شغب عبدالعزيز بخيت في الصورة والنص

د. عبدالرحمن المحسني

 

يطلق جيرارجينيت على العنوان نصًا موازياً، وإن كنت أرى أن التسمية غير دقيقة، فتلك النصوص داعمة للنص وتشكل جزءًا من تكوينه، وليست موازية له.

ديوان “شغب” لعبدالعزيز بخيت عتبته النصية تتكون من صورة تشكيلية للفنان محمود الملا. وقد دعمها بعنوان ربما لا تفصح الصورة الضوئية التي تخيرها عن علاقة متصلة بمفردة الشغب تحديدا، وإن بدت الصورة لا تخلو من عبثية وشغب.

في حين نجد على صفحة الغلاف الأخيرة ما يتصل بالعتبة الأولى، في شبه نثر شعري لتفاصيل عنوانه الكتابي “شغب”، يقول:

للمحاصيل ميقاتها

حين لا تجتني

سوف يلقي بها الغصن

فوق التراب

لكنْ الجالسون على رئة الجائعين

(إذا) جاء ميقاتهم

ثم لا يذهبون

سيلقي بهم شغب الجوع

تحت الترابْ

وقد استطاع الشاعر هنا أن ينقل لنا على الغلاف الختامي للديوان شيئا من بوح عنوان ديوانه “شغب”، إذ اختار مقطعا من قصيدته الطويلة “شغب” التي قسمها إلى مقاطع تحتوي الشهور الميلادية من (يناير – إلى ديسمبر). وقد وضع على الغلاف المقطع الأول الكاشف لأبعاد تفكيره، لاتصاله بموضوع العنوان، وجعل مفتاح وعي العنوان يتمثل في مثل قوله:

سيلقي بهم شغب الجوع

تحت التراب

وعند تقري صفحة الغلاف نجد أنها تعتمد على تشكيل يقوم على نص يرتئيه الشاعر لتمييز بوحه الشعري ولفت انتباه القارئ إلى حركة الديوان وتوجهه فنيا ودلاليا. فالمتلقي يستطيع من خلال تداعيات النص الأولى أن يكتشف الخط التجديدي الذي يعتمده عبدالعزيز بخيت وهو الكتابة على الشعر الحر (التفعيلة).

كما استطاع الشاعر من خلال هذا الغلاف الختامي أن يقدم للمتلقي شفرة مهمة في وعي عنوان ديوانه الـ “شغب”.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى