح إليها، وأي فنان طموح لا بد أنه سيفعل كما فعلت حياة الفهد، سيكتب وينتج أيضاً».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى