مبدعون لـ الشرق : الدوحة منبراً لمثقفي العالم الإسلامي

طه عبدالرحمن

تتجه أنظار العالم الإسلامي إلى الدوحة على مدار العام الجاري، بعد اختيارها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار «ثقافتنا نور» انطلاقاً من مرتكزات واستحقاقات، جعلتها جديرة بهذه الاستضافة التي ستشهد إقامة فعاليات متنوعة، بالتعاون مع الشركاء والرعاة والجهات المشاركة في هذه الاحتفالية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والرياضة.

الشرق حرصت على استطلاع آراء عدد من المثقفين للوقوف على الآثار التي ستعكسها هذه الاحتفالية على المبدعين في داخل الدولة، ورؤيتهم حول المرتكزات التي استحقت عليها الدوحة هذا الاختيار الرفيع من قبل الجهات المعنية في العالم الإسلامي.

وأكد مثقفون استحقاق الدوحة لهذا الاختيار، وأنها ستكون جديرة بإقامة فعاليات تليق بهذه الاحتفالية الكبيرة، بفضل ما تضمه من بنى ثقافية تحتية، تؤهلها لإقامة فعاليات مميزة، تعكس مكانة الدوحة الثقافية، وتبرز في الوقت نفسه عراقة الثقافة الإسلامية، وما تحظى به من منزلة رفيعة في أوساط المشهد الثقافي المحلي.

إبراهيم فخرو: حضور قطري بارز في العالم الإسلامي

الكاتب المهندس إبراهيم بن يوسف فخرو، صاحب مقتنيات إسلامية، وإقامة العديد من المعارض الإسلامية، وإصدار كتب عن المصحف الشريف والخط العربي. يقول: إن اختيار الدوحة لم يكن مصادفة، بل جاء تكملة لحلقة كبيرة من الأدوار التي تلعبها قطر في جميع النواحي، سواء عربياً أو إسلامياً أو عالمياً، حيث أثبتت قطر مكانتها في هذا المحيط، وقامت بأداء أدوار مؤثرة في مختلف المجالات، فضلاً عن دعمها للشعوب العربية والإسلامية.

ويلفت إلى أن دور قطر الإسلامي يبدو جلياً في تنفيذ مبادئ الإسلام، وليس فقط فيما يتعلق بالمظاهر، وعلى سبيل ذلك إحلال السلام في عدة مناطق بالعالم الإسلامي، «وهذه من متطلبات الإسلام الأساسية بإشاعة السلام بين الجميع، كما تعمل قطر على نشر الثقافة الإسلامية، ونشر التعليم على مستوى العالم، وهي مبادئ إسلامية، طبقتها قطر عمليا، دون أن يقتصر ذلك على الجانب النظري، كما كان للدولة دور مؤثر في حوار الأديان، فضلاً عن دورها في تطبيق المفاهيم الإسلامية، وإمداد العالم الإسلامي بمصحف قطر، وخاصة للدول الأفريقية والآسيوية، والحرص على نشر كتب إسلامية معتدلة، ونبذها للعنف والتطرف، وهذا كله يبرز الدور القطري الكبير والمهم في بناء الثقافة الإسلامية، دون تعسف أو ليونة، ما جعل الثقافة القطرية متميزة في العالم الإسلامي».

كما يشير فخرو إلى دور قطر في إقامة المؤتمرات الخاصة بالعمارة الإسلامية، بالإضافة إلى حرصها على إنشاء صروح ذات طابع تاريخي وإسلامي. منوهاً بتعاون جميع الجهات المعنية لإقامة هذه الاحتفالية بالشكل الذي يناسب الحدث ذاته، وبما يليق بالمناسبة، وبالمكانة التي تحظى بها قطر عربياً وإسلامياً وعالمياً.

محمد الجفيري: اختيار الدوحة يلامس مفاصل الثقافة المحلية

يقول الكاتب محمد بن محمد الجفيري: إن الدوحة الفتية تقفز دائماً قفزات باهرة للأعلى، وذلك في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والرياضية وغيرها من المجالات. وفي المجال الثقافي ها هي الدوحة يتم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية 2021. مرجعاً ذلك الاختيار إلى كونه يأتي «تتويجاً للدعم الكبير الذي توليه الدولة من دعم ومساندة للثقافة بكل روافدها المتعددة، فهنا في الدوحة تنتشر دور الكتب الكبيرة، ودور النشر المتعددة، كما تأتي مكتبة قطر الوطنية على رأس الهرم الثقافي بما تحتويه من كتب قيمة، ومنسوخات تاريخية نادرة، ونظام حديث رائع لمحتويات المكتبة التي تخدم طلاب العلم وأهل التخصص بشكل ينافس أعرق المكتبات العالمية».

ويتابع: إن «الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة أولت كل الدعم والمساندة للمبدعين في مجال الثقافة بكل الفروع وذلك من خلال احتضان المواهب، وتشجيع وتنمية المهارات والقدرات للمبدعين القطريين، وتحفيزهم لمواصلة إبداعاتهم، وإجراء المسابقات وتقديم الجوائز، فتخلق من هذا كله أجواء ثقافية وفنية يعيش فيها المبدع، فضلاً عن أجواء البيئة الثقافية الصحية التي تنمو فيها قدراته وابداعاته».

ويؤكد الكاتب محمد بن محمد الجفيري «لقد لاحظنا ذلك جلياً بظهور جيل المواهب البارزين على الساحة الثقافية بالدوحة حالياً نتيجة تلك السياسة التشجيعية من جانب الدولة، لذلك فإن اختيار الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية سينعكس بالايجاب على كل مفاصل الثقافة المحلية وعلى المبدعين القطريين وغير القطريين بكل ما هو رائع وجميل وبشكل مضاعف عن ذي قبل».

بدرية حمد: الاحتفالية دافع لمزيد من الإبداع محلياً

تقول الكاتبة بدرية حمد: إن الدوحة كانت وما زالت منبرا لصوت المثقفين من العالم الإسلامي لاهتمامها بالحركة الثقافية التي زادت عمقا واتساعا في السنوات الماضية، وهذا الاختيار نابع من نجاح الحراك الثقافي في قطر على الصعيد المحلي والعالمي، وذلك يدل على أن القائمين على الأنشطة الثقافية المحلية أثبتوا نجاحهم بتكاتف جهودهم في إبراز أعمال المثقفين على أرض قطر باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم وتوفير كل سبل الدعم لهم في تطوير مخرجاتهم الأدبية والعلمية وكذلك العمل على نشرها محليا وعالميا.

وتتابع: «لا يخفى على أحد أهمية ذلك الاختيار باعتباره إيمانا وتقديراً للجهود التي تبذلها الدوحة كعاصمة للثقافة ونجاحا لها في قيادة ذلك الدور المهم بالنسبة للمثقفين بشكل عام وللقطريين بشكل خاص، حيث يعتبر ذلك الاختيار دافعا لهم للمزيد من الإبداع والمزيد من المشاركات في الأنشطة الثقافية المختلفة عندما يشعرون أن أصواتهم وكلماتهم مسموعة وتلقى الثقة والدعم المطلوب من القائمين على الحركة الثقافية محلياً.

مريم جمعة المنصوري: احتفالية تمتزج فيها اللهجات لإنتاج أعمال مبتكرة

تؤكد الكاتبة مريم جمعة المنصوري أن الدوحة تفتح أبوابها للإخوة الكرام في عرس جماعي ثقافي يجمع خيرة الضيوف بكرم المضياف (ألا يا قطر فافخري)، «وأي فخر يضاهي اختيارالإيسيسكو للدوحة لتكون عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021، فهو اختيار تم باختصار القائل: على قدر أهل العزم تأتي العزائم». وتقول إن «الدوحة جديرة بهذا الاستحقاق، في ظل الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والرياضة نحو ترسيخ الهوية والثقافة الإسلامية والمحافظة عليها». لافتة إلى أن «الدوحة التي أصبحت معلما ونبراسا لما تحتويه بين جنباتها من كم زاخر يعكس أوجهاً عديدة للثقافة والأدب والعمارة».وتلفت إلى أن دلالة اختيار شعار الاحتفالية «ثقافتنا نور» يعكس أن لكل دولة ثقافتها التي تميزها عمن سواها وتغلفها برونق يميزها، «وهذا لا ينقص من شأن ثقافة على الأخرى أو العكس فالكل قد تشرب تعاليمه من جوهر الثقافة الإسلامية الأصيلة».وتؤكد أن هناك الكثير من الفوائد التي ستعود على تلك العقول بشكل عام وعلى المبدع المحلي بشكل خاص حيث سينهل كل من الآخر في سيمفونية تتلاحم بها الثقافات وتتقارب فيها القلوب والمشاعر الأخوية الصادقة فيسكب هذا من نهره والآخر من محيطه وآخر من بحر خليجه، فتتنوع الخبرات وتمتزج الثقافات واللهجات لتنتج عملاً مبتكراً يضيء في عالم المعرفة والأدب ويكلل التقارب الثقافي.

مي النصف: الاستضافة تخلق بيئة ثقافية لمختلف الجنسيات

تقول الكاتبة مي النصف إن البلدان ترفع في ذكر الرحيم، وتزهر الأنفس بذكر الله الكريم، ومن قلب الدوحة النابض بالإنجازات نضيف هذه الاستضافة لنضيف انجازا ثقافيا جديدا ونرفع به شعار «ثقافتنا نور» لنجمع العالم في مجتمع ثقافي واع متحضر مسلم مترابط، فالدوحة مدينة تجمع العالم العربي والإسلامي في لقاءات وحوارات ثقافية حضارية تساهم بذلك في نشر الثقافة سواء من التراث الثقافي والارث الحضاري لينشأ جيل لديه قيم أصيلة ثابتة وليسعى إلى تحديثها وتطويرها مع الاعتزاز بهويته الإسلامية الحضارية.وتتابع: إن هذه الاستضافة تساهم في خلق بيئة ثقافية مناسبة لتلتقي بها الجاليات والجنسيات المختلفة التي تقيم على أرضها وتعرفهم على مكانة قطر في نشر الثقافة وبأحقية الفرد في إبراز هويته الإسلامية في جو يعم فيه الأمن والأمان، بالإضافة إلى أن هذه الفعاليات ستفتح بوابات الثقافة المختلفة فتجعل الفرد يقرأ ويحاور ويبحث ويبتكر ويبدع ويتعاون ويعرف هويته الأصيلة الراسخة.

المصدر: الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى