عادل قديح يعيد قراءة مراحل تطور الفنون التشكيلية في لبنان

يوسف الحربي

 

وقَّع الفنّان التشكيلي اللبناني والباحث في الفنون البصريّة الدكتور عادل قديح كتابه الجديد بعنوان “المقاربة اللبنانيّة للفنّ التشكيلي الحديث (1875-1975)” الذي صدر عن دار انسيكلوميديا، في أسواق بيروت – سوليدير.
الكتاب يقع في (٢٤٧) صفحة نصيَّة و(32) صفحة تحتوي على (111) صورة ملوّنة، وهو يعيد قراءة مراحل تطوُّر الفنون التشكيليّة في لبنان وفق منظور نقدي لكتابات سابقة تصدَّت لنفس الموضوع.
أطلق الدكتور عادل قديح في كتابه النقدي هذا جملة من التساؤلات، أبرزها: لماذا اعتنق الرعيل الأوّل من الفنّانين اللبنانيّين الأساليب الغربيَّة الأكاديميّة، ولماذا انحاز الفنّانون اللبنانيّون من رعيل الخمسينيّات والستينيّات من القرن العشرين إلى الفنّ البصري الحديث بعد أن رفض معلّموهم من الرعيل السابق ذلك بسخط معلوم؟ وهل يمكن اعتبار المسألة انقيادًا إلى المسار الغربي فقط، أم أنَّ التطوّرات التي عصفت بالبلد والمنطقة ساعدت على تبنّي هذه المعالجات؟
وحسب قوله، إنّ الإجابة عن هذه الأسئلة قد تدفعنا إلى الاستنتاج بأنَّ الفنّ التشكيلي في لبنان هو فنّ التحاقي، لكن ذلك لا ينفي تمتّعه بخصوصيّات وسطه أو فكره أو انتمائه. ويبقى السؤال مطروحًا حول الإضافات التي أدخلها التشكيليُّون اللبنانيُّون على الحركة التشكيليّة العالميّة، في حال وجدت هذه الإضافات، وهذا ما يحاول الباحث في كتابه الإجابة عنه.
ولعلَّ أبرز ما يميّز كتابه “المقاربة اللبنانيّة للفنّ التشكيلي الحديث” أنَّه استند على نقد الدراسات المختلفة، وخاصّة تلك التي أجابت، كلّ واحدة من موقعها عن هذه الأسئلة، وقد تبنّت هذه الدراسة المنهج النقدي – المقارن بهدف تصويب بعض المصطلحات والمفاهيم. فالكثير ذهب إلى القول بأنَّ لبنان كان “خاليًا من الفنّ قبل أن يدخله الفنّ الغربي”، معتقدين أنَّ الحداثة التشكيليَّة نشأت في لبنان على القاعدة الغربيَّة نفسها، أي أنَّها دخلت من الباب الانطباعي، في حين نرى أنَّ اعتناق الأكاديميَّة الغربيَّة هو الذي سهَّل لهؤلاء الفنّانين ولوج طريق الحداثة التشكيليَّة خلافًا لما حصل في أوروبا.
وقد وضع الباحث عادل قديح هذه الدراسة أمام أبصارنا وأذهاننا لعلّها تضيف إلى ما سبق إضافات أساسيَّة تصل إلى كشف الحيّز الذي أصبح فيه الفنّ البصري في لبنان، فنًّا يكاد يكون تبعيًّا، ولو أنَّه نحا إلى مظاهر ذات ميزة خاصَّة، لكنَّها لا تستطيع أن تنفي عنه سمة التبعيَّة.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى